عجيب أمر مأمور قسم شرطة محطة السكة الحديد ببنها، مكتبه موجود علي رصيف 4 لكن أبوابه لا تفتح أبدا، أتأمل يوميا حديقة الزهور المتراصة في مربع يسد باب المكتب وجندي الحراسة الواقف خلف متراس حديدي يحرسه والجزء البارز من جهاز التكييف وأتعجب من هذا الباب الذي لم أره مفتوحا أبدا، قوة القسم من أمناء مباحث ونظاميين يسدون عين الشمس ولكن لا أثر لهم يذكر فالمتسولون في كل مكان بالمحطة بالطرقات ومداخل السلالم يؤذون ركاب القطارات بالدعاء لهم إن أحسنوا ودفعوا صاغرين والدعاء عليهم إن كان غير ذلك،والمتشردون يفترشون مقاعد الانتظار نوما أوحجزا بالأحذية والبطاطين المتهالكة وعلي الركاب الانتظار وقوفا حتي يصل القطار، المرة الوحيدة التي شاهدت فيها باب مكتب المأمور مفتوحا وقوة القسم منتشرة علي الأرصفة والمشردون والمتسولون مختفون هي ساعة زيارة وزير النقل للمحطة منذ شهور،للمحطة مدخلان أحدهما غربي وبه بوابة إلكترونية للتفتيش وحراسة مسلحة والآخر شرقي يطل علي مجمع مدارس ولا توجد عليه أية حراسات من أي نوع فهو سداح مداح لمن أراد أن يدخل المحطة بمفرقعات أو حتي عجل جاموس، المشاجرات لا تنتهي علي الأرصفة ورجال الشرطة لا يتدخلون أبدا حتي تسيل الدماء وإذا استعنت بهم لا يسمعون وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون، بعض تلاميذ المدارس والمتسكعين يعتلون سور المحطة من الجهة الشرقية ويعاكسون طالبات مدرسة أم المؤمنين وغيرها بأبشع العبارات والألفاظ ولا يردعهم شرطي واحد، بعض الركاب والمدرسين يحاولون التدخل فترهبهم بلطجة المراهقين. متي يعلم المأمور ورجاله أن الأمن هو مهمتهم الأولي.