هي جريمة إنسانية بكل المقاييس..جريمة تجرد فيها الجميع من الرأفة والمودة والرحمة..جريمة لا تدين شخصا بعينه فقط،ولا جماعة بعينها فقط، بقدرما تدين مجتمعا كاملا تدنت إنسانيته، وتبددت قيمه، صار أكثر قسوة وأقل حساسية وإحساسا..قبل يومين في منتصف الليل، تسلل مجموعة من اللصوص الملثمين،الي منزل الكاتب الصحفي(وديع فلسطين)حيث يعيش بمفرده منذ سنوات..فقط في الصباح تأتيه خادمة لقضاء لوازمه ومتطلبات المنزل..عندما يقتحم اللصوص بيت رجل تجاوزال95 من عمره، ويوثقونه بالستائر في سريره، بعد أن أشبعوه ضربا وصفعا ولكما، ثم يغادرون البيت بعد أن قاموا ببعثرة محتوياته تماما.. عندما يحدث ذلك، فلابد أننا فقدنا إنسانيتنا ولا نستحقها...الشواهد تقول إن الحادث جنائي بهدف السرقة، رغم أن وديع فلسطين ليس رجلا ثريا، وليس مطمعا للصوص، خاصة أن معاينة النيابة أثبتت أن لا شيء تمت سرقته من المنزل، لا أغراض ولا أموال!!...البعض يري أن مذكرات وديع فلسطين، خاصة أوراقه حول علاقته بسيد قطب وحسن البنا،التي ضمنها كتاب له بعنوان(أخوان الشياطين)هي ما بحث عنه اللصوص..وبالفعل أكدت المعاينة أن كل ماتمت سرقته هو المذكرات والأوراق الخاصة، رغم تأكيد ابنته بأن أبيها لا يكتب منذ سنوات...وسواء كان اقتحام اللصوص للبيت، والاعتداء علي وديع فلسطين، بهدف السرقة(كبيرة كانت أو صغيرة)أو بسبب المذكرات(قديمة أوحديثة)،(هامة أوغيرذات أهمية) فإن كل الأسباب تتضاءل أمام التجرد من الإنسانية، والاعتداء علي رجل تجاوز95 عاما، يعيش وحيدا وهادئا..!!