الفوضي التي تسود الشارع المصري تحتاج إلي مواجهة حاسمة من الحكومة بدلا من استفحال هذه الظاهرة.. لتصبح السيطرة عليها فيما يعد أمراً صعبا.. وتصير سمة من سمات الشارع في مصر. فإذا تجولت في شوارع وسط القاهرة.. التي يمر بها ملايين البشر يوميا ستجد عددا كبيرا من الباعة الجائلين الذين احتلوا نهر الشوارع وليس الارصفة.. ويعرضون بضاعتهم وحولهم رجال الشرطة دون ان يصححوا الامر.. ولكنهم يكتفون بالمشاهدة وعدم التدخل. ولو توجهت إلي شارع اسماعيل أباظة وهو احد الشوارع التي توجد بها وزارات التعليم العالي والتعليم والاسكان والانتاج الحربي والمالية ستصيبك صدمة بعد أن تحول إلي سوق تجاري للسريحة يعرضون كل شيء.. واي شيء.. ناهيك عن مقالب الزبالة التي احتلت ارصفة الطريق ولا احد من الوزراء الذين يمرون يوميا في هذا الشارع يتدخل او يتصدي لهذه الافعال. وفي شارع مجلس الوزراء وامام مكتب د. عصام شرف رئيس الوزراء لابد ان تجد يوميا مظاهرة فئوية.. لا مانع من ان تعبر عن مطالبها ولكن ان تقطع الشارع والجميع في موقف المشاهد... مكتوفي الايدي امام هذه الظاهرة التي باتت يومية. وإلي بولاق الدكرور لا حديث هناك الا باستخدام السنج والمطاوي بين اهالي المنطقة.. ولو طال الامر يصبح التعامل بالاسلحة النارية امرا طبيعيا.. وعادة يومية يشاهدها اهالي المنطقة.. الذين بح صوتهم من المطالبات بالتدخل الامني لحمايتهم من البلطجية الذين يريدون فرض قوانينهم ومطالبهم عليهم. فاذا ما انتقلت إلي ميدان التحرير الذي شهد اعظم ثورة في تاريخ مصر ستجد العجب.. فنصبة الشاي في طريق مرور السيارات وبجانبها عربة بطاطا ولا مانع من عربة فيشار وأخري لبيع الاعلام كل ذلك في طريق المرور والجميع يشاهد ولا يتدخل.. لمنع فوضي الميدان الرئيسي للعاصمة. وامام تقاطع شارعي 62 يوليو والجلاء.. حدث ولا حرج عن فوضي السرفيس وتقع تجاوزاتهم ومهازلهم امام اعين رجال المرور الذين يديرون ظهورهم في مواجهة هذه الاخطاء وكأنهم ليسوا هنا.. ولم لا.. ومن قبل حدث اعتداء علي ضابط في نفس المكان لانه حاول اصلاح هذه الاخطاء والتجاوزات. ويبقي السؤال هل قامت الثورة لتحدث كل هذه الفوضي في الشارع المصري.. ام اننا كنا مؤهلين لهذه الفوضي ونسعي اليها.. وجاءت الينا علي طبق من فضة.. ولا نرغب في التفريط بها.. لقد باتت هذه الظاهرة امرا مقلقا للمواطن البسيط بعد أن اصبح الشارع ملكا للفوضويين.. وتحول هو ضيفا غير مرغوب في وجوده في الشارع إلا وفق قوانينهم ورغباتهم. تدخلوا واحموا المواطن البسيط الذي ايد الثورة بحثا عن الحرية والعدالة الاجتماية التي نادت بها.. فلا تجعلوه يندم علي تأييده لها.