كان الله في عون الأخ العزيز منير فخري عبدالنور الذي تولي مسئولية وزارة السياحة في هذه الظروف الصعبة، والذي يقاتل بشجاعة من أجل تخطي الأزمة التي ضربت صناعة السياحة بقسوة، والذي لا أظن انه يجد الدعم الكافي حتي من بعض مؤسسات الدولة!! في حوار تليفزيوني كان مؤلما ان اسمع من وزير السياحة ان الجهود التي بذلت لكي يقضي أكبر عدد من المهاجرين المصريين اجازاتهم السنوية في مصر لم تثمر كثيرا!! جزء من التعثر يرجع لانقطاع الصلة بين أجهزة الدولة وبين أبنائنا في الخارج علي مدي سنوات طويلة، ولكن السبب الأكبر بالطبع يعود إلي ما فعله جيوش البلطجة في غياب أجهزة الأمن بعد الثورة وما انجزته»!!« لجحافل المتنطعين من خفافيش الظلام الذين خرجوا من جحورهم ليشعلوا نار الفتنة ويعبثوا بوحدة الوطن، وينشروا الفزع بين أبناء مصر في الداخل.. وفي الخارج أيضا!! بالطبع كانت أربعة شهور بعد الثورة كافية جدا لاستعادة الأمن وحكم القانون بالكامل لولا التراخي و»الطبطبة«!!.. ومع ذلك فالوضع الآن معقول ويتيح لنا جميعا ان نشارك في الحملة لانقاذ السياحة والبدء بالمصريين في الخارج وبالاشقاء العرب ليأتوا إلينا في امان ويستمتعوا بأجمل بلاد الدنيا، ويساهموا في دعم مصر بعد الثورة. ان القضية ليست فقط في أكثر من مليونين يعملون في السياحة أو يتأثرون بها مع أسرهم، ولكنها أيضا في استعادة الحياة الطبيعية وضرب البلطجة والتنطع ومحاصرة خفافيش الظلام، ثم تدفق استثمارات أبنائنا في الخارج وأشقائنا العرب بعد ان يطمئنوا بأنفسهم علي سلامة الأوضاع في مصر. من ناحية اخري سعدت بان أعرف ان العديد من الذين كانوا ينوون قضاء أجازاتهم في الخارج قد تراجعوا، وقرروا البقاء في مصر والتمتع بشواطئها البديعة والاستفادة من الأسعار المنخفضة، وفي نفس الوقت الاسهام في انقاذ موسم الصيف السياحي.. وليت الجميع يفعل ذلك، فمصر هي الأجمل وهي الأحق -في هذه الظروف- بان نضخ في عروق اقتصادها كل جنيه ننفقه. لانه في النهاية سيتحول إلي فرصة عمل لعاطل، ولقمة عيش حلال لأسرة مصرية، وسيعيد الحياة لمدن سياحية كاملة تعاني أوضاعا صعبة، وسيعطي الرسالة الصحية التي نحتاجها نحن وينتظرها العالم وهي ان مصر الثورة لن تعيش في الظلام!!