حكاية بطل نجله: نعتبر الرئيس السيسي أبا لنا جميعاً البون شاسع بين الهدم والبناء والأمن واشاعة الفوضي، بين من يحملون السلاح للحفاظ علي الأمن والطمائنينة وحماية أرواح المواطنين ومن يحملونه ولا يقدمون إلا الموت والدمار والإرهاب، يعثيوفي الأرض فسادا يقتلون ويستبيحون دماء الانقياء والاطهار من رجال الشرطة والذين أصبحت قصص استشهادهم علي أيدي السفاحين وقوي الشر سيرة عطرة تتناولها الألسنة وستظل تلك القصص عالقة علي مر التاريخ في نفوس المصريين. قصة اليوم هي للشهيد العميد علي أحمد فهمي ابن محافظة الجيزة والذي كان يعمل رئيسا لمرور المنيب واستشهد برصاص الغدر والخيانة علي يد مجموعة من الإرهابيين يوم 9 يناير من العام الماضي. تقول أرملة الشهيد نهي عبدالسلام: منذ استشهاده لم تغب صورته وكلماته عن مخيلتي وأولاده وأسرته مازالت رائحته تعبق جدران المنزل الكلمات الحزينة والدموع لن ترثيه فانه أكبر من ان تحوله الأيام إلي ذكري عابرة سيبقي للأبد في اذهاننا واذهان المصريين جميعا لانه قدم روحه فداء لوطنه وارتوت أرض مصر بدمائه، وتضيف زوجي الشهيد كان نموذجا للعطف والمودة طيبا بدرجة لا توصف مخلصا في عمله إلي أقصي الحدود يتميز بالسماحة وحسن الخلق لذا كان محبوبا من الجميع ورقنا الله بثلاثة من الأولاد أكبرهم حاتم بالمرحلة الرابعة بكلية الهندسة ويوسف ثانية تجارة وياسين بالصف الثاني الاعدادي كان الشهيد دائم الحمد لله علي تلك النعمة وهذا الفضل وظلت الحياة تسير بكل ما فيها من المعاني الجميلة والنبيلة إلي ان جاءت لحظات الفراق التي باتت مريرة واظلمت أمامنا الدنيا بعد ان تلقينا خبر استشهاده وتستطرد زوجة الشهيد البطل في صباح يوم 9 يناير من العام الماضي قام الشهيد بارتداء ملابسه ثم اطمأن علي الأولاد استعدادا للذهاب لمقر عمله كما قام بوداعها وانصرف. بعد ذلك وبعد دقائق معدودة من انصرافه فوجئت بأصوات تناديني من خارج المنزل وتطالبني بالنزول لرؤية البطل الشهيد الذي استشهد علي بعد أمتار معدودة من المنزل. اعترض طريقه مجموعة من الإرهابيين وأطلقوا عليه الأعيرة النارية وحاول بقدر الإمكان مقاومتهم وبعد محاولة منه قتلوه بالرصاص ولم يرحموا موته فقاموا بسكب البنزين علي سيارته.. وأشارت إلي انه قبل نزوله بلحظات استدعي ابنه الطفل الصغير ياسين وقبله وطلب منه ان يذاكر دروسه ليكون متفوقا في مسيرته العلمية كما وعده بمكافأة إذا نجح بتفوق في امتحانات نصف العام إلي أن قال كلمته الأخيرة »خلي بالك من الأولاد».. وأوضحت زوجة الشهيد أن زوجها تلقي تهديدا من أحد الأشخاص المجهولين منذ عدة أشهر أثناء تواجده لأداء صلاة العصر برفقة طفله الصغير ياسين بمنطقة فيصل وعقب الانتهاء من الصلاة تقابل مع احد الأشخاص وهدده قائلا: »إحنا عارفينكم واحد واحد ومش هانسيبكم كلكم وعارفين انتوا عايشين فين وهتموتوا جميعا» ولكنه رد عليه قائلا إن الشهادة شرف لمن ينالها والموت والحياة بيد الخالق.. وأضافت أن الإرهابيين كانوا علي علم بخط سير زوجها ومقر سكنه ووقت خروجه للعمل وأنهم نفذوا الجريمة في شارع ضيق فور خروجه من المنزل حتي لا يتمكن المجند قائد السيارة من الإفلات أو إمكانية مواجهتهم وأكدت إن وزير الداخلية أكد لها أن حق زوجها لن يضيع وأنه في رقبته ووعدها بالقصاص العاجل.. كما وجهت الشكر للواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية واللواء خالد حمدي مساعد الوزير للعلاقات والإعلام واللواء علاء الأحمدي مدير الإدارة العامة للعلاقات الإنسانية علي مجهوداتهم المبذولة تجاه جميع أسر الشهداء والمصابين وحثهم علي التفوق والاجتهاد وإقامة العديد من الحفلات لإظهار مدي الحب والتقدير لهم علي كل ما قدموه من أجل أمن المواطنين والحفاظ علي مقدساتهم. وأما ياسين نجل الشهيد الأصغر فهو يأمل أن يلتحق بكلية الشرطة ليكمل مسيرة والده العطرة التي اثني عليها جميع زملائه واقاربه وانه وعد والدته بالقصاص من جميع الإرهابيين الذين يعبثون بأمن الوطن ومقدساته وفي نهاية حديثه طالب الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية بتخصيص يوم من وقته لأسر الشهداء للتخفيف عن آلامهم ولازالة همومهم مؤكدا بأننا نعتبر الرئيس أبا لنا جميعا.. في المقابل أشار حاتم نجل الشهيد إلي انه لا يستطيع ان ينسي مدي حنية والده عليهم وانه مهما عبر بالكلمات فلن يوفي والده حقه مؤكدا ان جميع نصائح والده مازالت عالقة في ذهنه كما ان الوسام الذي منحه الرئيس لهم في حفل الشرطة في العام المنصرف خفف من آلامهم واثلج صدورهم، وأضاف انه علي يقين بان رجال القوات المسلحة والشرطة قادرون علي اقتلاع الإرهاب من جذوره والقصاص للشهداء الذين استبيحت ارواحهم بالغدر والخسة.