لأجلك يا مدينة الصلاة أصلّي لأجلك يا بهيّة المساكن يا زهرة المدائن يا قدس يا مدينة الصلاة أصلّي عيوننا إليك ترحل كل يوم تدور في أروقة المعابد تعانق الكنائس القديمة وتمسح الحزن عن المساجد يا ليلة الإسراء يا درب من مرّوا إلي السماء عيوننا إليك ترحل كلّ يوم وإنّني أصلّي الطفل في المغارة وأمّه مريم وجهان يبكيان لأجل من تشرّدوا لأجل أطفال بلا منازل لأجل من دافع واستشهد في المداخل واستشهد السلام في وطن السلام وسقط العدل علي المداخل حين هوت مدينة القدس تراجع الحبّ وفي قلوب الدنيا استوطنت الحرب الطفل في المغارة وأمه مريم وجهان يبكيان وإنني أصلّي الغضب الساطع آتٍ وأنا كلي إيمان الغضب الساطع آتٍ سأمرُّ علي الأحزان من كل طريق آتٍ بجياد الرهبة آتٍ وكوجه الله الغامر آتٍ آتٍ آتٍ لن يقفل باب مدينتنا فأنا ذاهبة لأصلّي سأدقّ علي الأبواب وسأفتحها الأبواب وستغسل يا نهر الأردن وجهي بمياه قدسية وستمحو يا نهر الأردن آثار القدم الهمجية الغضب الساطع آتٍ بجياد الرهبة آتٍ وسيهزم وجه القوّة البيت لنا والقدس لنا وبأيدينا سنعيد بهاء القدس بأيدينا للقدس سلام آتٍ بهذه الكلمات الرائعة التي كتبها ولحنها الأخوان رحباني وغنتها الرائعة فيروز عقب نكسة 1967.. عشت أنا وجيلي سنوات مرة مرارة العلقم بعد أن احتل الجيش الإسرائيلي الضفة الغربية لنهر الأردن في مؤامرة لن ينساها التاريخ لحكام ذلك الزمان. كنت أغني تلك الكلمات أثناء ذهابي إلي أو عودتي من المدرسة كل يوم. القدس بالنسبة لنا جميعا تعني أشياء كثيرة لا يمكن أن نكتبها في مجرد كلمات.. هي بالنسبة لنا ليست مجرد مدينة.. هي حياة وتاريخ وماضٍ وحاضر.. ومستقبل أيضا.. هي ليست مجرد مدينة تقع في قلب فلسطين.. بل هي مدينة تقع في قلب كل عربي ومسلم.. دافع عنها كل هؤلاء عبر قرون عديدة.. وكان المصريون في المقدمة.. وعندما حررها الناصر صلاح الدين.. كان ذلك انطلاقا من مصر بجيوش مصرية. وأنا أسمع تلك الأغنية الآن بعد قرار المهووس المجنون المغرور الرئيس الأمريكي.. أستعيد تلك اللحظات الموجعة الكئيبة التي كانت تسيطر علينا في سنوات النكسة.. وأسمع نفس دقات طبول الحرب التي كنت أسمعها حينها . لن أكرر ما قاله الجميع عقب تلك الخطوة المجنونة من الرئيس الأمريكي الأخرق.. الذي تجاوز التاريخ والحقوق والقوانين الدولية وأعطي ما لا يملك لمن لا يستحق في الذكري المئوية لوعد بلفور المشئوم.. لن أعيد عليكم الموقف المصري والفلسطيني والعربي والإسلامي والدولي أيضا.. لن أتحدث عن العواقب » الوخيمة « لهذا القرار.. فأنتم تعرفونها جيدا.. فالسلام قد انتهي.. وطبول الدمار عادت نسمعها من جديد. واستشهد السلام في وطن السلام.