أكد الدكتور خالد فهمي وزير البيئة ان العلم والتكنولوجيا من الممكن ان يقدما حلولا لمشاكل البيئة، موضحا ان عمليات النزوح حول العالم ليست فقط بسبب التغيرات المناخية ولكن ايضا بسبب الاوضاع غير المستقرة سياسيا، موضحا ان اتفاق باريس كان محاولة عادلة لإيجاد توافق بين العالمين النامي والمتقدم، فنحن اتفقنا في باريس دون تنفيذ وننتظر ان يتم ذلك، ولازلنا نعيد التفاوض فيما اتفقنا عليه، ونقول لشبابنا في العالم النامي الذين يمثلون 85٪ من شباب العالم انهم يواجهون مشاكل لم نكن مسئولين عنها، فالانبعاثات الحرارية بسبب الثورة الصناعية في الدول الكبري، ويجب ان يتشارك العالم في الاعباء. جاء ذلك خلال جلسة مستقبل تغير المناخ في العالم التي عقدت ضمن فعاليات منتدي شباب العالم بشرم الشيخ، واوضح ان ثوابت الموقف المصري هي تنفيذ الاتفاقية الإطارية بمبادئها العادلة، واتفاقية باريس تفعيل لذلك، وان أولوياتنا في الدول النامية هي التكيف مع الاحتباس الحراري، فنحن في افريقيا سنتحمل العبء الأكبر، ولابد من إقرار العدالة بين الدول، مع انتقال الأموال والتكنولوجيا من العالم المتقدم للنامي، وقمنا بالفعل باستراتيجية التنمية المستدامة وضعت التغيرات البيئية والمناخية في الاعتبار، لافتا إلي ان المشروع القومي للطرق والعاصمة الإدارية الجديدة ومشروع المليون ونصف فدان وقناة السويس الجديدة سيكون لهم دور كبير في تخفيف الانبعاثات، كما نعمل علي أنماط جديدة لإنتاج الغذاء من خلال أصناف جديدة تتحمل الحرارة، لافتا الي ان إلغاء الدعم علي المحروقات سيكون له أثر كبير في تخفيف الانبعاثات، وتم الإعلان عن خريطة للطاقة في 2035 لتقليل الاعتماد علي الوقود. الحفاظ علي البيئة اشار فيليب كوستين الخبير في مجال المناخ الي انه من أسرة تهتم بقضية الحفاظ علي البيئة، لافتا الي ان جده قال له ان هناك علاقة بين المحيط والتغير المناخي الذي يحدث بصورة درامية، حيث اثر ذلك بشكل كبير علي النظام الإيكولوجي في أماكن كثيرة ومنها منطقة البحر الأحمر، وربط بين ظاهرة القراصنة الصوماليين وتراجع موارد البحر، نظرا لان كثيرا منهم يعمل في الصيد، حيث تم منع الصيد الجائر في تلك المنطقة، وهو ما دفع بعض الشباب الي الاتجاه للقرصنة، وعندما نتحدث عن البيئة يجب ان نتحدث عن الاقتصاد والأمن، من جهة اخري اثرت الحرب الأهلية في سوريا علي تلك القضية بسبب ظواهر القحط والجفاف التي دفعنا ملايين السوريين للهروب من الظروف الصعبة التي يعيشون بها، وهو ما يؤكد ان التغير المناخي يؤثر علي ملايين البشر، بالاحتباس الحراري الذي لامفر منه فهناك الملايين سيعانون مع نهاية هذا القرن، وسيهرب اكثر من مليون شخص من بلد واحد، كما سيؤدي الي تردي الظروف الإيكولوجية، ونحن كعلماء في مجال البيئة نعمل علي إيجاد الرابطة بين البشر والبيئة، وعندما نتحدث عن التغير المناخي فنحن نتحدث عن الانهيارات الثلجية وما تعانيه الكائنات من جراء ذلك، ولابد ان يكون هناك تفاؤل وحل لهذه المشاكل. فرصة أفضل وأشار الي ان قطاع الطاقة الذي يعتمد علي الغاز والبترول يتراجع لصالح الطاقة الجديدة والمتجددة، وعلينا ان نفكر بصورة مختلفة ونشرك الشعوب في الحوار، ونقدّم فرصا أفضل للأطفال وشباب المستقبل، ويتحتم علي المجتمع الدولي التوحد لمواجهة التغير المناخي وخلق عالم أفضل في الصحة والحريّة. اوضح الدكتور هشام العسكري أستاذ الاستشعار عن بعض بجامعة تشامبلين ان كمية الحرارة التي تطلقها الشمس بدرجات عالية و70٪ من هذه الطاقة تمر من الغلاف الجوي الي الارض، ودرجة حرارة هذا الكوكب تزداد مع زيادة معدلات الحرارة وبدون الغلاف الجوي تصبح الارض كتلة صخرية ثلجية بلا حياة، وبعد الثورة الصناعية اثر استخدام الوقود الاحفوري علي زيادة الغازات الدفيئة مما جعل الأشعة التي تخرج من الارض لا تستطيع ان تتجاوزها، مؤكدا ان الاستمرار في ازدياد معدلات الاحتباس الحراري بنفس الطريقة ستزداد درجة حرارة الكوكب اكثر من ثلاث درجات وهو ما يعني كوارث طبيعية لايمكن ان يتحملها البشر. هدية للعالم واكد الدكتور العسكري ان مصر قدمت هدية للعالم بحفر قناة السويس الجديدة، لافتا إلي ان حركة الاقتصاد العالمي بحلول 2065 ستتأثر بسبب إيقاف ما تحاول به بعض الدول لتكسير جبال الجليد وفتح قنوات ملاحية جديدة نظرا لتاثير ذلك الكبير علي البيئة. واشار الدكتور هاني سويلم المدير الأكاديمي لجامعة اخن الألمانية الي ان هناك علاقة بين الشباب والمياه والطاقة والمناخ والتغيرات المناخية، فنحن كبشر عندما قضينا علي الغابات وبنينا علي الاراضي الزراعية أثرنا علي دورة الكربون في الطبيعة، مما جعلنا نواجه الظواهر الطبيعية والبيئية التي ظهرت مثل الجفاف والحرارة وغيرهم وهو ما اثر علي الانسان مجددا، لافتا الي ان المنطقة العربية تعاني من الفقر المائي ومتزايد، وهو ما يعوق التنمية المستدامة لان كل الأهداف تعتمد علي المياه، مؤكدا ان 2030 اول استراتيجية تضع مصر علي مسار الطرق المتقدمة، والمشكلة الرئيسيّة اننا تحدثنا لسنوات عن المياه فقط دون ربطها بباقي القطاعات مثل الطاقة والزراعة والغذاء. واضاف الدكتور عادل عبداللطيف الخبير ببرنامج الاممالمتحدة الانمائي ان قضية انبعاث الكربون سياسية وليست علمية فقط، لانا حضارتنا الحالية تعتمد علي الوقود الاحفوري بنسبة 80٪ والباقي فقط من الطاقة المتجددة، وينبغي ان تجتمع كل الدول للاتفاق علي تقليل الانبعاثات، موضحا ان تأثير الانيعاثات الأكبر يأتي احيانا من دول صغيرة صناعية مثل ما يحدث في افريقيا وليس من دول مثل الصين وأمريكا، والمشكلة ان سعر الطاقة الجديدة لا ينافس النفط وبخاصة مع تراجع أسعاره عالميا، ولابد من مجهودات ضخمة لتحويل نمط الانتاج والاستهلاك فيها الي الطاقة المتجددة، ومن هنا جاءت خطة عمل الاممالمتحدة 2030.