في ساحة القصبة، حيث يتأرج الهواء بشذا الثورة، وتتردد في الآفاق موسيقي أبي القاسم الشابي الهادرة »إذا الشعب يوما أراد الحياة«، عبر حناجر غاضبة زلزلت عرش الطاغية في الرابع عشر من يناير الماضي، وفرضت إرادتها ليستجيب القدر.. في هذه الأجواء المفعمة بالكرامة والعزة.. كان لقائي مع وزير الثقافة التونسي الجديد د.عزالدين باش شاوش. أما سبب اللقاء فكان متماسا مع هذه الأجواء التي تمزج سمو ورقي الابداع، بصخب وحيوية الثورة، إذ كان علي هامش حفل تسليم ابي القاسم الشابي للروائي السعودي يوسف المحيميد، وهي الجائزة التي يمنحها سنويا البنك التونسي، وقد أعرب الوزير عن سعادته بمحافظة الجائزة علي توجهها العربي، مشيرا إلي أن الفائز بها هذه الدورة هو صاحب أفضل عمل شارك فيها حسب لجنة التحكيم. وكان لقائي مع الوزير صباح احتفالية تسليم الجائزة، في مكتبه بالقصبة، وبصحبتي الكاتب المسرحي التونسي عزالدين المدني، ووسط مشاعر من الود والترحيب، سلمته رسالة خطية من شاعر مصر الكبير أحمد عبدالمعطي حجازي، رئيس بيت الشعر في مصر، مقرر لجنة الشعر بالمجلس الأعلي للثقافة، رئيس تحرير فصلية »ابداع«، وفيها ينقل حجازي إلي الوزير التونسي وإلي الشعب الشقيق تهانينا بنجاح الثورة الرائدة التي حررت شعب تونس واطلقت الشرارة لتحرير سائر الشعوب العربية. وحرص الوزير التونسي علي تأكيد الأخوة التي تربط مصر وتونس، مؤكدا ان العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين تمتد بجذورها إلي ما قبل الفتح العربي المبين، مضيفا: لدينا آيات من التراث تثبت أن مصر العزيزة كان لها اشعاع علي بلادنا في الفترة التي سبقت دخول الإسلام إلي أرضنا، وقد استمر ذلك طوال أيام العزة الإسلامية.. فعلاقة تونس بمصر متينة وسابقة علي وصول الفاطميين إلي أراضينا، والجيش الفاتح الذي جاءنا بالرسالة السمحة لم يصل إلينا عبر البحر، وإنما جاء، والحمد لله، عبر أرض مصر الحبيبة، ثم مر عبر ما نسميه اليوم ب»ليبيا«. واستطرد باش شاوش بحماس وود حقيقيين: وعندما حدثت في مصر ثورة 32 يوليو 2591 فرحت قلوبنا وعلي الرغم من اننا كنا لا نزال نرزح تحت نير العبودية والاستعمار، فقد احسسنا أن الأخت الكبري اضاءت الشعلة، ولم يمض زمن طويل حتي حصلنا علي استقلالنا. واضاف الوزير بزهو: وعندما جاءت الثورة التونسية، كنا يدا بيد مع اخواننا الثوار في مصر، من ساحة القصبة إلي ميدان التحرير.