في احتفاله بمرور مائة سنة علي تأسيسه ، رأي البنك التونسي ألا تمر المناسبة من دون الإسهام في تشجيع الإبداع، واكتشاف مواهب جديدة في مختلف فنون الأدب، والتعريف بها، في الوقت نفسه الذي يخلد فيه ذكري مبدع تونسي كبير هو أبوالقاسم الشابي، صاحب"إرادة الحياة"، فكانت جائزة "أبوالقاسم الشابي" التي سعت إلي اكتشاف المواهب الجديدة، وتشجيع الأعمال المبتكرة في مجالات: الشعر والقصة والرواية والمسرحية، والمقال . وأسند البنك التونسي مهمة تنظيمها إلي لجنة تتكون من عناصر منه مثل: أبو بكر المبروك، وعبد الرزاق الرصاع، مع نخبة من أهل الفكر والأدب :أحمد عبد السلام، الطاهر قيقة، وعزالدين المدني. ويتمثل دور هذه اللجنة في تحديد الجنس الأدبي الخاص بكل دورة، وفي ضبط شروط الترشح لنيل الجائزة، وتشكيل لجان التحكيم الخاصة بها. وفي الوقت الذي تأسست فيه الجائزة كان النشر في تونس صعبًا ومكلفًا لذا فكرت اللجنة في تشجيع المؤلفين الشبان بإعانتهم علي نشر أعمالهم الفائزة، وذلك بقبول الأعمال المرشحة للجائزة سواءً كانت مخطوطة بخط اليد، أو المرقونة، وكان البنك يطبع العمل الفائز وينشره ويتعهد بشراء خمسمائة نسخة منه، بالإضافة إلي منح القيمة المادية للجائزة. وفي سنة 1991 قررت اللجنة توسيع مدي الجائزة لتشمل الأعمال المطبوعة، وترفيع المبلغ المالي، والآن لا تقبل أمانة الجائزة سوي الأعمال المنشورة . وكانت جائزة "أبوالقاسم الشابي" قد اتجهت أولاً نحو المبدعين التونسيين فقط لتشجيعهم، ثم شملت كل المبدعين العرب، فقبلت اللجنة، بالإضافة إلي الترشحات التونسية، ترشحات عدد غير قليل من المبدعين من الأقطار العربية، ومن الجاليات العربية الموجودة في: إسبانيا، والبرتغال، وفرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، والولايات المتحدة الأميركية، وأستراليا وغيرها. وقد بلغ عدد النصوص المرشحة في مختلف الأجناس الأدبية، منذ تأسيس الجائزة 1507 نصوص . وفاز بالجائزة من تونس الكتاب والشعراء: محيي الدين خريف، محمود بلعيد، البشير المجدوب، فرج الحوار، سميرالعيادي، محمد الغزي، رضوان الكوني، المنصف الوهايبي، يوسف رزوقة، محمد الخالدي، نصر بلحاج بالطيب، جميلة الماجري، بوراوي عجينة . ومن المغرب الجيلاني طاهر جلوفات، ومن مصر:عبد الغني داود، والدكتور علاء عبدالهادي، ومن سورية: خالد الشريقي، وهيفاء بيطار، ومن العراق : محمد أحمد أمين، وعلي بدر، ومن الأردن: سميحة خريس، وهزاع البراري. وفي السادسة من مساء الجمعة27 مايو الحالي تشهد دار الحسين بالعاصمة التونسية أول احتفالية بعد الثورة لمنح هذه الجائزة للفائز بها في دورتها الأخيرة،وهي الاحتفالية التي يرعاها ويشارك فيها وزير الثقافة التونسي الجديد عالم الآثار عز الدين باش شاوش. ومن الجدير بالذكر أن قيمة الجائزة تبلغ عشرة آلف دينار تونسي .