بايدن يؤكد للرئيس السيسى تقديره لجهود مصر للتوصل لوقف إطلاق النار فى غزة    الأهلى يهزم الزمالك 27 - 21 ويحسم لقب محترفى اليد    عيار 21 بالمصنعية بعد الانخفاض.. أسعار الذهب اليوم الجمعة 24 مايو 2024 للبيع والشراء    مصر تُرحِب بقرار "العدل الدولية" فرض تدابير مؤقتة إضافية على إسرائيل    الصين تحذر: رئيسة تايوان تدفع باتجاه الحرب    تزامنا مع كلمة ل نصر الله.. حزب الله يستهدف موقعا إسرائيليا بصاروخين ثقيلين    "بولتيكو": إجراءات روسيا ضد إستونيا تدق جرس الإنذار في دول البلطيق    «العمل» تكشف تفاصيل توفير وظائف زراعية للمصريين باليونان وقبرص دون وسطاء    الأهلي يبدأ مرانه الختامي لمواجهة الترجي في نهائي دوري أبطال إفريقيا غدا    «تجاوز وعدم أدب».. بيان ناري لرابطة النقاد الرياضيين ردًا على تصريحات محمد الشناوي ضد الصحافة المصرية    الدبلومات الفنية 2024.. "تعليم القاهرة": تجهيز أعمال الكنترول وتعقيم اللجان    المخرج أشرف فايق: توقعت فوز الفيلم المصري "رفعت عيني للسما" بذهبية مهرجان كان    تحديث بيانات منتسبي جامعة الإسكندرية (صور)    لمدة 4 ساعات.. قطع المياه عن هضبة الأهرام بالجيزة اليوم    الأمم المتحدة تحذر من انتشار اليأس والجوع بشكل كبير فى غزة    الترقب لعيد الأضحى المبارك: البحث عن الأيام المتبقية    سكرتير عام البحر الأحمر يتفقد حلقة السمك بالميناء ومجمع خدمات الدهار    بعد جائزة «كان».. طارق الشناوي يوجه رسالة لأسرة فيلم «رفعت عيني للسما»    بعد تلقيه الكيماوي.. محمد عبده يوجه رسالة لجمهوره    أعضاء القافلة الدعوية بالفيوم يؤكدون: أعمال الحج مبنية على حسن الاتباع والتسليم لله    «الرعاية الصحية» تشارك بمحاضرات علمية بالتعاون مع دول عربية ودول حوض البحر المتوسط (تفاصيل)    قوافل جامعة المنوفية تفحص 1153 مريضا بقريتي شرانيس ومنيل جويدة    «العدل الدولية» تحذر: الأوضاع الميدانية تدهورت في قطاع غزة    فيلم "شقو" يواصل الحفاظ على تصدره المركز الثاني في شباك التذاكر    بعد ظهورها بالشال الفلسطيني.. من هي بيلا حديد المتصدرة التريند؟    متي يحل علينا وقفة عرفات وعيد الأضحى 2024؟    مبابي يختتم مسيرته مع باريس سان جيرمان في نهائي كأس فرنسا    المفتي يرد على مزاعم عدم وجود شواهد أثرية تؤكد وجود الرسل    أبرزها قانون المنشآت الصحية.. تعرف على ما ناقشه «النواب» خلال أسبوع    عائشة بن أحمد تكشف سبب هروبها من الزواج    أوقاف القليوبية تنظم قافلة دعوية كبرى وأخرى للواعظات بالخانكة    محافظ أسيوط يتابع مستجدات ملف التصالح في مخالفات البناء    التنمية الصناعية تبحث مطالب مستثمري العاشر من رمضان    الأزهر للفتوى يوضح أسماء الكعبة المُشرَّفة وأصل التسمية    التعليم العالي: جهود مكثفة لتقديم تدريبات عملية لطلاب الجامعات بالمراكز البحثية    الأهلى يكشف حقيقة حضور إنفانتينو نهائى أفريقيا أمام الترجى بالقاهرة    مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة: لا توجد مستشفيات تعمل فى شمال القطاع    اكتشاف فيروس إنفلونزا الطيور H5N1 في الأبقار.. تحذيرات وتحديات    وزير الري: إفريقيا قدمت رؤية مشتركة لتحقيق مستقبل آمن للمياه    أول جمعة بعد الإعدادية.. الحياة تدب في شواطئ عروس البحر المتوسط- صور    بالأسماء.. إصابة 10 عمال في حريق مطعم بالشرقية    الإفتاء: الترجي والحلف بالنبي وآل البيت والكعبة جائز شرعًا في هذه الحالة    "العد التنازلي".. تاريخ عيد الاضحي 2024 في السعودية وموعد يوم عرفة 1445    وزارة الداخلية تواصل فعاليات مبادرة "كلنا واحد.. معك في كل مكان" وتوجه قافلة إنسانية وطبية بجنوب سيناء    الشرطة الإسبانية تعلن جنسيات ضحايا حادث انهيار مبنى في مايوركا    تعشق البطيخ؟- احذر تناوله في هذا الوقت    الإسكان تتابع جهود قطاع المرافق لتعظيم الاستفادة من الحماة المنتجة من محطات معالجة الصرف الصحي    11 مليون جنيه.. الأمن يضبط مرتكبي جرائم الاتجار بالنقد الأجنبي    أبرزها التشكيك في الأديان.. «الأزهر العالمي للفلك» و«الثقافي القبطي» يناقشان مجموعة من القضايا    الأكاديمية العسكرية المصرية تنظم زيارة لطلبة الكلية البحرية لمستشفى أهل مصر لعلاج الحروق    مران صباحي ل«سلة الأهلي» قبل مواجهة الفتح المغربي في بطولة ال«BAL»    الإسكان: تشغيل 50 كم من مشروع ازدواج طريق «سيوة / مطروح» بطول 300 كم    رئيس الأركان يتفقد أحد الأنشطة التدريبية بالقوات البحرية    "التروسيكل وقع في المخر".. 9 مصابين إثر حادث بالصف    "تائه وكأنه ناشئ".. إبراهيم سعيد ينتقد أداء عبدالله السعيد في لقاء فيوتشر    النشرة المرورية.. سيولة فى حركة السيارات على محاور القاهرة والجيزة    حظك اليوم برج العقرب 24_5_2024 مهنيا وعاطفيا..تصل لمناصب عليا    مدرب الزمالك السابق.. يكشف نقاط القوة والضعف لدى الأهلي والترجي التونسي قبل نهائي دوري أبطال إفريقيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المفكر الدكتور نصار عبدالله في حواره مع الأخبار:
السادات اختار مبارك نائبا له لأنه بلا طموح سياسي
نشر في الأخبار يوم 02 - 06 - 2011

المفكر والفيلسوف والشاعر الدكتور نصار عبدالله أستاذ الفلسفة بكلية الآداب جامعة سوهاج.. قامة طويلة في عالم الفكر والسياسة والأدب.. عاش حياته كلها ثائرا ومعارضا للنظام.. آثر السكن في الجنوب بعيدا عن جنون القاهرة وزحامها وليس هروبا منها بل اقتحاما وتحملا للمسئولين ونزولا في الميدان. ذهبنا إليه في محرابه بجامعة سوهاج وتحدث معنا عن الثورة وأهدافها. وعن مرشحي الرئاسة.. والمقال الذي نشره عام 7991 وأثار غضب الرئيس السابق حسني مبارك وتحدث عن الفتنة الطائفية والمخرج من الأزمة التي تعيشها مصر الآن. وعن تفاؤله بالمستقبل الذي ينتظر مصر.. وكان هذا الحوار: بعد 4 شهور من اندلاع ثورة 52 يناير- كيف يري الدكتور نصار الثورة وما هو تقييمك لها وهل تحققت أهدافها؟
- الشعب المصري كثيرا ما يفاجئنا أنه يثور حيث لا يتوقع أحد انه سوف يثور وربما كانت الانتفاضة القادمة أقرب إلينا من حبل الوريد.. لقد كتبت في أول يناير 9002 و0102 وأول 1102 هذه المعاني ولكن الثورة لم تتحقق إلا في 52 يناير 1102 وكتبت أيضا في مقالاتي أن الشعب المصري سوف يفاجئنا بثورته وان هذه اللحظة هي لحظة المخاض ومع هذا فأنا لم اتوقع اطلاقا ان تحدث الثورة بهذه السرعة وبهذا الحجم الكبير من الشعب المصري وبهذا الشكل العظيم.. وهناك عوامل كانت تدعونا إلي القول ان الثورة المصرية سوف تتأخر نتيجة لعوامل كثيرة بعضها يرجع إلي النظام وبعضها لا فضل للنظام فيه.. ولهذا لم تكن تتوقع ما حدث في تونس سوف يتكرر في مصر لأكثر من سبب أهم هذه الأسباب ان مصر كان يسودها جو من الاحتقان الطائفي وكنا نشهد مظاهرات من أجل اعادة ما يسمي »أسيرة« مسلمة أو هدم ما يزمع انه كنيسة فهي مظاهرات علي الجانبين إما تحرير كنيسة مزعومة أو بناء كنيسة مزعومة وهذا المسار كان يمتص طاقة الثورة لدي المصريين ويعطلها ويوجهها الاتجاه الخطأ وهذه الاسباب هي نفسها التي تحاول الاجهاز علي الثورة بعد حدوثها.. لكن في تونس وصلت إلي درجة التجانس المدني الذي يختفي فيه هذا الاحتقان الطائفي والطبقي وكانت المظاهرات هناك كلها ضد النظام عكس مصر.
والسبب الثاني ان مصر بالفعل كانت تنعم بهامش حرية الرأي وهو غير متوافر في أي بلد عربي آخر ولكن هذه الحرية لا تؤدي إلي أي تغيير لكنها تنفس عن طاقة الغضب الموجودة.
والعامل الثالث ان النظام كان يؤمن السلع الأساسية التي إذا تم المساس بها حدثت الثورة »الخبز والفول« وكان النظام حريصا جدا علي تأمين هاتين السلعتين تأمينا علي نفسه والأولوية للأنظمة العربية ان يبقي الحاكم حاكما وفي نهاية الأولويات تأتي مصالح الشعوب وكان مبارك يؤمن السلع كوسيلة وليس كهدف والهدف هو بقاؤه والوسيلة اغلاق هذا الصمام الذي يحدث الانفجار.
رابعا القوة الرهيبة من الأمن المركزي والقوة المدربة علي مواجهة الاضطرابات التي تغني عن اللجوء إلي القوات المسلحة ولو إلي حين ونزول الجيش في أي بلد عربي يغير موازين المعادلة والحاكم يخشي نزول الجيش إلي الشارع لانه ببساطة أي قائد عسكري يمكن ان يقتسم الكعكة مع النظام أو يعمل لحسابه الخاص.
وقبل عام 8791 كنا نتصور ان الشعب المصري لا يمكن ان ينتفض ولا تكون انتفاضة شاملة وبسبب ارتفاع الاسعار انتفض الشعب من أسوان إلي الاسكندرية بدون تنسيق وبدون قيادة موحدة وبدون فيس بوك وتويتر لكن كانت المشاعر موحدة وهذا ما أكده الحكم التاريخي للمستشار منير حكيم صليب الذي قضي ببراءة جميع المتهمين في الانتفاضة حتي ان السادات غضب من هذا الحكم واستأنفه وبعد اغتيال السادات كان لابد ان يواصل الرئيس الجديد الاستئناف وصدر الحكم بالتأجيل لأجل غير مسمي حتي الآن.
هذه هي عبقرية الشعب المصري وذلك ما حدث في 52 يناير ثورة بدون خطة عمل وبدون توجيه والفارق بين 7791 و1102 ان السادات كانت استجابته اسرع وأذكي بكثير من مبارك وإلا لما اختاره نائبا له!!! ولأنه لا يمثل أي تهديد له.. السادات سبق المظاهرات ولم يعط للثائرين فرصة لرفع سقف مطالبهم وسقط خلال يومين 78 شهيدا وكان من الممكن ان تحدث الثورة في 7791 وليس في يناير 1102.. والثورة لم يكن لها قيادة ولا برنامج ولا أهداف مصاغة بشكل محدد وقد بدأت بمطالب عامة ثم تصاعدت المطالب وشباب الفيس بوك نجحوا في حشد كتلة كبيرة في ميدان التحرير والميادين الأخري في الاسكندرية والسويس وهي الكتلة الحرجة 001 ألف مواطن..وكان العدد الاقصي لأي قوة تقليدية لا يتجاوز 001 شخص مثل كفاية أو الجبهة الوطنية للتغيير، 001 شخص حاصرهم 01 آلاف جندي أي 001 جندي لكل متظاهر و001 ألف متظاهر محتاج إلي 01 ملايين من الأمن المركزي و001 ألف قابلة للنمو لذلك انهار الأمن المركزي وال 001 ألف هؤلاء لا تجمعهم رؤية واحدة وليسوا شريحة متجانسة وكل ما يجمع بينهم فقط هو الفيس بوك وهي تقنية وليس له تصور للمستقبل.. وعندما انضمت لهم القوي الأخري غامت الرؤية اكثر وخاصة يوم 82 يناير يوم جمعة الغضب مثل الاخوان المسلمين بغض النظر عن دورهم الايجابي في موقعة الجمل وفي المقاومة لقد اضافوا نوعا من الميوعة والتداخل في قضية الحرية والاتصال مما احدث نوعا من الضبابية في برنامج شباب الثورة ولذلك اقول ان الثورة لم تحقق أهدافها.. فقد تحرك المتعصبون الاسلاميون والاقباط يتاجرون بالورقة القبطية وانهم يتعرضون للاضطهاد وتجريح كل ما هو اسلامي.. والاصوليون المسلمون يرون من لم يكن علي دين الاسلام فهو كافر أو اقل قيمة وفضلا عن هداة الله للاسلام.. وهؤلاء يصعدون وهؤلاء يصعدون والسمة الاساسية التي تميز طليعة الثورة اختفت بعد اسابيع من قيام الثورة وأذكر تعليق لاحمد رجب قال ذهبت إلي ميدان التحرير وجدت شابا مسلما يتوضأ ومسيحية تصب له الماء أيقنت ان الثورة نجحت لكن هذه الروح اختفت فيما بعد.
وهناك من انصرف إلي تحقيق مطالب فئوية والتخلي عن الهدف الرئيسي وبالتالي تهدم البلد كما كان يريد ان يهدمها النظام السابق وفي ظل النظام الجديد وفي محاولات الادانة كل الناس تحولوا إلي قضاة ضد كل الناس وذلك اعادة انتاج للنظام السابق.
وماذا عن الثورة المضادة؟
- ما كان للقوي المضادة ان تنجح لولا مناخ النجاح الموجود اصلا في سلبيات العمل الثوري وهناك من الثوار من يتقمصون روح الذين سبق ان ثاروا عليهم والانسان دائما يدن غيره عندما يصل إلي موقع المسئولية »آفة بشرية«.
إلي أي مدي تخشي علي مصر من هذه القوي وهذه المخاطر التي تحيق بمصر؟!
- أنا متفائل رغم كل هذه المخاطر وشديد التفاؤل وشعاري »اشتدي أزمتي تنفرجي« لانه لا خلاص بغير معاناة ولم ندرك كلمة الوحدة الوطنية إلا إذا احترقت أيدينا بنار الطائفية وتدرك معني ألا يتعرض أي منا لعقيدة الآخر وكيف يحترم كل منا عقيدة الآخر وأهمية ان يكون لدينا مجتمع مدني جديد وأوروبا لم تصل إلي هذه الصيغة إلا بعد بحور من الدم وفي النهاية ادركوا ان أمنهم إما أن يموتوا معا أو يعيشوا معا فاختاروا ان يعيشوا معا ولا أنفي وجود الآخر بحجة انني افضل منه والأزمة الطائفية غير انها التي سوف تعلمنا جنة الوحدة والضيق الاقتصادي يعلمنا معني ان نعمل أو نجوع والانفلات الأمني والتسيب يعلمنا معني القانون وتطبيقه بحزم وحسم لهذا انا متفائل رغم كل ما يدور من مصائب وكوارث.
هل تعرضت للاضطهاد بسبب معارضتك للنظام؟
- لا لم اتعرض للاضطهاد بسبب معارضتي للنظام أو لايذاء واضح وقد أكون حرمت مما قد يطمح إليه البعض حيث لم اسع لأي منصب وقد يتصورون انه عقاب ولكن انا أراه علي العكس.
ما هي قصة المقال الذي آثار غضب مبارك؟
- في عام 7991 تقدم الرئيس السابق حسني مبارك ببلاغ إلي النائب العام ضد الصحفي سيد عبدالعاطي وصحفيين آخرين يتهمهم بالاساءة إليه وإلي أفراد أسرته من خلال نشرهم تحقيق في جريدة الشرق الاوسط اللندنية يتضمن طعنا في ذممهم المالية وينسب إليهم انهم يمارسون أنشطة تجارية يستغلون فيها وضع والدهم كرئيس للدولة.. وإثر تقديم البلاغ قامت النيابة بالتحقيق واحالتهم لمحاكمة عاجلة لم تستغرق سوي اسابيع قليلة صدر الحكم بعدها بحبس المتهمين.. وفي اعقاب صدور ذلك الحكم كتبت مقالا في جريدة الأهالي التي كان يرأس تحريرها في ذلك الوقت واحد من الفرسان النبلاء في سجل الصحافة العربية وأعني به الكاتب الكبير عبدالعال الباقوري وقد تناولت في ذلك المقال ما يرتبط بتلك القضية التي عرفت وقتها بانها قضية »علاء وجمال مبارك« تناولت ما يرتبط بها بالضرورة من قضايا عامة أولها ما لاحظه المتابعون جميعا من سرعة الفصل في القضايا المتعلقة بشخصيات معينة وبطء الفصل في القضايا المتعلقة بعامة الناس، مع ان الاصل في القانون هو ان المواطنين جميعا سواسية وأما القضية الثانية التي عرضت لها واظن انها مازالت وسوف تظل قضية ملحة الي ان نضع لها ما يلائمها من الحلول. هذه القضية هي هل يجوز لأفراد أسرة الرئيس - أي رئيس - ان يمارسوا اعمالا تجارية؟؟ وعرضت لرأيين متقابلين يذهب اولهما إلي وجوب الخطر التام لمزاولة الانشطة التجارية علي جميع أفراد أسرة الرئيس طيلة فترة رئاسته لان مثل هذه المزاولة قد تفتح أمامهم أبواب الفساد حتي ولو لم يكونوا في الاصل فاسدين أو انها علي اضعف الايمان سوف تضعهم موضع الشبهة ومن ثم فإنه يتعين علي كل من يتصدي لمنصب الرئاسة ان يعلم ان لكل موقع مكارمه واعباءه وضرائبه وهذه هي احدي مكارم الرئاسة وضرائبها وعلي من لا يقبلها ألا يتصدي لها!!! أما الرأي الثاني فيذهب إلي ان افراد أسرة الرئيس هم اولا وقبل كل شئ مواطنون يحق لهم ما يحق لأي مواطن ويكفينا في هذا الخصوص ان نتمسك بما نص عليه الدستور من حظر علي الرئيس نفسه وليس علي أفراد أسرته.. وقد انتهيت من الموازنة بين هذين الرأيين إلي رأي وسط مؤداه ان توضع أنشطة وأموال أسرة الرئيس تحت رقابة جهاز قضائي مستقل يقوم بنشر تقارير مفصلة عن أنشطتهم ومراكزهم المالية بشكل دوري حتي يتسني للرأي العام ان يتعرف أولا بأول علي مدي مشروعية ما يقومون به من أنشطة وبذلك ننأي بأبناء الرئيس عن ان يكونوا موضعا للشبهة ونحول بالتالي دون تكرار قضية الشرق الأوسط.. وفيما حدثني الأستاذ الباقوري وقتها فإن الرئيس مبارك قام بالاتصال بالأستاذ خالد محيي الدين لكي يسأله: ايه المقالات اللي انتو بتنشروها دي وبتتعرضوا فيها لعلاء وجمال »اجاب الأستاذ خالد: يا فندم المقال اللي نشرناه مافيهوش أي اساءة لعلاء وجمال بالعكس كاتب المقال عايز يبعدهم عن أي شبهة.. قال له مبارك غاضبا متشكرين!! مش عازين حد يجيب سيرة علاء وجمال تاني.
بعد هذه المحادثة بأسابيع كتب الأستاذ عبدالستار الطويل في الأهالي ايضا عن واقعة قيام علاء مبارك بالاستيلاء علي قطعة أرض مملوكة للدولة ومرة أخري يتصل مبارك غاضبا بالاستاذ خالد محيي الدين مطالبا إياه في هذه المرة بتكذيب ما نشر والاعتذار عنه وبالرجوع للأستاذ عبدالستار قال انه لا يستطيع ان يكشف عن مصدره رغم ثقته في صدق معلوماته ولكنه في الوقت ذاته لايمتلك أي مستند يؤيد ما نشر وعلي هذا فإنه يري ان تقوم الأهالي بالتكذيب والاعتذار تجنبا لما سوف يحيق به وبها من تنكيل تطبيقا للعقوبات التي فرضها القانون الجائر المقيد لحرية الصحافة والتي بلغت ذروتها في القانون 39 لسنة 5991 ولم يكن هناك مناص من التكذيب والاعتذار وقامت الأهالي بنشر التكذيب لما يؤمن كاتبه بانه حقيقة لكن لايمتلك الدليل.
هل كتبت مقالات مشابهة بعد ذلك؟
- بل وأعنف مثل مجموعة مقالاتي في صوت الأمة بعنوان النجل والنجلان عن مبارك ونجليه وبعد ان تولي بشار الأسد الحكم في سوريا خلفا لوالده ومقالات رؤساء ونكات.
هل كتبت قصائد عن ثورة 52 يناير؟
- لا لم اكتب ولكنني كتبت المقال الذي يمتص جزءا كبيرا من طاقة الابداع لديّ والشعر صدام جاد مع العالم ونسف العالم وأي قصيدة صياغة لما هو أجمل مما هو كائن والمهادن لا يبدع!
اذن فما هي آخر قصائدك؟
- آخر قصيدة كتبتها منذ 5 سنوات وكانت »أنا أري اذن أنا وهناك مطالع قصائد لم تكتمل.. لقد كتبت عشرات المطالع التي لم تكتمل.
رأيك في شعر ثورة 52 يناير؟
- القصائد أغلبها ذات نبرة خطابية تفتقر إلي الفنية العالية باستثناء الأبنودي وقصيدته »الميدان« وفيها فن بديع وشعراء الثورة لاشك شعرهم علي مستوي ديباجة قوية وفخمة خاصة عبدالرحمن يوسف وبعض الاجزاء شديدة الاحكام والتأثير ولكن هي في النهاية شعر خطابي يترقب لحظة التصفيق للاداء والمستوي الفني الرفيع له دلالات خفية داخل النص وهي غير موجودة في شعر الثورة.
ومرشحي الرئاسة؟
- اعتقد جميعا فيهم ميزة لا يوجد فيهم واحد في سوء حسني مبارك!! ولم استقر علي اسم مرشح بعينه وهناك شخصيات تستحق ان تكون في منصب الرئاسة ولكنها شخصيات غير شهيرة مثل الدكتور أحمد يوسف مدير معهد الدراسات العربية صاحب فكر هادئ وثاقب.. ود. حازم الببلاوي ولكني لن انتخب هذه الشخصيات لانه ليس لديهم فرصة حقيقية ولا اريد ان اهدر صوتي.. وهناك أسامة الغزالي حرب وانا احبه علي المستوي الشخصي.
وماذا عن قضية التوريث؟
- في عام 2002 اعددت استطلاعا من ستختار نائبا للرئيس؟ وحصل عمرو موسي علي أعلي الاصوات وبعده عمر سليمان ثم محمد حسنين هيكل ومهدي عاكف مرشد الاخوان السابق وعادل لبيب وعبدالسلام المحجوب وحصل جمال مبارك علي اقل الاصوات وجاء في المؤخرة وهذا الاستطلاع آثار فضول أسرة مبارك وألح علي عادل حمودة أن ارسل له أوراق الاستطلاع الاصلية لأمر هام!!
وختاما ماذا تري في الرئيس المخلوع ؟
- فيما نقل عن مبارك انه قال: لقد اخطأت مرتين مرة عندما وافقت علي التنحي والأخري عندما رفضت اللجوء إلي السعودية وفضلت البقاء في مصر ومعني هذا ان مبارك لم يختر من اخطائه سوي تلك الاخطاء التي ارتكبها في حق نفسه لكي يندم عليها وكأنه لم يخطئ قط في حق مصر وحقوق ابنائها وكأن ما فعله علي مدي ثلاثين أو اربعين عاما ليس ما فيه ما يستوجب شيئا من الحساب والندم، والواقع ان المنطق الذي يفكر به مبارك هو نفس المنطق الذي كان يفكر به السادات »المقتول«، والذي بناء عليه تم اختيار مبارك فجأة عام 5791 لكي يكون نائبا له فمن الواضح ان السادات لم يكن يفكر في مصر ولا في مستقبلها قدر ما كان يفكر في تأمين حاضره ومستقبله عندما اختار شخصا عاطلا من الطموح القومي والوطني وعاطلا من أيه رؤية سياسية قد تدفعه إلي المزاحمة علي موقع الرئاسة فلم يكن طموحه فيما تردد في حصوله علي عمولة مجزية عن صفقة طائرات باعتباره خبيرا في أسلحة الطيران! والواضح ان مبارك هو امتداد صارخ ومتطرف لمنهج سلفه السادات ومن الطبيعي ان يشعر مبارك بالندم لانه لم يلذ بالقرار ومثل هذا الندم ليس صورة من صور التوبة ولكنه ضرب من ضروب الإصرار علي الإثم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.