يؤكد محمود محمد عبد الحميد، المعيد بكلية الآداب جامعة المنصورة أن التردي في أخلاق كثير من الشباب الآن لا يؤدي فقط إلي ابتعادهم عن الأخذ بالمناهج العلمية والحدب علي التفوق العلمي، ولكن يجعل منهم أشباه آدميين وهوالأمر الذي يجب التركيز عليه في خطبة الجمعة وتنبيه الآباء إليه حتي لا نُفاجأ بانحدار أبنائنا إلي مهاوي التطرف والشذوذ الفكري والبدني، وقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق، وإن الله يبغض الفاحش البذيء)؛ فما أحوج الأمة إلي حُسن الخلق في عصرٍ اتسعت فيه الفجوة بينه وبين سوء خلق قاطنيه؛ إذ صار سوء الخلق منهجا واقعيا مريرا.. آمنا بظاهر القول والمنظر، وهجرنا وتناسينا صالح العمل حتي تحجرت الأفئدة ومرضت العقول وتشوهت الأفكار فصرنا لا يكاد يربطنا بالإنسانية من رابط. وأوضح محمود أن التطور في العالم الخارجي يؤكد أننا محتاجون إلي ترسيخ بعض المفاهيم الضرورية التي يقوم عليها عماد المجتمع الإنساني ومنها مفهوم حسن الخلق؛ لكونه أساسًا حياتيا ضروريا في المعاملة بين الخلق أجمعين بطلاقة الوجه، وبذل المعروف، وكف الأذي عن الناس، هذا مع ما يلازم الإنسان من كلام حسن، ومداراة للغضب، واحتمال الأذي.. هذا وقد حث النبي صلي اللّه عليه وسلم علي حُسن الخلق، والتمسك به، وجمع بين التقوي وحسن الخلق، فقال عليه الصلاة والسلام: “أكثر ما يدخل الناس الجنة، تقوي اللّه وحسن الخلق” رواه الترمذي والحاكم، وللنبي في ذلك أحاديث أخري كثيرة. والتأكيد علي هذه الأمور واجبٌ علي خطباء المساجد.