2025 عام السقوط الكبير.. كيف تفككت "إمبراطورية الظل" للإخوان المسلمين؟    موسكو تبدي استعدادًا للعمل مع واشنطن لصياغة اتفاقيات حول أوكرانيا    نوفوستي تفيد بتأخير أكثر من 270 رحلة جوية في مطاري فنوكوفو وشيريميتيفو بموسكو    لافروف: نظام زيلينسكي لا يبدي أي استعداد لمفاوضات بناءة    الدفاع العراقية: 6 طائرات جديدة فرنسية الصنع ستصل قريبا لتعزيز القوة الجوية    تفاصيل إصابة محمد على بن رمضان فى مباراة تونس ونيجيريا    انقلاب سيارة محملة بزيوت طعام أعلى الطريق الدائري في السلام    وزارة الداخلية تكشف تفاصيل مصرع شخص قفزا فى النيل    داليا عبد الرحيم تهنيء الزميل ياسر الغبيري لحصوله على جائزة التفوق الصحفي فرع القصة الإنسانية    مها الصغير تتصدر التريند بعد حكم حبسها شهرًا وتغريمها 10 آلاف جنيهًا    آسر ياسين ودينا الشربيني على موعد مع مفاجآت رمضان في "اتنين غيرنا"    «زاهي حواس» يحسم الجدل حول وجود «وادي الملوك الثاني»    بعد القلب، اكتشاف مذهل لتأثير القهوة والشاي على الجهاز التنفسي    الأرصاد تحذر من أمطار ليلة رأس السنة ومنخفض جوي يضرب السواحل الشمالية    إيداع أسباب طعن هدير عبدالرازق في قضية التعدي على القيم الأسرية    النيابة العامة تُجري تفتيشاً ل مركز إصلاح وتأهيل المنيا «3»| صور    «إسرائيل: السحر الدين الدم».. كتاب جديد يكشف الأسرار الخفية للدولة العبرية    قفزة لليفربول، ترتيب الدوري الإنجليزي بعد فوز مان سيتي وآرسنال وخسارة تشيلسي    نيجيريا تهزم تونس 3-2 وتصعد لدور ال16 بأمم إفريقيا    خبير اقتصادي يكشف توقعاته لأسعار الدولار والذهب والفائدة في 2026    عمرو أديب يتحدث عن حياته الشخصية بعد انفصاله عن لميس ويسأل خبيرة تاروت: أنا معمولي سحر ولا لأ (فيديو)    محمد معيط: المواطن سيشعر بفروق حقيقية في دخله عندما يصل التضخم ل 5% وتزيد الأجور 13%    كيف يؤثر التمر على الهضم والسكر ؟    وزير الصحة يكرم مسئولة الملف الصحي ب"فيتو" خلال احتفالية يوم الوفاء بأبطال الصحة    حرب تكسير العظام في جولة الحسم بقنا| صراع بين أنصار المرشحين على فيسبوك    محافظ قنا يوقف تنفيذ قرار إزالة ويُحيل المتورطين للنيابة الإدارية    اليوم.. أولى جلسات محاكمة المتهم في واقعة أطفال اللبيني    أخبار × 24 ساعة.. التموين: تخفيض زمن أداء الخدمة بالمكاتب بعد التحول الرقمى    إصابة 10 أشخاص فى حادث انقلاب مينى باص بمنطقة مدينة نصر    كأس أفريقيا.. نيجيريا تتأهل بثلاثية في تونس    مدرب المصرية للاتصالات: لا أعرف سبب تفريط الأهلى فى مصطفى فوزى بهذه السهولة    طه إسماعيل: هناك لاعبون انتهت صلاحيتهم فى الأهلى وعفا عليهم الزمن    سيف زاهر: هناك عقوبات مالية كبيرة على لاعبى الأهلى عقب توديع كأس مصر    يوفنتوس يعبر اختبار بيزا الصعب بثنائية ويشعل صراع القمة في الكالتشيو    نجوم الفن ينعون المخرج داوود عبد السيد بكلمات مؤثرة    صحف الشركة المتحدة تحصد 13 جائزة فى الصحافة المصرية 2025.. اليوم السابع فى الصدارة بجوائز عدة.. الوطن تفوز بالقصة الإنسانية والتحقيق.. الدستور تفوز بجوائز الإخراج والبروفايل والمقال الاقتصادى.. صور    الإفتاء توضح حكم التعويض عند الخطأ الطبي    رابطة تجار السيارات عن إغلاق معارض بمدينة نصر: رئيس الحي خد دور البطولة وشمّع المرخص وغير المرخص    سوريا تدين بشدة الاعتراف الإسرائيلي ب«أرض الصومال»    القوات الروسية ترفع العلم الروسي فوق دميتروف في دونيتسك الشعبية    المكسرات.. كنز غذائي لصحة أفضل    خبير اقتصادي: تحسن سعر الصرف وانخفاض التضخم يحدان من موجات الغلاء    محافظ الجيزة يتابع أعمال غلق لجان انتخابات مجلس النواب في اليوم الأول لجولة الإعادة    حزم بالجمارك والضرائب العقارية قريبًا لتخفيف الأعباء على المستثمرين والمواطنين    آية عبدالرحمن: كلية القرآن الكريم بطنطا محراب علم ونور    كواليس الاجتماعات السرية قبل النكسة.. قنديل: عبد الناصر حدد موعد الضربة وعامر رد بهو كان نبي؟    خبيرة تكشف طرق الاختيار السليم للزواج وتوقعات الأبراج 2026    معهد بحوث البترول وجامعة بورسعيد يوقعان اتفاقية تعاون استراتيجية لدعم التنمية والابتكار    وزير الطاقة بجيبوتي: محطة الطاقة الشمسية في عرتا شهادة على عمق الشراكة مع مصر    هل يجوز المسح على الخُفِّ خشية برد الشتاء؟ وما كيفية ذلك ومدته؟.. الإفتاء تجيب    بعزيمته قبل خطواته.. العم بهي الدين يتحدى العجز ويشارك في الانتخابات البرلمانية بدشنا في قنا    مواجهة لا تقبل القسمة على اثنين.. بث مباشر مباراة الأهلي والمصرية للاتصالات في كأس مصر من استاد السلام    افتتاح مشروعات تعليمية وخدمية في جامعة بورسعيد بتكلفة 436 مليون جنيه    تعذر وصول رئيس اللجنة 40 بمركز إيتاي البارود لتعرضه لحادث    27 ديسمبر 2025.. أسعار الحديد والاسمنت بالمصانع المحلية اليوم    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : المطلوب " انابة " بحكم " المنتهى " !?    المستشفيات الجامعية تقدم خدمات طبية ل 32 مليون مواطن خلال 2025    أخبار × 24 ساعة.. موعد استطلاع هلال شعبان 1447 هجريا وأول أيامه فلكيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. ميرفت الديب المنسق العام ل «علماء مصر»
نشر في الأخبار يوم 17 - 10 - 2017

السيسي يضع التعليم علي رأس الأولويات.. وتوصيات »علماء مصر»‬ ترفع للرئيس مباشرة
مدارس النيل نواة للإصلاح وتساهم في استعادة ريادتنا دوليا
ندفع ثمن إهمال الدولة سابقاً.. ونظرة المجتمع للتعليم يجب أن تتغير
لا يمكن تحميل المعلمين مشاكل التعليم ومفهوم المناهج خاطئ
أكدت د. ميرفت الديب، رئيس مجلس أمناء وحدة شهادة النيل الدولية أن الهدف الاستراتيجي من انشاء مدارس النيل هو أن تمتلك الدولة المصرية نظاما تعليميا متكاملا يمنح أول شهادة مصرية مصممة طبقا للمعايير العالمية، ومعترف بها عالميا، ونظام المدارس يستخدم مناهج مرنة تطلق العنان للمعلمين.
وقالت في حوارها ل »‬الأخبار» ان المناهج بمدارس النيل مصممة طبقا للمعايير العالمية، ولا تعتمد علي كتاب مقرر، وإنما تعتمد علي تنوع المصادر.
وأوضحت أن أهداف المشروع تتلخص في أن تكون هذه المدارس نواة لإصلاح التعليم في مصر، وأن تسهم في استرداد سمعة مصر وريادتها في مجال التعليم، وأيضا استرداد قوة مصر الناعمة في أفريقيا من خلال التعليم.
وأشارت إلي أنه تم توقيع اتفاقية للشراكة بين صندوق تطوير التعليم، وجامعة كمبريدج في 2009، تتضمن المناهج، والتنمية المهنية، والتقييم والامتحانات وتكنولوجيا المعلومات والاعتماد وضمان الجودة.
وأضافت الديب انه لا يمكن تحميل المعلمين وحدهم مشاكل 30 عاما، كما أن ضعف البنية التحتية والامكانيات والمواد بالمدارس جعل التعليم »‬صوريا» إلي حد كبير وحرم الطلاب من فرص التعليم الحقيقي، وأوضحت أن الدولة جادة في إصلاح التعليم ويحتاج الأمر إلي وقت وجهد مضاعف، كما أن مشاركة المجتمع كله في هذا الإصلاح ضرورة حتمية.
بصفتك منسق عام المجلس... ما هي أبرز الموضوعات التي تم مناقشتها؟
الرئيس السيسي كلف المجلس بملف البحث العلمي بمصر وقمنا باستضافة وزير التعليم العالي الدكتور خالد عبدالغفار لمناقشة استراتيجية البحث العلمي، فهناك جهود ضخمة تبذل في سبيل النهوض بالبحث العلمي وربطه بالتنمية الاقتصادية. والمجلس يعمل علي إعداد ورقة عمل عن إنشاء أكاديمية للعلوم والفنون تكون مؤسسة غير حكومية ومستقلة علي غرار المؤسسات العالمية المشابهة.
وقمنا بورشة عمل لتحديد أولويات الابتكار بمصر. واجتماعاتنا تتميز بثراء الأفكار والمقترحات والتوصيات التي نقوم برفعها الي الرئيس مباشرة كما أن كل عضو من أعضاء المجلس هو ذاته ثروة من العلم والخبرة والأفكار والإبداعات وكلنا نشارك في مشروعات مختلفة كل حسب تخصصه ووفق ما يكلفنا به الرئيس السيسي.
ومن أهم الموضوعات المتعلقة بالتعليم ماقبل الجامعي كان مشروع مدارس النيل المصرية وفخورة بماتم إنجازه في المشروع حتي الآن وأصبح محط أنظار الجميع.
القناعة والواقعية
أول دفعة من الحاصلين علي شهادة النيل الدولية تخرجت العام الماضي.. ما الفارق بين شهادة النيل والشهادات الأخري؟
الفكرة في حد ذاتها جديدة وغير مسبوقة في المجتمع المصري ولذا يجد الكثيرون صعوبة في فهمها فنحن أحيانا نستكثر علي أنفسنا أن يكون لدينا مؤسسات تعمل علي غرار المؤسسات العالمية وهذا من أكبر التحديات التي تواجه المشروع فنحن نحتاج إلي أن نثق بأنفسنا وأن يكون لدينا القناعة والدافعية للتغلب علي مايواجهنا من معوقات دون أن نحيد عن الهدف ونستكمل البناء. يهدف المشروع في جوهره إلي أن تمتلك مصر كيانا مستقلا عن وزارة التربية والتعليم ويكون مماثلا لهيئة الامتحانات الدولية بكامبريدج وأن يعمل هذا الكيان بنفس الفكر والكفاءة التي تعمل بها كامبريدج ولدينا الآن هذا الكيان وهو وحدة شهادة النيل الدولية وتم إنشاؤها بقرار رئيس مجلس الوزراء عام 2016. بموجب هذه القرارات تكون الوحدة هي المسئولة عن إدارة الشهادة الدولية ومنح الترخيص بتطبيق نظام النيل التعليمي للمدارس الراغبة في ذلك إذا ماحققت المدرسة معايير الجودة الخاصة بالوحدة، والآن تجري عمليات بناء قدرات الوحدة كما أن لها آليات عملها ولها مجلس أمناء يضم خبرات قانونية وفنية وعلمية رفيعة المستوي. وتقف شهادة النيل الدولية علي قدم المساواة مع شهادة البكالوريا الدولية والشهادة الإنجليزية IG وغيرهم من الشهادات الأجنبية العاملة بمصر،كما أن شهادة النيل الدولية معترف بها عالميا مما يمثل أهمية بالغة للدولة المصرية. ونأمل أن نحافظ علي كل تلك المكتسبات وخاصة عند إعداد خطط التوسع.
ما السمات المميزة لنظام النيل التعليمي الدولي الذي يحصل الطالب في نهايته علي شهادة النيل الثانوية الدولية؟
معايير الجودة الخاصة بالوحدة والتي ستكون من شروط منح الترخيص للمدارس بتطبيق نظام النيل التعليمي ستكون أداة حقيقية لتغيير الكثير من الممارسات التعليمية وإحداث نقلة نوعية بالمدارس التي ستطبق نظام النيل التعليمي. من أهمها أن تتبني المدرسة نظاما لايميز بين الطلاب من اصحاب الديانات المختلفة، وأن تتبني المدرسة ممارسات تضمن العدالة في توزيع فرص التعلم للفتيات والفتيان. لدي الوحدة أربع برامج متميزة لمرحلة رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية والمرحلة الإعدادية والمرحلة الثانوية كلها تم تصميمها من كامبريدج. وتقوم الوحدة ببناء كوادر مميزة من شباب المعلمين لتطبيق التقييم من أجل التعلم والابتعاد عن الشكل التقليدي للامتحانات. وتتميز شهادة النيل كونها شهادة دولية بأنها تستهدف إعداد مواطن عالمي يهتم بدراسة العالم من حوله وكذلك بالمفاهيم الإنسانية المشتركة مع نظرائه في العالم وفي نفس الوقت يفهم القضايا المحلية والقومية كما تقدم الشهادة تعليما ثنائي اللغة فتهتم بتنمية مهارات اللغة العربية واللغة الانجليزية كما تتيح للطالب دراسة اللغة الفرنسية.
كيف يستفيد الطالب الحاصل علي شهادة النيل دوليًا. وكيف ستتعامل معه الجامعات في العالم؟
شراكتنا مع هيئة الإمتحانات الدولية بجامعة كامبريدج أسهمت في الاعتراف بالشهادة عالميا لما لها من سمعة طيبة، فكامبريدج تخاطب الجامعات العالمية بانها أسست لمصر هذه الشهادة الدولية المعادلة للشهادات العالمية، وبالتالي يمكن السماح لحملة الشهادة بالتقدم للإلتحاق بأي جامعة في العالم دون الحاجة لمعادلة شهادتهم. وكل المقررات الجديدة التي تعدها كامبريدج لشهادة النيل تحصل علي معادلة من قبل الهيئة الانجليزية المستقلة (ناريك) المنوطة بمعادلة الشهادات المختلفة. نحن نتحدث عن تعليم مصري عالمي.
البنية التحتية
كيف يمكن التوسع في المدارس التي تطبق شهادة النيل الدولية؟
التوسع في المدارس التي تطبق شهادة النيل الدولية يجب أن يتم بشكل مدروس ومخطط حفاظا علي الاستثمارات التي ضختها الدولة المصرية في هذا المشروع. فالتوسع دون تخطيط جيد تختل معايير الجودة ويفقد المنفذون البوصلة وتكون النتيجة مغايرة للنموذج الأصلي وأقل جودة. وللأسف بدأ يتردد بالفعل أن تكلفة الملاعب عالية وبالتالي يمكن الاستغناء عنها أو استبدالها باستخدام الملاعب التابعة لوزارات أخري علي سبيل المثال.
وأؤكد أن تلك هي بداية التنازلات التي أدت بالتعليم المصري إلي ماهو عليه الآن. فأمام هذه المقولات لايتم تنفيذ منهج التربية الرياضية لنظام النيل التعليمي وبالتالي يتم الاستغناء عن مادة التربية الرياضية أو إهمالها بالرغم مما أنفقته الدولة المصرية علي إعداد هذه المناهج من رياض الأطفال وحتي الثانوي، ألا يذكرنا هذا بواقع التربية الرياضية بالمدارس المصرية والذي نشكو منه جميعا؟ ولذلك فمن المهم جدا أن يتم التوسع طبقا لمعايير وحدة شهادة النيل الدولية المسئولة عن منح الترخيص.
بمعني أن أي مدرسة ترغب في تطبيق تلك المنظومة التعليمية يمكنها التقدم للحصول علي الترخيص من خلال الوحدة بناء علي معايير ومواصفات، أهمها البنية التحتية التي تمكن المعلم من تنفيذ المناهج الدراسية مثل المعامل وإتاحة خدمة الإنترنت وأجهزة الحاسب وتوافر الملاعب والأدوات الموسيقية وغيرها من الموارد اللازمة للتطبيق الفعال، لأن غياب هذه المتطلبات سيؤدي إلي إعادة إنتاج نظام التعليم الذي نعاني منه الآن ويتحول الأمر إلي تلقين بدلا من ممارسة فعلية لعمليات التعلم، وبعد الفحص من المتخصصين بالوحدة يتم تدريب المعلمين في المدارس الراغبة في تطبيق شهادة النيل، كما يتم إعداد الامتحانات والإشراف عليها أما في السنوات المتقدمة فتتم الامتحانات من قبل كامبريدج.
متي يمكن للمدارس التقدم للحصول علي الترخيص بتطبيق نظام النيل الدولي؟
يطبق النظام حاليا في 5 مدارس، وأمر الرئيس السيسي في يناير الماضي بالتوسع بانشاء وتشغيل في 25 مدرسة نيل مصرية وكلف وزارة الإسكان بذلك، وتجري الإجراءات الآن لإنشاء »‬شركة مصر للإدارة التعليمية» لإدارة وتشغيل المدارس الجديدة، وبالتالي المنظومة الجديدة مكونة من عدة جهات أولها الجهة المانحة للترخيص، وهي وحدة النيل التابعة لمجلس الوزراء، ثانيا المدرسة الحاصلة علي الترخيص، ثالثا الشركة التي تدير المدرسة وهي المسئولة عن التعاقد مع المعلمين والتعامل مع أولياء الأمور وغيرها، وهي تجربة غير مسبوقة داخل مصر وتستلزم حسن الإدارة وإخلاص النوايا والرغبة الحقيقية من جميع الأطراف في إنجاحها من أجل الوطن ويمكن أن ينجم عنها نموذج جديد لإدارة التعليم بمصر.
المعلم المصري
كيف ستؤثر شهادة النيل علي التعليم في مصر؟
هذه المنظومة تحرر المعلم من قيود الكتاب المدرسي الأوحد. وبالتالي نموذج شهادة النيل يحترم قدرات المعلم المصري الذي علم العالم العربي كله، لأن جينات المعلم المصري تحمل قدرات كبيرة، ولكننا قيدناه علي مدي عصور طويلة وألزمناه بخطة دراسية ثقيلة ولم نقدم له الدعم الفني الراقي لتنميته مهنيا، وهذا أدي الي تقليل جودة العملية التعليمية وحرمان المعلم من فرصة الإبداع في ممارساته نظرا لاضطراره للإسراع بتغطية الموضوعات المقررة في مدة زمنية ضيقة.
لماذا لا يتم التعاون مع وزارة التعليم لتعميم شهادة النيل الدولية؟
تسعي وزارة التعليم ان يكون نظام النيل هو النظام التعليمي الجديد لتبدأ تطبيقه في 2018 وعندما نتحدث عن التعميم علينا دراسة الأمر جيدا من حيث اقتصادياته وآليات تطبيقه بالجودة المطلوبة وتوفير أسباب النجاح حفاظا علي الاستثمارات التي تمت حتي الآن وحفاظا علي سمعة نموذج التعليم الدولي فالأمر ليس مجرد وثائق للمناهج ولكنها منظومة متكاملة. ولابد أيضا أن يحدث توافقا مجتمعيا حول هذا التوجه وتبعاته وخاصة مايخص المصروفات الدراسية.
هل مشاكل التعليم في مصر سببها ضعف قدرات المعلمين؟
منظومة التعليم مكونة من عدة أركان، المعلم ركن واحد منهاوهناك المنهج والامتحانات والإدارة والبنية التحتية وكل منهم مسئول عن جودة التعليم وله دور فالخلل بأي جانب يؤثر بالسلب علي المنظومة كلها، فانضباط التعليم والارتقاء به يكون نتيجة انضباط كل الأركان، وكذلك وجود نظام نزيه وعلمي للتقييم وهناك العديد من أساليب التقييم الحديثة البديلة عن الامتحانات التقليدية. لدي مصر قوة عمل قوامها تقريبا مليون وأربعة آلاف معلم ولايمكن أن يكون جميعهم غير أكفاء فالمعلم ليس من يتحمل وحده مشكلات العملية التعليمية.
يري البعض أن تحميل »‬المعلم» مشاكل التعليم في مصر »‬ظلم».. هل تتفقين مع ذلك؟
لابد من دعم المعلم وتنميته مهنيا ووضع أطر مؤسسية ومهنية وفنية لعمله تحدد مسئولياته وواجباته وحقوقه ونظم تقييمه وترقياته. لا أحد يرغب في أن يعمل في منظومة متسيبة وغير واضحة المعالم فلابد من وجود إدارة منضبطه وبيئة عمل داعمة ومحفزة وفي هذا الإطار تكون المحاسبية، وللعلم هناك الكثير من الدورات التدريبية تنظمها الدولة للمعلمين وتكلفها الكثير ولايوجد آلية واضحة لقياس مدي انتقال أثر التدريب وهل ينعكس علي ممارسات المعلم داخل الفصول أم لا.
هل كثافة الفصول التعليمية عائق أمام التطوير؟
أغلب الدول التي قامت بطفرات في تطوير التعليم مثل كوريا واليابان كثافة الفصول في المدارس حوالي 40 طالبا، وهذا عدد ليس بقليل ولكن توجد لديهم إدارة وبنية تحتية ومناهج جيدة ومعلم جيد، ومصر تسعي إلي أن تكون الكثافه في الفصول 42 طالبا ولكن ذلك يواكبه زيادة سكانية متسارعة تجعل الوصول الي الهدف صعبا نظرا لتغير المعطيات بشكل مستمر.
كيف يتم حل مشكلات المناهج التعليمية من وجهة نظرك؟
هناك مفهوم خاطئ عن المناهج بأنها كتب، ولكن كل ما يتعلق بالتعليم يدخل في مفهوم المنهج، والخطوة الأولي في إصلاح المناهج هي تحديد مانريد أن نعلمه لأبنائنا من مهارات ومعارف واتجاهات وقيم، ثم الحوار المجتمعي حول هذا للوصول الي اتفاق وبناء علي ما سيتفق عليه الجميع يتم وضع أطر المناهج للمواد المختلفة ومداخلها التدريسية وطرق التقييم للتأكد من تحقق الأهداف.
هناك جهود في مسارات متعددة من الدولة لإصلاح التعليم... هل تكفي لتحسين الوضع والتطوير؟
مصر لديها أحد أضخم أنظمة التعليم في العالم، فلدينا 50 ألف مدرسة ومليون 400 ألف مدرس و20 مليون طالب، وجهود الإصلاح تأخذ أشكالا متعددة، وأعتقد أن ما يتم الآن من دعم نظام النيل التعليمي الدولي، والمدارس اليابانية ومدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا »‬STEM» وما تطرحه الوزارة من جعل نظام الثانوية العامة تراكميا، يوضح جدية الدولة في إصلاح التعليم.
المجتمع المدني يطالب بالمشاركة في تطوير التعليم... هل تؤيدين ذلك؟
هناك الكثير من منظمات المجتمع المدني التي تشارك بالفعل في جهود تطوير التعليم ويجب أن نثمن جهودهم ونطلب المزيد وأري أنه لابد من تفعيل ذلك والسماح لهم بالمشاركة الفعالة تحت إشراف من الدولة وفي إطار تحقيق أهداف التنمية المستدامة خاصة أننا أمام نظام ضخم جدا، يحتاج لمساعدة الجميع.
تعدد أنواع التعليم والشهادات الدولية والمحلية ضار أم نافع للتعليم؟
التعدد في أنظمة التعليم يعتبر ضارا بالمجتمع وعرضا من أعراض أمراض التعليم في مصر، واستشرت الظاهرة نتيجة لبحث أولياء الأمور عن توفير تعليم جيد لأبنائهم وغياب البديل الحكومي مما كرس لتعليم طبقي وأثر ذلك كله بالسلب علي النسيج الثقافي للمجتمع وتفتيته وطمس هويته، ولذلك نجد اختلافا واضحا في التفكير لدي الطلاب وفي لغة الحوار والتفاهم. إن تجانس الأمة هدف قومي في حد ذاته.
ما الإجراء الذي يمكن أن يؤخذ ويستشعر الناس بأنه سيغير نظام التعليم؟
بالطبع سنجد ملايين الإجابات المختلفة من الناس، لكن بصراحة شديدة، نظرة المصريين للتعليم وأهدافه في حاجة إلي مراجعة.
كيف ذلك؟
أعتقد أن ظروف العقود الماضية، وإهمال التعليم، أثرت بالسلب علي رؤية المصريين تجاه التعليم، ولنضرب مثالا بظاهرة الغش في الامتحانات، أصبحت مذهلة، وراسخة لدي قطاع كبير من أولياء الامور، وأيضا نظرة المجتمع الي ضرورة ان يحصل الطالب علي الدرجات النهائية في الامتحان، وان تكون الاجابة »‬طبق الاصل» من الكتاب المدرسي، وايضا ترك الابناء دون متابعة أو ترشيد لوسائل التواصل الاجتماعي والانترنت والموبايلات وبالتالي نحن امام مفاهيم وممارسات مجتمعية خاطئة عن التعليم. واختزلنا التعليم إلي حفظ ولم نشجع أولادنا علي الاستكشاف والقراءة الحرة.
متي يشعر المواطنون بتغيير حقيقي في منظومة التعليم؟
شعور المواطن بالتحسن لايعتمد علي الوقت فقط بل علي مدي الجهد المبذول والإخلاص في العمل فكلما بذلنا الجهد كلما أسرعنا بالإنجاز والإحساس بنتائج العمل وعددها كبير من المشروعات التعليمية سيبدأ المواطن في الإحساس بالتحسن والمهم أن تدير وزارة التعليم المدارس الجديدة بالكفاءة المطلوبة وأن تستكشف طرق جديدة لإدارة المنظومة التعليمية، حيث لايمكن أن يدار الفكر الجديد في إطار نظم إدارية قديمة ومهترئة وعلي الوزارة أن تخرج بهذه النظم حتي تحافظ علي استثماراتها في هذه المدارس.
ما الفرق بين الجهد المبذول حاليًا لتطوير التعليم وبين الجهود المبذولة في العصور السابقة؟
أتصور أن قضية التعليم في العصور السابقة لم تكن أولية، وتدفع مصر ثمن هذا الاهمال الآن، اهتمام الرئيس السيسي وتوجيهاته المعلنة للحكومة بضرورة الاهتمام بالتعليم، لم يفعله غيره من خمسين عاما، فالرئيس أمر بالتوسعات في بناء المدارس لإتاحة فرص التعلم للجميع والتوسع في مدارس النيل المصرية ومدارس المتفوقين والمدارس اليابانية فضلا عن اهتمامه بالبحث العلمي ومازال أمامنا جميعا الكثير من العمل.
هل تحبين إضافة شيء أو تقولين كلمة للقراء؟
نعم أقول أن هناك أملأ وأن المستقبل أفضل بالعمل وبالثقة بأنفسنا ويالتكاتف. وبشكل عام أري أن هناك حراكا إيجابيا في المجتمع بالرغم من التحديات وفخورة بالتواجد المميز للمرأة المصرية في كل المجالات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.