-وسط زحام الحياة وقسوة الظروف، تشرق كل يوم وفي كل مكان نماذج بطولة و»جدعنة» للمرأة المصرية » ومن بينهن »المرأة الحديدية » أم خالد التي وصلت إلي المحطة 52 من قطار الحياة، وظلت طيلة حياتها تساعد زوجها علي تكبد صعوبات العيشة والمعيشة، وتربية الأولاد الثلاثة، وعندما بلغ زوجها من العمر أرذله واصبح لا يستطيع مواصلة عمله خفيرا لأحد مصانع الأثاث، حلت محله وعكفت علي صناعة الفطير المشلتت علي فرن فلاحي وبيعه للزبائن في الصباح، وفِي المساء تعمل مساعدة ممرضة بعيادة خاصة، ونجحت في تربية أولادها الثلاثة وانهاء تعليمهم وتزويج الابن الأكبر، ومازالت تواصل العمل والانفاق علي باقي الاسرة،مهما كان المجهود شاقا والنار حامية في الجو وأمام نار الفرن. ويبتسم القدر قليلا لأم خالد حيث اتفقت معها إحدي القري الريفية التي لها طبيعة سياحية، علي خبز الفطير وتوريده للقرية وتقديمه للزائرين كواجبة إفطار مع العسل الاسود والابيض والجبن، وتذهب اليها منذ الساعة الثانية من صباح كل يوم لتبدأ في تجهيز كميات الدقيق وعجنه تمهيداً لخبزه في الفرن الفلاحي، بداية من الثامنة صباحاً لتقديمه ساخنا لزائري القرية، وتشير إلي انها تخبز حوالي 300 فطيرة يومياً، فضلاً عن الطلبات الخاصة، وكذلك خبز حوالي 400 رغيف من الخبز الفلاحي، وتتقاضي » ام خالد » نظير ذلك مبلغ 120 جنيهاً يومياً، وتساعدها في ذلك 4 سيدات يتبادلن عليها في صورة ورديات، إضافة إلي عامل مساعد هو عبد الله عزت وهو شاب عمره 20عاما، اضطر لترك دراسته والعمل ليعول أسرته المكونه من أب وأم وثلاثة أخوة، وعائل الاسرة لا يستطيع الإنفاق وحده، نظراً لارتفاع تكاليف المعيشة وغلاء الاسعار، حيث إن والده يعمل فرد أمن بإحدي الشركات ويتقاضي راتبا ضعيفا لا يُمكنه من الإنفاق علي الاسرة. • فاطمة مبروك