الشعب يريد إنقاذ مصر، والشعب يريد إنقاذ الثورة... ما يحدث علي الساحة هو جريمة في حق الوطن... القيادة غائبة، والحكومة تائهة، والفوضي تزداد، والإعلام سييء، والحوار الوطني غير لائق بمصر وبالثورة وبالشعب وبالمستقبل الذي تنشده ونتطلع إليه... تحدينا واضح ودقيق أن نحول الثورة إلي تقدم ونهضة... وأزمتنا أيضا محددة للغاية أن ننقذ الوطن من الانهيار الأمني والاقتصادي والاجتماعي والسياسي والأخلاقي أيضا... المشهد الحالي يشير لصور مؤسفة ومخجلة يراها المصريون وتتباري فيها القنوات أولا: خسارة اقتصادية وصلت الي 051 مليارا وستتعدي ال052 مليار جنيه في 03 يونيو »منتصف هذا العام« ولم تعرض حكومة الإنقاذ خطة لإعادة الانطلاقة الاقتصادية وكأن دورها يتلخص في متابعة الانهيار الاقتصادي للوطن. ثانيا: معاناة يومية لكل أسرة في سعر انبوبة البوتاجاز وتوفر الخبز واسعار الطعام وتوفر السولار وضياع مئات الألوف من فرص العمل خاصة في قطاعات السياحة والتشييد. ثالثا: استمرار هدم كل ما هو في »الدولة العصرية« من مؤسسات وقيادات ونظم -باتباع النموذج العراقي- مع غياب كامل لهيبة الدولة ولاحترام القانون وارتعاش للرجال والأقلام. رابعا: استمرار الانهيار الأمني وحوادث السطو المسلح والاعتداء والبلطجة المنظمة وتباطؤ انتشار قوات الشرطة وسيطرتها علي الشارع واختفائها تماما. خامسا: اعلام يشحن ابناء الوطن للهدم بدلا من البناء.. ويشحنهم للفوضي بدلا من التقدم.. ويشحنهم للظلام بدلا من النور... ويشحنهم للخوف بدلا من الحرية... ويشحنهم للتطرف بدلا من الوحدة. سادسا: حكومة تساير الفوضي لم ير المصريون منها ادارة حكيمة للازمات ولم ير المصريون منها خطة لتجاوزها ولا معلومات لإيضاح الصورة وتحديد البدائل أو شفافية للخروج من البلبلة العامة. ويتحاكي المصريون عن شبهات تحوم حول تصرفات بعض القيادات يتحيزون لحساب تيارات بعينها علي حساب بناء وطن ديمقراطي متوازن وحر لكل المصريين. سابعا: وفاق وحوار وطني مؤسف لم يرتق لوطن خلقا أو موضوعا.. اختزلت فيه ثورة شعب الي ثورة شباب، واختزلت فيه التعددية الي الارهاب الفكري للتيارات الدينية، واختزلت فيه السياسة الي البلطجة. ثامنا: توجه حكومة مرة أخري الي الاستدانة بالمليارات »دون ضباط أو رقيب« مما ينذر بالوقوع في فخ الاقتراض والانهيار الاقتصادي مرة اخري. تاسعا: يتابع المصريون تكرار العودة الي »فكر فقر« »وفقر فكر«، والاستجداء بدلا من البناء... دون قيادة ملهمة للتقدم والرخاء. عاشرا: يتساءل المصريون عن من له مصلحة في انهيار مصر الي الهاوية ومن له مصلحة للقفز الي السلطة ممن هم علي الساحة ويملنون مصر خوفا ورعبا بل إرهابا وهدما.. ومن الذي يسهل لهم اختطاف مصر؟.... يوم الجمعة الماضي وفي مظاهرة حضارية كبيرة عبر مصريون أحرار عن رأيهم في وطن حر سلمي ومدني... واندهشت بشدة عما نقلته الانباء لاعتراض وتدخل عضو بالمجلس العسكري وتدخله في عدم تسمية المظاهرة بحاشدة بل وعدم تغطيتها اعلاميا!!!.... مطلوب تفسير واضح يصدر للمجلس العسكري عن تصرفات ثلاثة من اعضائه يدعون الحياد ويتدخلون ويؤثرون بالسياسة... ومطلوب تفسير لآرائهم وتدخلاتهم السياسية الشخصية مؤخرا... أطالب المجلس العسكري المحترم - وأنا اتحيز له - أن يعلن بوضوح أولا: أن الانتخابات القادمة بنظام القائمة وثانيا: أن اعداد الدستور سيسبق الانتخابات وثالثا: ان المجلس العسكري قد تأكد أن أيا من اعضائه أو اعضاء بالحكومة لا يساندون أحد التيارات الدينية فكرا أو عملا ولكنهم علي الحياد تماما يساندون كل المصريين بكل تياراتهم ورابعا: أن يتأكد من اعداد خطة تنفيذية لعودة هيبة الوطن وسيادة الوطن والقضاء علي الفوضي والتراخي والانهيار الأمني السياسي والاقتصادي والاجتماعي تقوم الحكومة بتنفيذها بجدية... سيسجل التاريخ ويحاسب علي محاولات »اغتيال الوطن الحلم، وسرقة حلم الوطن«... حفظ الله مصر من شر بعض ابنائها.