نجاح الحياة الزوجية مع زوج عنيد شيء صعب يتطلب قدرا من التسامح وسعة الصدر للزوجة والتجاوز عن الهفوات والبعد عن الأنانية والعناد وتصيد الأخطاء للزوج رغم عناده وحتي لا يدفع الأولاد ثمن عناد الأب ومن أجل خلق جيل جديد خالٍ من العناد تحدثنا الدكتورة هبة دهب استشاري الصحة النفسية والإرشاد التربوي تقول العناد أنواع ولابد أن تعرف الزوجة نوع العناد حتي تستطيع التعامل معه والعناد بصفة عامة ممكن يكون عناداً وراثياً وممكن يكون عناداً بيئياً مكتسباً من البيئة والتنشئة الاجتماعية للزوج وسمات العند في العائلة تتوارث بنسبة لكل فرد بمعني أن المزاج الموروث عبارة عن أن الشخص لا يمتثل للأوامر بسرعة ولا ينفذ ما يطلب منه ويأخذ وقتاً حتي يفهم ويستجيب لما يطلب منه، أما بالنسبة للعامل البيئي وأساليب التنشئة الاجتماعية فلها التأثير الأكبر علي الزوج في حياته وحياة الأسرة بشكل كبير فإذا كان الأب عنيداً فالطفل يكون كذلك عنيد لأنه يعاني من عدم تنفيذ أوامره وطلباته المشروعة من والده وبالتالي هو يعاني من تسلط الأب وتذبذبه في التربية وإهماله وحمايته الزائدة التي تخنقه ولا يترك مساحة لطلباته ولذلك الطفل يأخذ رد فعل مضاداً نتيجة التسلط والقرارات والتذبذب المحيطة به وينشأ طفلاً عنيداً، أما العناد الطبيعي فيصاحب الطفل من عمر ثلاث حتي ست سنوات بيحاول الطفل من خلاله أخذ المساحة لتكوين الشخصية في حياته وهذا التصرف نوع من أنواع الاستقلال وإثبات شخصيته وهذا شيء طبيعي لكل الأطفال، أما العناد المرضي فيأتي بعد السنة السادسة من عمر الطفل وعلاج هذا العند يكون بتغيير أسلوب تعامل الوالدين مع الطفل حتي لا يكبر علي اتباع سلوك العناد وللعناد الزوجي أضرار كثيرة منها تنشئة جيل جديد في العائلة، عنيد للمرة الثانية خاضع وسلبي وليس له شخصية لأن الطرف الأضعف في الأسرة هم الأبناء الأكثر تأثرا ولذا لابد أن نحافظ ونحمي أولادنا من سمة العند والدماغ الناشف ولابد أن يتخلي الأب أو الأم عن هذا السلوك وتذكري أيتها الأم أنك عندك جيل جديد سوف يأخذ نفس الصفات وتأكدي أيتها الزوجة بأن أفضل طريقة لمعاملة الزوج العنيد هي التناقش للوصول للحل وليس التعامل معه بأسلوب الجدل السفسطائي بمعني الرد والكلام يكون فيه تمويه للحقائق مع فساد في المنطق وصرف الذهن عن الحقائق والاستدلال القائم علي الخداع والتلاعب بالألفاظ والتعامل بهذا الأسلوب يزيد الزوج في عناده ولا تصل الزوجة للحل المناسب ولذا علي الزوجة ألا تبدأ الكلام مع الزوج بالعراك وطرح المشكلات والاستفزاز ولكن عليها أن تستغل الوقت المناسب والذي يكون فيه الزوج لطيفا معها داخل غرفة النوم وتبدأ الحديث معه بكلام جميل بقولها أنا لست ضدك أنا معاك ونحن في مركب واحدة وتتحدث عن الأشياء الإيجابية في كلامه ثم بعد ذلك تتحدث عن الأشياء السلبية أكثر ثم خذي الايجابيات ومواقف القوي واشرحي له نتائجها ثم وضحي له الأمور السيئة وأضرارها وحمليه المسئولية بمعني التكلفة المترتبة علي كلامه بحيث يكون هناك تكلفة للاستجابة إذا حدث ضرر نتيجة عناده عليه تحمل الأخطاء وبذلك تستطعين الحفاظ علي أولادكم وتشعرين الزوج بتحقيق رجولته وتمشية رأيه وكلامه علي الأسرة، وكوني أمامه مربية وصديقة لكي تكسبي نفسك وسعادتك لأن نجاح الحياة الزوجية يتطلب قدرا من التفاهم والتسامح والتجاوز عن الهفوات والتغاضي عن الزلات والتعالي علي الأنانية والعناد وتصيد الأخطاء له من أجل التعايش السلمي والهادئ داخل الأسرة وخلق جيل جديد خالٍ من العند الأسري.