كما يحدث في الافلام الرومانسية, وقع كولونيل في قوات المارينز الامريكية في غرام حمار عراقي أصيل من أول نظرة! أي انها كانت نظرة فتكشيرة فنهيق! وتناقلت وكالات الانباء مؤخراً قصة هذا الحمار المحظوظ الذي أطلقوا عليه اسم "سموك". وقد وصل الحمار الي نيويورك قادماً من العراق علي متن طائرة شحن امريكية. وبعد قضاء يومين في ضيافة "فندق" الحجر الصحي للتأكد من عدم علاقته بالارهابيين واصل رحلته الي مدينة أوماها في ولاية نبراسكا حيث سيصبح من حيوانات التجارب.. وربما سيتم اطلاقه في سفينة فضاء الي أحد الكواكب لايصال رسالة من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الي سكان الفضاء الخارجي بمناسبة نجاحه في الضحك علي كل الكيانات السياسية العراقية الأخري وزحلقته السياسيين المنافسين واحداً بعد آخر ليخلو له الجو مع الكرسي والخزينة والاربعة آلاف حرامي. ومثلما كان الشعب العراقي "شعب تجارب" في مختبر البنتاجون من خلال "عاصفة الصحراء" و "الصدمة والترويع" صار الحمار "سموك" حيوان تجارب في نبراسكا. ومن يدري لعله سيعود الي بغداد بعد فترة حاملاً الجنسية الامريكية ليتولي منصباً مهماً وفق نظرية "خير خلف لاسوأ سلف". ما أطرف تقرير وكالة اسوشيتدبرس الامريكية عن هذا الحمار الذي ولد خلال الحرب العراقية - الايرانية، وشبّ خلال الحصار الامريكي علي العراق, وصار أحد "عملاء" البنتاجون في ظل الاحتلال الامريكي. فلسبب ما اعتاد الكولونيل جون فولسوم المشي يومياً مع "سموك" وارتبط به كثيراً, وكان يشرح له باستمرار خطب الرئيسين الامريكيين السابق واللاحق بوش واوباما عن الديمقراطية وحقوق الانسان والعلاقة الاستراتيجية بين واشنطن وتل ابيب والفارق الجوهري بين البرسيم وقشور البطيخ. وقد تم تبليغ الحمار بان القوات الامريكية ستتركه يواجه مصيره المحتوم بعد ان قرر اوباما سحب أكثر من مائة الف عسكري من العراق. غير ان الكولونيل المرهف الاحاسيس الذي توسط لدي أحد الشيوخ العراقيين لاستلام الحمار ورعايته عاد وقرر أخذه معه الي الولاياتالمتحدة. الا ان الشيخ طلب ثلاثين الف دولار مقابل اعادته قبل ان يتراجع بعد ان هدده الكولونيل بتلفيق تهمة التعاون مع الارهاب ضده اذا لم يطلق سراح الحمار فوراً. واكتشف الضابط الامريكي ان تسفير الحمار الي الولاياتالمتحدة أكثر صعوبة من تسفير الحالمين بالفردوس الامريكي المفقود. فالرحلة أولاً طويلة ومرهقة حتي بالنسبة لحمار كان يعيش في العراق. وهو يحتاج ثانياً الي تحاليل دم وإدرار وشهادات طبية ووثيقة تأييد موقعة من خمسة نواب عراقيين بأنه من أنصار العملية السياسية في المنطقة الخضراء. ورفضت عدة شركات طيران نقل الحمار لانه لا يعتبر من الحيوانات الاليفة التي تسافر مع أصحابها كالقطط والكلاب والطيور وأسماك الزينة. ثم ان مكانة الحمير في منطقة الشرق الاوسط عموماً متدنية والصفة المفضلة التي يطلقها اي معلم علي اي طالب غبي بأنه حمار، كما ان أي مدير لا يجد ما يصف به موظفه البليد غير انه حمار, فضلاً عن ان كلمة "حمار" هي بمثابة "السلام عليكم" بين سائقي السيارات الذين يعتقد كل منهم انه ملك السياقة! أخيراً تم نقل المسكين الي تركيا في طائرة شحن مع الاثار العراقية المهربة حيث أمضي شهراً كاملاً في انتظار "الفيزا" الامريكية التي بذل السفير الامريكي في أنقرة جهوداً جبارة مع هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية لاقناع توم دونيلون مستشار الامن القومي الامريكي بان الحمار "سموك" ليس من أعداء البيت الابيض. لقد تم نقل الحمار عبر أكثر من ولاية امريكية لمقابلة المعجبين, وأقيمت له حفلة رفس في منظمة "ايباك" الصهيونية الا انه رفض مقابلة رئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو لاصابته بوعكة طارئة. ويقول الكولونيل فولسوم بجدية: لقد أصبح الحمار العراقي "سموك" أمريكيا الان! الا ان الحكومة العراقية قررت التحرك واستنكار ما حدث لان الحمار المحترم كان الوحيد الذي صدق انها حكومة وطنية.