اقتحم أكثر من 500 مستوطن يهودي، المسجد الأقصي أمس، استجابة لدعوات تكثيف الاقتحام التي أطلقتها جماعات يهودية متطرفة تزامناً مع عيد العرش اليهودي. وأوضحت دائرة الإعلام والعلاقات العامة في المسجد الأقصي، أنه منذ ساعات صباح امس فتحت قوات الاحتلال باب المغاربة الذي تسيطر عليه، وأدخلت جماعات المستوطنين تحت حراسة أمنية مشددة. بدوره، أوضح أحد حراس المسجد الأقصي، أنه للمرة الأولي أدخل المقتحمون أغصان أشجار معهم أثناء اقتحامهم، حيث أدّوا طقوسا دينية. من جانب آخر، حذرت هيئات مقدسية من تصاعد الاقتحامات اليهودية للمسجد الأقصي تحت ذرائع عدة. وقالت الهيئات إن التصعيد بالاقتحامات قد يقابلة تصعيد ميداني واشتعال للشارع الفلسطيني لمواجهة ذلك. وفي السياق نفسه واصلت قوات الاحتلال الاسرائيلي لليوم الثاني علي التوالي إغلاق الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل المحتلة بوجه المسلمين، فيما وفرت قوات الاحتلال الحماية لأكثر من 20 ألف مستوطن يهودي وصلوا إلي الحرم بهدف إقامة طقوس خاصة بالأعياد اليهودية، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية »معاً». وذكرت مصادر إسرائيلية أن 22.500 يهودي وصلوا إلي الجيب الإستيطاني في قلب مدينة الخليل والحرم الإبراهيمي لإقامة طقوس بمناسبة عيد العرش. من جانبها رفضت حركة فتح الإغلاقات المتكررة للحرم الإبراهيمي، واصفة ما تقوم به سلطات الاحتلال بأنه تعد صارخ علي الحريات الدينية ومساس بالحقوق التي كفلتها الشرائع الدولية وتنصل من الإلتزامات التي يفرضها القانون الدولي علي القوة القائمة بالإحتلال. وعلي صعيد آخر حذّر رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من أي »مخاطر وجودية» قد تواجه اسرائيل، وشدد علي ضرورة أن تكون الدولة »علي أهبة الاستعداد للتهديدات التي تهدد وجودها، ليتسني بعد ثلاثة عقود الاحتفال بيوم الاستقلال ال100 للدولة». ووفق القناة الثانية الإسرائيلية، وردت تحذيرات وتصريحات نتنياهو بالأسبوع الماضي خلال ندوة دينية التي استضافها في منزله مع زوجته، سارة نتنياهو، وذكر نتنياهو أن مملكة الحشمونائيم نجت فقط 80 عاما، وأنه يعمل علي ضمان أن دولة إسرائيل سوف تنجح هذه المرة والوصول إلي 100 سنة. وحسب المشاركين بالندوة، فإن تصريحات وأقوال نتنياهو استرعت ولفتت انتباه الحضور، وكانت غير عادية نسبيا مقارنة للنقاش الأكاديمي الذي أعقب الندوة الدينية، ونقلت صحيفة »هآرتس» العبرية، عن مشارك بالندوة، »قال نتنياهو إن وجودنا ليس بديهيا وأنه سيبذل كل ما في وسعه للدفاع عن الدولة».