تحرص العائلات في شمال سيناء علي استقبال موسم جني الزيتون، مشاركين أطفالهم وأصدقاءهم أو الاستعانة بعمالة لاتمام مراحل الجني. واستكمال مراحل التصنيع إما بعصر الزيتون أو تخليله ولايمكن أن يخلو بيت في شمال سيناء من زيت الزيتون حيث تحرص الاسر علي تناوله لوجود فوائد عديدة له، وتعتبر شمال سيناء من المناطق الواعدة بزراعة مساحات شاسعة بأشجار الزيتون تسهم في احتلال مصر مكانة مرموقة في إنتاج زيت الزيتون الفاخر بمواصفات عالمية للتصدير للخارج. ومع بداية شهر أكتوبر من كل عام يجتمع الاهل والاصدقاء والاقارب للتعاون معا في عملية جني محصول الزيتون. وقال محمد مصطفي »مزارع» إن هذا الموسم يُعد بمثابة عرس لأبناء سيناء وأيام خير بالنسبة للمزارع وللمواطنين بشكل عام، حيث يلتف الجميع ليتعاونوا علي قطف حبات الزيتون. وأوضح أن هذا الموسم يُعد ضعيفا بالنسبة للعام الماضي، بسبب ظاهرة المناوبة مشيراً إلي أن وجود ارتفاع في أسعار الزيتون وزيته هذا العام حيث يصل سعر كيلو الزيت ل80 جنيها وكيلو الزيتون ب10 جنيهات. وقال إن المواطنين يقبلون علي شراء زيت الزيتون لجودته كما أنه يتم تصديره للخارج.، وعن الأسباب التي أدت إلي انخفاض إنتاج الزيتون لهذا العام قلة الإمكانيات وعدم القدرة علي متابعة الاشجار ورعايتها بسبب الظروف الأمنية في المنطقة مما ادي إلي عطش الاشجار وإصابتها بالأمراض النباتية، ويأمُل المزارعون أن يحافظ محصول الزيتون علي مكانته في سيناء.. وأرجع سعيد الغزال من العريش أسباب تراجع الإنتاج إلي عدة عوامل أبرزها التقلبات الجوية التي تؤدي إلي تساقط الزهور وتناقص الإنتاج، علاوة علي تجريف اعداد كبيرة من أشجار الزيتون بسبب الحرب علي الإرهاب وكذلك عدم القدرة علي الذهاب إلي المزارع خوفا من تعرضهم إلي ضرر . وقال إن هذه الأسباب مؤقتة وحتما ستزول لتعود شمال سيناء مرة ثانية قبلة الحياة للعالم الخارجي.. وقال سليمان العكش من قرية الشوحط ببئر العبد إن عملية توزيع أراضي ترعة السلام مؤخرا علي المنتفعين من أبناء سيناء وغيرهم من مختلف محافظات مصر سيعمل علي زيادة المساحات المزورعة بأشجار الزيتون التي تعطي إنتاجا عاليا من زيت الزيتون، خاصة أن هناك خبرات في زراعة أشجار الزيتون بشكل مكثف بما يتناسب مع المناخ في سيناء، وزراعة أصناف تعطي نحو 25% من زيت الزيتون الصافي بدرجة نقاء عالية طبقا للمواصفات العالمية. وقال محافظ شمال سيناء اللواء السيد عبدالفتاح حرحور، إن مشروعات زراعة الزيتون في المحافظة تمثل مستقبلا واعدا نظرا لجودة الأراضي، وصلاحية التربة، وتحمل المياه ذات الملوحة العالية، كما أن إنتاج المحافظة من زيت الزيتون له قبول علي المستوي العالمي. وأوضح حرحور أن سياسة المحافظة نحو التوسع في زراعة أشجار الزيتون تقوم علي إقامة 19 تجمعا زراعيا تنمويا بمنطقة وسط سيناء، حيث تم الانتهاء من 11تجمعا ويجري إنشاء 8 تجمعات أخري.. وأكد الدكتور حبش النادي رئيس جامعة العريش أن مزرعة الجامعة تستعد حاليا لإنتاج عشرات الاطنان من ثمار الزيتون حيث تم عمل مزاد علي بيع الثمار وتقدم العديد من التجار للفوز بالمزاد لجودة الثمار ونوعيتها التي تعطي كميات كبيرة من زيت الزيتون مؤكدا أن هناك توسعا في زراعة اشجار الزيتون الأعوام المقبلة حيث تم تخصيص مساحة 1000 فدان علي مسار ترعة السلام للجامعة لاستثمارها في المشروعات الزراعية والإنتاج الحيواني والتي تمثل إضافة كبيرة للزيتون في سيناء. وقال عاطف مطر، وكيل وزارة الزراعة بالمحافظة، إنه تم التنسيق مع الجمعيات التعاونية الزراعية لزراعة أصناف مميزة تعطي نسبة كبيرة من زيت الزيتون -ومن أهمها المانزانيللو والبيكوال- بهدف زيادة الإنتاج، وهي تعطي نسبة كبيرة من الزيت تصل إلي نحو 18%. ولفت مطر إلي أن إجمالي المساحة المزروعة بالمحافظة حاليا نحو 18 ألف فدان، إلا أن هناك توسعا في مزروعة اشجار الزيتون في مناطق بئر العبد ورمانة، وهي تنتج أصناف المنزانيللو والبيكوال والعجيزي والشملالي واليوناني والكروناكي والتفاحي، ويعطي الفدان إنتاجية تصل إلي 3 أطنان. وأشار إلي أن 60% من إنتاج هذه المساحة يخضع للعصر ويعطي نحو 3000 طن زيت زيتون، بينما الكمية الأخري تستخدم لأغراض عمل المخللات لإنتاج زيتون المائدة وتختلف الأسعار من صنف إلي آخر، حيث إن أعلي سعر للمانزانيللو والكروناكي لأنها أصناف ثنائية الغرض للعصر والتخليل. • صالح العلاقمي