اعتمد الموسيقار بليغ حمدي في بداية مشواره كمطرب بالإذاعة ولم يتم اعتماده ملحنا، مواصفاته الجسدية وقصر قامته جعلته يتجه للموسيقي والتلحين بدلا من الغناء، ورغم أنه لحن لسيدة الغناء العربي أم كلثوم، إلا أن رئيس الإذاعة رفض اعتماده ملحنا بدون لجنة اختبار، اتصلت أم كلثوم بالشجاعي وقالت له " انا غنيت لبليغ ومن تغني له أم كلثوم فهذا اعتماد مني بموهبته وصلاحيته "، لكن الشجاعي أصر علي أن يعطي لبليغ كلمات يلحنها ويعتمد بها، وقد كان وتم اعتماد بليغ ملحنا، الغريب أن عبد الحليم حافظ كلما قال له أحد لماذا لا تغني لبليغ، كان يرد ويقول " طب ما هو معتمد مطربا في الإذاعة ما يغني هو اللحن اللي عيزني أغنيه له "، إلي أن استمع رمسيس نجيب للحن " تخونوه " الذي أعده بليغ لليلي مراد، وقال لعبد الحليم " الفيلم الجديد يا عبد الحليم لن ينجح إلا بلحن بليغ "، واستدعي رمسيس نجيب بليغ حمدي لمكتبه وقدم له شيكا بمائة جنيه ثمنا للحن، الملحن الوحيد الذي كان يتقاضي هذا المبلغ هو محمد عبد الوهاب، ومن هنا بدأت العلاقة الفنية والإنسانية بين حليم وبليغ، المرة الوحيدة التي تخاصم فيها الصديقان يرويها كتاب " بليغ " عندما يقول إن بليغ كان مولعا بحب وردة وكان يريد أن يصارحها بحبه لكنه كان يشعر بالخجل فيتراجع، لاحظ كامل الشناوي ذلك فقال ذات ليلة لعبد الحليم في وجود بليغ : " بليغ شكله بيحب المرة دي بجد "، فرد حليم ساخرا " يا كامل بك بليغ بيحب في الليلة الواحدة ثلاث مرات لكن لو بيحب المرة دي بجد ربنا يستر.. هو حيتعذب شوية واحنا حنسمع منه مزيكا حلوة "، وضحك حليم بشدة، لكن بليغ غضب منه وأرسل له رسالة يقول فيها : " عزيزي عبد الحليم.. تحية طيبة.. أود فقط لفت انتباهك إلي أن تعليقك الساخر ونحن في السهرة جرحني جرحا أليما برجاء عدم التعامل مع مشاعري بهذا الاستخفاف أو الاستهانة بحب عظيم لأن لا أظن يمكنك أن تفهم ذلك.. برجاء عدم الاتصال بغرض الاعتذار الأيام التالية حتي أصفو لك تماما وأستطيع الكلام معك ثانية.. خالص مودتي". من كتاب " بليغ "