هب الشعب المصري كله وراء مجموعة من الشباب، فأصبحوا آلافاً ووصلوا لمليون.. طالبوا بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.. واستمرت الآلاف تأخذ من الميدان قبله، والمليون الأولي أصبحت ملايين، فرفعوا اسقف مطالبهم.. زاد إصرارهم الأعداد الغفيرة للمصريين من الشمال والجنوب والصعيد وبحري والنوبة وأسوان.. زاد إصرارهم عناد السلطة وتباطؤها في اتخاذ القرارات، فاصبح مطلبهم الأول والوحيد هو رحيل النظام، فتحقق لهم ما أرادوا. انفك عقد اللمة والروح الشعبية والحماسة، وبدأ الشعب ينقسم الي عمال لهم مطالب.. أطباء لهم مطالب.. فلاحون يريدون عودة الأرض.. مسيحيون يبحثون عن امرأة أسلمت.. مسلمون يهدمون أضرحة.. مدرسون يشكون من مجتمع لا يعترف بقيمة المعلم، حتي أن الفصيل الواحد اختلف علي نفسه بعد أن انفرط العقد، وأصبح كل واحد يبحث عن طلباته الشخصية أو الفئوية.. وبعض آخر يبحث عن دور، وثالث يطلب قطعة من الكعكة حتي لو لم تنضج بعد. أما الذين يصعب حالهم علي الكافر، هم هؤلاء الذين ضحوا بأنفسهم وقبلوا ووافقوا بمحض إرادتهم دخول الوزارة التي قد لا يتجاوز عمرها شهورا لحين الانتهاء من انتخابات الشعب والشوري والانتخابات الرئاسية ووضع الدستور، أيهم كان الأول أو الأخير.. المهم أنها وزارة عمرها قصير. ومنذ ثلاثة شهور »تقريبا« هو عمر الوزارة، أبدأ العد »والعدد في الليمون«.. احتجاجات.. إضرابات.. تظاهرات.. مطالبات.. اعتصامات.. وقفات.. مليونيات. كثرت الاسماء والفعل واحد.. أما المطالب فهي محاكمة الفاسدين حالا.. عودة الأمن للشارع حالا.. زيادة المرتبات والحوافز حالا.. خفض الأسعار حالا.. ترقيات ووظائف خالية حالا.. عقد اتفاقيات والغاء اتفاقيات أخري حالا. كل ما يريده 58 مليون مصري مطلوب تحقيقه من هذه الحكومة التي لابد أن تصبح أسرع من أي صاروخ.. وطبعا حالا. وكل ما أخشاه أن يتبني أحد الوزراء »علي الفيس بوك« الدعوة لمليونية للحكومة.. يشارك فيها شباب الوزراء وكل من يريد الانضمام اليهم.. بالاضافة الي بعض العاملين في الحكومة ممن ليست لهم مطالب فئوية أو شخصية أو انسانية كما وصفها د. عصام شرف. والأخطر ان يستجيب هؤلاء وأن تجد الدعوة قبولا من كثير من المصريين، ونري الجمعة القادمة.. وايضا في ميدان التحرير د.عصام شرف يقود مليونية جديدة يطلقون عليها مليونية الحكومة. تطالب مليونية الحكومة ألا تتدخل قوات الأمن والشرطة في مليونيتهم.. كما يطالبون الجيش أن يحمي فقط المنشآت العامة أو أن يأخذ هذا اليوم إجازة من هذه الأعمال الصعبة التي يقومون بها.. فالجيش مكانه في الحروب ومواجهة الأعداء فقط. أما شعارات مليونية الحكومة فستكون.. امنحونا الوقت.. الحكومة في خدمتكم.. نعدكم باختفاء كل مظاهر الفساد وعودة الأمن وخفض الأسعار واجراء الإصلاحات السياسية والاجتماعية والزراعية والبيئية والمجتمعية.. كل ما سيطلب الشعب سيجده.. سنقوم بتوصيل الخدمة للمنازل.. لكن لن نعدكم بأن يكون حالا. ثم تدوي الوزارة رافعة يدها سلمية.. سلمية.