شاركت مصر في قمة الدول الصناعية الكبري في دوفيل بفرنسا وسط اهتمامات دولية لم يسبق لها مثيل... وتم استثمار هذه القمة التي شكلت منعطفا مهما علي طريق العمل المصري والدولي المشترك. وعرضت مصر نموذج ثورة 52 يناير باسلوب متطور لمواجهة التحديات المتصاعدة الناجمة عن الثورة سياسيا واقتصاديا وتجاريا وديموقراطيا حيث تم التأكيد علي تضافر كافة الجهود المصرية للتغلب علي هذة التحديات وتجاوزها لوضع مصر في مركز الريادة ومكانتها الطبيعية علي الخريطة العالمية بما يتواءم مع امكانتها وتاريخها... فلقد شكلت قمة الثماني الصناعية في دورتها السابعة والثلاثين أهمية كبيرة لمجموعة من الدلالات... أولها انها اكدت دعم مصر في مرحلتها التاريخية للتحول الديموقراطي والسياسي بعد فترة من الجمود والقهر والفساد امتدت لسنوات طويلة... وأظهرت هذة الدلالات تفاعلات كبيرة من خلال لقاءات ثنائية ورباعية التي عقدها دكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء مع الرئيس الأمريكي أوباما والرئيس الفرنسي ساركوزي وباقي رؤساء وقادة دول الثماني ومع نظيره الفرنسي فيون وامين عام الأممالمتحدة بان كي مون ورئيس المفوضية الأوروبية مانويل جوزية باروسو ورئيس المجلس الاوروبي هيرمان فان رومبوي ومدير عام صندوق النقد الدولي بالانابة جون لبيسكي.. وكلها أدت الي اهتمام دولي غير مسبوق بالثورة المصرية وفتح صفحة جديدة للعمل والتعاون المصري والدولي... وجاءت نتائج هذة القمة بداية للتحرك لمشروع دولي واقتصادي تنموي وصفه المراقبون الاقتصاديون والمحللون السياسيون بمشروع مارشال لدعم اقتصاد مصر بعد الثورة. وجاءت كلمة دكتور شرف لقمة الثماني وقادتها لتضع النقاط فوق الحروف حيث أكد ان مصر لا تقبل اي مساعدات مشروطة وان الشعب هو أصل الحكم الرشيد والدستور الجديد الذي يجري اعداده يضمن التوازن بين جميع السلطات.. وان مصر قطعت شوطا كبيرا علي طريق التحول الديموقراطي والاقتصادي مما يؤكد تجاوز تحديات الحاضر ومشاكله ويحقق آمال شعب مصر في ديموقراطية نموذجية بكل المقاييس..... ان المصريين اتفقوا جميعا علي موقف موحد بخصوص هذا التحول والسير في طريق الانجاز بلا حدود ليحقق صالح الشعب ومطالبه..... بالاضافة الي ذلك فان دعوة مصر لهذه القمة تأكيد جديد علي دور مصر المحوري في صنع التحولات.... لهذا فان مصر لها مكانتها ودورها اقليميا وعالميا وان قرارها بيدها ومن صنعها دون اي وصاية خارجية.. مصلحة مصر خط احمر لا يمكن تجاوزه. يبقي اخيرا تأكيد قمة دوفيل علي ضرورة توظيف دلالاتها لدعم اهداف الثورة المصرية في شتي المجالات... وفتح الطريق امام اعادة بناء الثقة في مستقبل هذا البلد والاتجاه بقوة امام استرداد اموالنا المنهوبة من الرئيس المخلوع وبطانته.. لهذا تبرز اهمية المجتمع الدولي وهيئاته ومؤسساته الاقتصادية في تنفيذ خريطة طريق تنمية بلا حدود في مصر بما فيها من منح وقروض ومساعدات لتجاوز ما يمر به اقتصادنا.... ان الاستفادة من نتائج هذه القمة هي البداية وليست نهاية المطاف.... هذا مرهون بقدرة حكومة شرف علي تجاوز سلبيات الماضي ومرارة الحاضر ووقف الاحتجاجات والمظاهرات الفئوية التي تجرنا للوراء... اعتقد ان الحكومة استوعبت الدرس ويتوازي مع ذلك عودة الامن للشارع المصري وانهاء الفوضي والبلطجة... ان هذه التحديات مصيرية ولا ينبغي ان يصبح ذلك مجالا للمضاربة او المتاجرة او الكسب الحرام... الكرة الان في ملعب الحكومة والشعب والمجلس الأعلي للقوات المسلحة... العالم ينتظر اجندة مصرية بلا روتوش.