بعد حياة مستقرة عاشها عم »أحمد» مع زوجته ورفيقة حياته راضين بقضاء الله وقدره الذي حرمهما نعمة الإنجاب، وفجأة وجد نفسه في الشارع بلا مأوي بعد أن ماتت زوجته وسقط منزله الذي كان يؤويه، بعد أن بلغ عمره أكثر من 75 عاما، وعثر عليه أحد المواطنين في حالة إعياء ونقله للمعهد الطبي القومي بدمنهور حيث تم علاجه، وفوجئت إدارة المعهد بعدم زيارة أحد للرجل المسن الذي ظل موجودا في قسم الاستقبال ينتظر أي أحد من أهله لتسلمه، وقامت إدارة المعهد بتحرير محضر في مركز شرطة دمنهور وطالبت بإيداعه إحدي دور رعاية المسنين وبعرض المحضر علي نيابة مركز دمنهور قرر المستشار عمرو الأحول مدير النيابة إيداعه »دار السعادة لرعاية المسنين» بمنطقة الأبعادية التابعة لمديرية التضامن الاجتماعي ومنذ ذلك الحين منذ 5 أشهر لم يتسلمه أحد وذلك بسبب اللوائح التي تشترط سداد مبلغ شهري وتوقيع أحد أقارب المسن من الدرجة الأولي علي استمارة التحاق بالدار، ويشير صابر المغربي رئيس قسم شئون المرضي بالمعهد إلي أن عم أحمد وصل عن طريق أحد المواطنين وكان لا يحمل بطاقة شخصية أو أي شيء يدل عليه، وبتعليمات من الدكتور عبد الحكيم عبدة مدير المعهد والدكتور محمد الديب نائب المدير تم تقديم الرعاية الطبية له والنشر عنه وسط المرضي والمترددين، وتم بالفعل تحديد هويته وتبين أنه يدعي » أحمد محمد علي العبد» من مواليد سنة 1927 ومقيم مدينة دمنهور، وقاموا بمخاطبة شقيقيه ولكنهما رفضا استلامه، ولم يعد أمام المعهد سوي انتظار قرار النيابة، وكما يوضح الدكتور عبد الحكيم عبده مدير معهد دمنهور الطبي، فعم أحمد يعاني من أمراض الشيخوخة ويتواجد داخل استقبال المعهد منذ 5 أشهر وتتم رعايته بالكامل من مأكل وملبس وخلافه، ووجه مناشدة إلي المهندسة نادية عبده لإيداع عم أحمد بدار السعادة لرعاية المسنين، حيث يوجد فيها قسم للمسنين غير القادرين علي خدمة أنفسهم، ومن جانبه أكد ضياء مجاهد رئيس مجلس إدارة إحدي الجمعيات الخيرية بدمنهور علي التكفل برعاية المسن وتقديم كافة الرعاية له وطالب بصدور قرار من المحافظ لاستقباله بدار المسنين، ولك الله يا عم أحمد!