يبدأ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أول زيارة لملك سعودي منذ تأسيس المملكة إلي روسيا الاتحادية الأربعاء المقبل وتستمر أربعة أيام تلبية لدعوة الرئيس الروسي بوتين حيث ستشهد موسكو عقد قمة ثنائية بين الملك سلمان والرئيس الروسي تتناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وتوقيع عدد كبير من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في عدة مجالات عسكرية واقتصادية وزراعية وتجارية والاتصالات وتقنية المعلومات والعمل والتنمية الاجتماعية والاعلام، وكذلك بحث أوضاع سوق النفط وإيجاد آليات تكون اكثر تعاونا للتنسيق في هذا القطاع الحيوي الذي يعد مصدرا رئيسا للدخل في السعودية ودوّل الخليج. وتتناول القمة الثنائية تطورات الأوضاع في المنطقة وفِي مقدمتها الخلافات الخليجية مع قطر والوضع في سوريا واليمن وإيران. ومن المتوقع ان تكون مراسم الاستقبال والتحضير للزيارة غير تقليدية حيث سيتم الاحتفاء بالعاهل السعودي كونه أول ملك سعودي يزور روسيا، ومن المتوقع ان يصاحب الملك سلمان وفد كبير يضم عددا من الوزراء وكبار المسؤولين في المملكة. وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد زار روسيا في يونيو 2015 عندما كان وليا لولي العهد والتقي الرئيس فلاديمير بوتين وتم خلالها توقيع 6 اتفاقيات استراتيجية بين البلدين، في مقدمتها اتفاقية تعاون في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وتفعيل اللجنة المشتركة للتعاون العسكري والتعاون في مجال الفضاء، بالاضافة إلي اتفاقيات تعاون في مجال الإسكان والطاقة والفرص الاستثمارية. ومن المعروف بان روسيا (الاتحاد السوفيتي وقتها) أول دولة تعلن اعترافها رسمياً بالمملكة العربية السعودية في فبراير 1926م؛ وكانت اول زيارة لمسئول سعودي للملك فيصل بن عبد العزيز عام1932 عندما كان وزيرا للخارجية في عهد والده الملك عبد العزيز. وجاءت أول زيارة رسمية سعودية بعد قيام روسيا الاتحادية في سبتمبر 2003 بوفدٍ رأسه الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، عندما كان يشغل آنذاك منصب ولي العهد السعودي. وفِي نوفمبر عام 2007م قام ولي العهد الراحل الأمير سلطان بن عبدالعزيز بزيارة للعاصمة الروسية لدعم التقارب السعودي − الروسي خصوصاً في مجال العلاقات الاقتصادية والعسكرية. وبهذا تكون زيارة خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز للعاصمة الروسية هي الأولي له كملكٍ للبلاد، وان كان سبقها زيارة له للكرملين حين كان أميراً لمنطقة الرياض في يونيو 2006، والتقي حينها الرئيس الروسي بوتين.