أعود مرة ثانية الي الكتابة عن نفس الموضوع .منذ عدة اسابيع وفي مقال منشور في نفس المكان. كتبت مقالا عن الدور المنتظر من مصر لحل الازمة الليبية. فهي المؤهلة بحكم عوامل كثيرة لمثل هذه المهمة رغم همومها الخاصة وانشغالها بظروف الداخل وأزماته .خاصة وان حالة عدم الاستقرار التي تعيشها ليبيا. والتي تؤكد كثير من المؤشرات انها ستدوم فترة ليست قصيرة تؤثر بالضرورة علي الامن القومي المصري. وحسنا ما قامت به الدبلوماسية المصرية رغم ان الخطوة لم تحظ باهتمام اعلامي كبير عندما أرسلت السفير هاني خلاف وهو احد الدبلوماسيين السابقين الذين يملكون فهما صحيحا للواقع الليبي اكتسبه من عمله في الجماهيريه لفترة ليست قصيرة اوائل هذا الشهر الي طرابلس مبعوثا من المجلس العسكري حاملا رسالة الي القيادة الليبية تؤكد علي ثوابت الموقف المصري الداعي الي حرص القاهرة علي استقرار الجماهيرية ووحدتها. وعلي الوقف الفوري لاطلاق النار. والسعي الي ايجاد حل سلمي للازمة .ورفض للتدخل الاجنبي في الازمة الذي ساهم في تعقيدها دون ان يكون له اي دور في التوصل الي اي حل.ولم يمر سوي عدة اسابيع حتي اعلن وزير الخارجية نبيل العربي عن ارسال السفير خلاف .ولكن هذه المرة الي بنغازي مقر المجلس الوطني الانتقالي . ويهمني ان اؤكد ان المسعي المصري الاخير لايعني تغييرا دراميا في الموقف المصري.والتواصل مع جماعة بنغازي في المجلس الانتقالي .ولايمثل اعترافا به والذي يقتصر فقط علي عدد محدود من الدول العربية والاوربية. رغم الضغوط التي تمارسها فرنسا في هذا الاتجاه .فليس من المقبول من دولة ترفض وتتحفظ علي اي تدخل في شئونها .ان تمارس نفس اللعبة. ولسنا مسؤلين عن سحب الشرعية من نظام القذافي لصالح المجلس الانتقالي. وهناك كثير من الملاحظات علي ادائه السياسي.ويكفي انه من دعم ودعا الي التدخل الاجنبي .ورحب بالعمليات العسكرية لقوات حلف الناتو. بل مازال يعتب علي الحلف انه لايقوم بواجبه بشكل كامل. ولايبذل الجهد الكافي للقضاء علي قوات الجيش النظامي الليبي.رغم المخالفة الفاضحة لقوات الناتو في تنفيذ القرار 1973.الذي ينص علي حماية المدنيين وهو مالم يحدث من بداية العمليات.وهناك الالاف من الليبيين سقطوا نتيجة الغارات الجوية .كما ان ليبيا تتعرض الي حملة منظمة من التخريب والتدمير.وآخرهااستهداف قطع البحرية الليبية . وهو ما أشار اليه المسئولون الروس واكدوا ان الضربات الجوية تزيد من معاناة المدنيين دون ان تساهم في حل الازمة المسعي المصري ووفقا لقراءة صحيحة.هو محاولة لمتابعة التطورات هناك وتأمين سلامة وحقوق المصريين المستمرين في الاقامة بالجماهيرية. والحفاظ علي المصالح المصرية هناك. فمن الخطورة بمكان السماح باستمرار المخطط المراد تنفيذه في ليبيا والذي يسير باتجاه التقسيم . وتحويل ليبيا الي عراق جديد او صومال آخر. رغم نفي وزير الخارجية البريطاني .معتمدا فقط علي عدم مشاركة قوات برية في العمليات. ويبدو أن علي الجميع التعامل مع احتمال استمرار العمليات العسكرية في ليبيا كما هو عليه الحال في افغانستان كما ان اكثر المتفائلين وهم الفرنسيون يتحدثون عن اشهر والرئيس الامريكي ينصحنا بالصبر. ويتحدث عن ان الوقت لايلعب لصالح القذافي .والتعويل علي انتهاء الوضع بضربة حظ من احد الغارات الجوية علي باب العزيزية .او الهجوم علي مكان يتواجد فيه القذافي .لن ينهي الازمة بل سيعقدها. فمن الخطأ تبسيط الأمور كما لو كان صراعا بين شخص القذافي والغرب. بل هناك قواعد لنظام مهما كان رأينا فيه او تقييمنا له. فهو موجود وصامد منذ اكثر من 40 عاما .معظمها مثلت مواجهات مع الغرب. وصامد حتي الآن في مواجهة عمليات الناتو.