»كلما استمعت الي وزير الداخلية وهو يتحدث عن الأمن والأمان، ازداد خوفا وقلقا، وأشعر أن سياسة التعتيم مازالت مستمرة« الأثنين: بعض وزرائنا والحمد لله هم قلة- يعانون من مرض الاسراف في التصريحات وشهوة الظهور في الفضائيات، وكلام هؤلاء الوزراء مكرر ومعاد وممل، مما يجعل المشاهدين عندما يرون احدهم يتحدث في قناة فضائية يسرعون ويغلقون التليفزيون ويحولونه الي محطة اخري لانهم يعرفون مقدما ماذا سيقول هذا الوزير.. وأن حديثه ليس فيه جديد، وهو نفسه الذي سمعوه في فضائيات أخري علي مدار أسبوع أو اسبوعين، وأن مشاهدته مرة أخري سوف تصيبهم بالزهق، وقد يتحول هذا الزهق الي كراهية لشخصية الوزير، أو عدم الثقة فيما يقول ويفعل، وقد يكون هذا الوزير من أكفأ الوزراء، ولكن اصراره علي فرض تصريحاته المتكررة والمعادة علي المشاهدين وسعيه للظهور في الفضائيات تجبرهم علي كراهيته، وعدم الرغبة في رؤيته!. ونحن لا نعترض علي التصريحات بصفة عامة، ولكننا نعترض فقط علي الاسراف فيها دون داع، فالتصريحات مطلوبة في المرحلة الحالية التي تمر بها بلادنا، فالشعب في حاجة شديدة الي توضيح الامور كلما جد جديد، واحاطته بما يجري علي الساحة من احداث مهمة، أو قرارات تمس الوضع الامني أو الموقف الاقتصادي أو التطورات السياسية أو تتعلق بحياته ومعيشته وكلها امور تهم افراد الشعب ويجب اطلاعه عليها أولا بأول فإن التواصل بين القادة والشعب في هذه المرحلة له اهميته وضرورته ونحن لا نريد ان يتكرر ما كان يحدث في عهد النظام الفاسد، وما كان يصدر عن الوزراء والقادة من تصريحات وردية ووعود كاذبة. كان الغرض منها تخدير الشعب وتهدئته واعطائه جرعات من الوهم والخيال حتي يعيش علي الامل، ولا يفكر في واقعه المؤلم الذي يعيش فيه أو مستقبله المظلم الذي ينتظره!. كلما استمعت الي وزير الداخلية وهو يتحدث في احدي الفضائيات عن الامن والامان ويحاول ان يبث الطمأنينة في نفوس الناس، أزداد قلقا وخوفا، واشعر أن الوزير نفسه غير مقتنع بما يصرح به، وأن سياسة التعتيم ما زالت مستمرة فالحالة الامنية لا تحتمل هذا الغموض، وجميع افراد الشعب يريدون ان يعرفوا بالتفصيل الممل وبصراحة شديدة ماذا يؤخر عودة الامن الي ربوع البلاد ولماذا هذا البطء المستفز المجرد من اي حماس في التعامل مع هذه القضية الخطيرة التي يتوقف عليها مستقبل الوطن حتي أن الكثير من الناس بدأوا يشكون أن في وزارة الداخلية عملاء للنظام الفاسد يعطلون تنفيذ أي اجراءات تتخذ لمواجهة الانفلات الامني وأن مظاهر هذا الانفلات تبدو واضحة فيما يقع من حوادث تكدر الامن وتنشر الفوضي وتثير القلق بين المواطنين. انتابني شعور بخيبة الامل والاحباط عندما سمعت إجابة وزير الداخلية علي سؤال لمذيعة في إحدي الفضائيات عن آخر اخبار التحقيقات في احداث امبابة قال الوزير بكل ثقة أنا الحقيقة مش عارف.. لأني مش متابع!. ولا أخفي شعوري بالقلق عندما أري العالم والاقتصادي الكبير الدكتور سمير رضوان وزير المالية يتحدث كثيرا في الفضائيات في أيام متتالية وأنا أعتقد ان الدكتور سمير ليس من هواة الدعاية ولكن ما أعرفه عنه من أدب جم يجعله يشعر بالحرج ويضطر لقبول أي دعوة توجه اليه للحديث في الفضائيات. حتي لا يجرح مشاعر صاحب او صاحبة الدعوة. ورغم ان المعلومات التي يصرح بها مفيدة وتحتوي علي موضوعات اقتصادية مهمة فإنها لا تزيد عما نقرأه في الصحف اليومية ولو اقتصرت تصريحات الوزير وظهوره في الفضائيات علي الاحداث الاقتصادية الجديدة التي تحتاج الي شرح وتوضيح في اعقاب وقوعها أو إعلانها لكان هذا افضل وفي نفس الوقت يتوافر لديه الوقت الكافي الذي يضيع في الفضائيات للاهتمام بشئون الاقتصاد ومشاكله في هذه المرحلة وما اكثرها!. وهناك وزراء يدلون بتصريحات لا يمكن وصفها الا بالتصريحات الطائشة، ومن الامثلة علي ذلك التصريح الذي ادلي به العالم الكبير د.جودة عبدالخالق وزير التضامن الاجتماعي، عقب تعيينه وزيرا في الوزارة السابقة. قال انه سيعمل علي إعادة نظام الضريبة التصاعدية وهو بكل تأكيد يعلم ان هذا النظام عدو المستثمرين ويؤدي الي هروب الاستثمارات العربية والاجنبية وكانت البلاد ومازالت تعاني من الازمات الاقتصادية الحادة ومنذ ايام ادلي بتصريح طائش اخر حول توجه الحكومة لفرض ضرائب علي الارباح الرأسمالية المتداولة في البورصة فترتب علي ذلك خسارة مؤشر البورصة الرئيسي.. وتحول اصحاب الاسهم من العرب والاجانب الي البيع وأكد خبراء البورصة ان تصريحات الوزير هي التي تسببت فيما حدث، واثارت الخوف بين صفوف المتعاملين. وقد سارعت وزارة المالية الي نفي ما جاء في تصريحات الوزير.. ولكن بعد خراب مالطة! يا سيادة الوزير.. حاول أو تكون تصريحاتك لا تتعارض مع الصالح العام. الفوضي في ميدان التحرير!! الثلاثاء: مظاهر الفوضي التي تشوه شوارعنا، وتسيء الي سمعتنا أمام السائحين والضيوف الاجانب لابد ان نضع لها نهاية واقصد بذلك الباعة الجائلين الذين يتكدسون في ميدان التحرير وفوق كوبري قصر النيل وكوبري اكتوبر حتي تحولت هذه الاماكن الي اسواق شعبية تضم عربات البسبوسة والمشبك والفول السوداني والترمس، والكشري والبطاطا وغيرها. والي جانب ذلك المقاهي المتنقلة التي تقدم الشيشة والشاي والقهوة والمشروبات بكل انواعها، وتقف امامها السيارات بالعشرات، والادهي من كل هذا أنهم يضعون علي ارصفة الكباري الكراسي والترابيزات ويستخدمون بوابير الغاز، ويشعلون الفحم بكل حرية وديمقراطية وفوضي في نفس الوقت!.. وهم يفعلون كل ذلك وكأن هذه الممارسات مسموح بها، ما دامت نصوص القانون التي تمنعها أو تجرمها معطلة تماما، وما داموا يرون ان الحكومة تترك المظاهرات والاحتجاجات وهي ممنوعة قانونا ايضا دون حساب أو عقاب فلماذا لا تتركهم هم ايضا يشوهون منظر العاصمة بدون حساب أو عقاب.. فهم اقل ضررا علي مصالح الوطن، من المظاهرات والاحتجاجات التي تضرب السياحة والاقتصاد والاستثمارات هذا هو تفكيرهم ومنطقهم الذي لا يعلنون عنه بصراحة وهو في رأيي منطق معقول!. إن ميدان التحرير اصبح بعد الثورة مزارا سياحيا، يقصده كبار الزوار الرسميين لمصر من الشخصيات البارزة، فقد زارته وزيرة خارجية امريكا ورئيس وزراء بريطانيا، ووزير خارجية فرنسا وغيرهم. والتقطوا الصور التذكارية مع شباب الثورة. كما سجلت وكالات الانباء العالمية هذه الزيارات بالصوت والصورة، ومن المؤكد ان الصور التي التقطت في ميدان التحرير والاماكن المحيطة به وتم بثها للفضائيات ولجميع صحف العالم قد ظهرت فيها كل المناظر المؤذية من عربات الكشري والبطاطا وغيرها وكذلك اطفال الشوارع المتسولون الذين ينامون علي الارصفة حفاة الاقدام بملابسهم الممزقة. أناشد محافظ القاهرة د. عبدالقوي خليفة ان يهتم بهذا الموضوع، خاصة بعد ان قرأت عن جولاته التي يتفقد فيها شئون المحافظة، واهتمامه بإعادة الانضباط الي وسط العاصمة وحرصه علي رؤية المشاكل علي الطبيعة، وايجاد الحلول السريعة لها، أقول له ان تطهير ميدان التحرير من المناظر المؤذية وكذلك الكباري هو عمل وطني يضفي لمسة حضارية علي العاصمة وأن كل جنيه ينفق علي إعادة الانضباط والجمال الي الميدان وما يحيط به هو مكسب للسياحية، ودعاية مجانية لمصر الثورة واظهار بلدنا بالمظهر الذي يليق بحضارتنا وتاريخنا العريق أمام العالم. إن هؤلاء الباعة لم يعرفوا الطريق الي ميدان التحرير وكوبري قصر النيل إلا منذ بداية المظاهرات المليونية تلبية لاحتياجات المتظاهرين من الشباب وغيرهم من مأكولات ومشروبات، ويعتبر هذا سبب معقول لوجودهم ولكن لا يوجد ما يبرر بقاؤهم في هذه الاماكن بعد انتهاء تلك المظاهرات وتحويل الميدان والكباري الي سوق عشوائية دائمة للبيع طوال النهار والليل وتشوية قلب العاصمة بهذه المناظر المؤذية التي تسيء الي سمعة الوطن وهم لا يقدرون ما يفعلونه في حق الوطن!!.