المقاومة الفلسطينية تطلق رشقة صاروخية تجاه "كيبوتس نيريم" القريبة من قطاع غزة    مواعيد مباريات اليوم الإثنين في أمم أوروبا 2024 والقنوات الناقلة    الحالة الثانية خلال ساعات، وفاة حاجة مصرية أثناء رمى الجمرات، وجيرانها: كانت بتتمناها    أتجوز عليها.. ربة منزل تضرم النيران بشقة زوجها في الوراق    لجنة الحكام تُعلن عن طاقم تحكيم مباراة الزمالك والمصري البورسعيدي    حقيقة عودة كهربا إلى الدوري السعودي    "لبس العيد شياكة وأناقة".. بيراميدز يعلق على إطلالة لاعبيه    يورو 2024 - دي بروين: بلجيكا جاهزة لتحقيق شيء جيد.. وهذه حالتي بعد الإصابة    في لقاء أخوي، السيسي يلتقي ولي العهد السعودي في مشعر منى    مدرج اليورو.. إطلالة قوية لجماهير الدنمارك.. حضور هولندي كبير.. ومساندة إنجليزية غير مسبوقة    انخفاض درجات الحرارة.. الأرصاد تكشف حال. الطقس خلال أيام العيد    جثة مذبوحة وسط الطريق تثير ذعر أهالي البدرشين    وفاة مواطن من الفيوم أثناء تأدية مناسك الحج بالأراضي المقدسة    أثناء رمى الجمرات، وفاة رئيس محكمة استئناف القاهرة خلال أداء مناسك الحج    خايفة عليها، عبير صبرى تكشف سر منع شقيقتها من التمثيل، وأختها تكشف مفاجأة عنها (فيديو)    الصحة تُوجه نصائح مهمة للعائدين من الحج.. ماذا قالت؟    مشاهد توثق اللحظات الأولى لزلزال بقوة 6.3 ضرب بيرو    فوائد إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية فوق أسطح المباني.. تقلل انبعاثات الكربون    في ثاني أيام العيد.. سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم الإثنين 17 يونيو 2024    الكنيسة الكاثوليكية تختتم اليوم الأول من المؤتمر التكويني الإيبارشي الخامس.. صور    صفارات الإنذار تدوى فى كيبوتس نيريم بغلاف قطاع غزة    محافظ جنوب سيناء يشهد احتفال أول أيام عيد الأضحى بالممشى السياحى بشرم الشيخ    حظك اليوم برج الجوزاء الاثنين 17-6-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    هل تتمتع الحيوانات بالوعي؟ كيف تغير الأبحاث الجديدة المفاهيم    عيد الأضحى: لماذا يُضحى بالحيوانات في الدين؟    «إيمي» تطلب الطلاق بعد 10 أيام لسبب غريب.. ماذا كتبت في دعوى الخلع؟    سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن فى ثانى أيام العيد الإثنين 17 يونيو 2024    أجهزة مراقبة نسبة السكر في الدم الجديدة.. ماذا نعرف عنها؟    كيف يمكن التعامل مع موجات الحر المتكررة؟    القافلة الطبية «راعي مصر» تصل القنطرة شرق بالإسماعيلية    لم يتحمل فراق زوجته.. مدير الأبنية التعليمية بالشيخ زايد ينهي حياته (تفاصيل)    بيلينجهام رجل مباراة إنجلترا وصربيا في يورو 2024    العيد تحول لمأتم، مصرع أب ونجله صعقا بالكهرباء ببنى سويف    فقدان شخصين جراء انقلاب قارب في ماليزيا    موعد مباراة إنجلترا والدنمارك في يورو 2024.. والقنوات الناقلة    من التجهيز إلى التفجير.. مشاهد لكمين أعدّته المقاومة بمدينة غزة    وزير الداخلية السعودي يقف على سير العمل بمستشفى قوى الأمن بمكة ويزور عدداً من المرضى    عاجل.. موعد اجتماع لجنة تسعير المواد البترولية لتحديد أسعار البنزين والسولار    الأنبا ماركوس يدشن كنيسة ويطيب رفات الشهيد أبسخيرون بدمياط    ممثل مصري يشارك في مسلسل إسرائيلي.. ونقابة الممثلين تعلق    وفاة خامس حالة من حجاج الفيوم أثناء طواف الإفاضة    هل يجوز بيع لحوم الأضحية.. الإفتاء توضح    المحامين تزف بشرى سارة لأعضائها بمناسبة عيد الأضحى    إيلون ماسك يبدي إعجابه بسيارة شرطة دبي الكهربائية الجديدة    خفر السواحل التركي يضبط 139 مهاجرا غير نظامي غربي البلاد    وفاة الحاج الثالث من بورسعيد خلال فريضة الحج    زيلينسكي يدعو لعقد قمة ثانية حول السلام في أوكرانيا    متى آخر يوم للذبح في عيد الأضحى؟    بعد كسر ماسورة، الدفع ب9 سيارات كسح لشفط المياه بمنطقة فريال بأسيوط    أجواء رائعة على الممشى السياحى بكورنيش بنى سويف فى أول أيام العيد.. فيديو    ماذا يحدث في أيام التشريق ثاني أيام العيد وما هو التكبير المقيّد؟    تنسيق الجامعات 2024.. شروط القبول ببرنامج جورجيا بتجارة القاهرة    محد لطفي: "ولاد رزق 3" سينما جديدة.. وبتطمئن بالعمل مع طارق العريان| خاص    فلسطينيون يحتفلون بعيد الأضحى في شمال سيناء    حصاد أنشطة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في أسبوع    منافذ التموين تواصل صرف سلع المقررات في أول أيام عيد الأضحى    محافظ السويس يؤدي صلاة عيد الأضحى بمسجد بدر    بالسيلفي.. المواطنون يحتفلون بعيد الأضحى عقب الانتهاء من الصلاة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور معتز بالله عبد الفتاح مستشار رئيس الوزراء:
مبارك ليس فوق القانون.. وسيدفع ثمن أخطائه
نشر في الأخبار يوم 26 - 05 - 2011

الحگومة منشغلة بالمطالب الفئوية وإنقاذ الاقتصاد من الانهيار
لن تفلح محاولات الوقيعة بين الجيش والشعب
بقدر ثقة الناس في حكومة الدكتور عصام شرف وبقدر الآمال العريضة التي كانوا يعلقونها عليها .. بقدر الاحباط الذي أصابهم منها لأسباب كثيرة ولعل أهمها حالة الانفلات الأمني التي ما زلنا جميعا نعاني منها وانتشار البلطجية في كل مكان.. وكذلك الفوضي التي أصبحت عنوان المرحلة الحالية.. فكل من يريد أن يفعل شيئا في مصر يفعله علي الفور ضاربا عرض الحائط بأتخن قانون .. ولماذا يلتزم بالقانون وليس هناك أدني محاسبة.. فالحكومة " ناعمة وكلها حنية " .. ناهيك عن انفلات المرور والأسعار والأزمات في مختلف السلع الضرورية والحيوية والتي باتت تنذر بأسوأ النتائج علي كافة الأصعدة .. باختصار هناك تخوف كبير يجتاح الغالبية العظمي منا .. الي أين تذهب مصر وماذا يراد لها ومن الذي يتربص بها .. وهل المؤتمرات والاجتماعات التي تعقدها الحكومة بين الحين والآخر هي التي ستحل المشكلة .. فما الذي يعنيه الحوار الوطني أو الوفاق الوطني اذا كانت المشاكل قائمة وكل القرارات والتوصيات المنبثقة عنهما استرشادية وليست ملزمة للحكومة بأي شكل .. التساؤلات كثيرة والبحث عن اجابة شافية لها كان عند " محامي الحكومة " الدكتور معتز بالله عبد الفتاح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والذي اختاره الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء ..مستشارا سياسيا له ..
دكتور معتز : الحكومة متهمة بالضعف والتخاذل وعدم القدرة علي اظهار العين الحمراء حتي الآن مما شجع علي انتشار حالة الفوضي التي تعيشها البلاد منذ أشهر..
- من الظلم اتهام الحكومة بالضعف ، ولكن الحكومة تعمل الآن في المقام الأول علي استيعاب مطالب الناس كمقدمة لازمة للاصلاح المؤسسي الذي ينتقل بمصر الي الدولة المعاصرة والحديثة ، بما يتضمنه ذلك من ديمقراطية وشفافية ومساءلة وتداول سلمي للسلطة واعلاء حكم القانون .. وفي نفس الوقت فالحكومة تخطط وتتخذ الاجراءات نحو الانتقال من الاحتواء والامتصاص الي التطوير والتحديث وهذا يتطلب وقتا.
ألا تتفق معي في أن سياسة الاحتواء و الامتصاص التي تتبعها الحكومة قد طالت زيادة عن اللزوم وشجعت بشكل غير مباشر علي التمادي في الوقفات الاحتجاجية والمطالب الفئوية
- هناك مطالب فئوية انسانية لا يمكن تجاهلها لأن تجاهلها في حد ذاته خروج علي روح الثورة وهناك ناس تعيش تحت خط الفقر وتأجيل الاستجابة لمطالبهم عمل لا أخلاقي .. ان الحكومة تتفهم التظاهر السلمي وتحميه لأنه من الحقوق المقررة دستوريا وكل الشباب الواعي يفهم هذا جيدا ويفهمون أيضا أهمية ألا يتحول التظاهر السلمي الي اعتصام .
لكن هناك من يريد أحيانا أن يتحول التظاهر السلمي الي اعتصام ..
- الذين يريدون ذلك انما هم في الحقيقة يعطلون مصالح المواطنين و يثيرون الرأي العام ضد الحكومة و ضد الثائرين ، لذلك فأنا أنصح كل شبابنا أن يتظاهروا سلميا ان أرادوا و لكن ألا يثيروا الرأي العام ضدهم بالاعتصام.
البعض يفسر التظاهر أيا كان بأنه ضد الدولة .. فما رأيك ..
- غير صحيح ، فالتظاهر ليس ضد الدولة علي الاطلاق ، وانما المقصود به توضيح المطالب كنوع من الديمقراطية المباشرة ، وذلك لأن الديمقراطية التمثيلية وأعني بها مجلسي الشعب والشوري غير موجودة الآن وعموما فالنزول في مظاهرة أو عدم النزول هي مسألة تقييمية لصاحبها ويرتب بها أولوياته ولكن علي ألا يتحول التظاهر الي اعتصام..
فينا سماعون لهم
حذر الجيش أكثر من مرة من الانصياع لمحاولات الوقيعة بينه و بين الشعب .. فهل هناك بالفعل في رأيك من يحاول الوقيعة بين الجيش و الشعب و ما الذي يريدونه من خلال هذه الوقيعة ..
- أما الوقيعة ، فهناك بالفعل من يحاول بشتي السبل أن تحدث بين الجيش و الشعب ، وأما تكرار التحذير الذي توجهه القوات المسلحة للناس بين الحين والآخر ، فهو لأن فينا سماعون لهؤلاء الذين لا يدخرون جهدا في احداث هذه الوقيعة ، أما لماذا " يوقعون " بين الجيش والشعب ، فان هذا يختلف باختلاف النية .. فهناك فلول النظام السابق الذين لا يريدون أي استقرار للأمور والأوضاع في هذا البلد وهناك أيضا من يرون أن الثورة قد اختطفت وكان ينبغي أن تكون الثورة ضد كل مؤسسات الدولة بما فيها المؤسسة العسكرية وهؤلاء يحملون نوايا خبيثة وغير طيبة بالمرة لأن قطار العمل الوطني يتحرك بالفعل نحو دولة ديمقراطية مدنية فيها مؤسسات منتخبة وفقا للاشراف القضائي المقرر دستوريا وهذا ما سيتم في نهاية العام.
اذا اعتبرنا أن قطار العمل الوطني يتحرك بالفعل فحركته لا تزال بطيئة..
- الحركة بطيئة لأن عملية التسليم و التسلم المعتادة بين الحكومات لم تحدث .. فنحن الآن بصدد مجموعة وزراء ومسئولين يتولون مناصبهم ويقومون بعملية استكشاف ذاتي لوزاراتهم ومؤسساتهم دون أن يجدوا من يعينهم من الوزراء والمسئولين السابقين علي التعرف علي المشكلات التي تواجهها كل وزارة ، بل أن هناك من يخفي المعلومات عن الوزير الجديد حتي لا ينكشف ما كان موجودا من فساد سابق .. هذا هو اول الأسباب .. أما السبب الآخر فهو أن بداخل كل وزارة أو هيئة توجد ثورة تطلعات من ابنائها بسبب المظالم التي كانت واقعة عليهم في فترات سابقة فكان كثير من الوزارات و الهيئات في حالة ألم داخلي عليها أن تحله أولا قبل أن تستطيع أن تقوم بمهامها تجاه المجتمع .. وهذا معتاد في كل الثورات لأن الثورة هي عملية هدم وبناء .. حتي في الدول الديمقراطية الراسخة هناك فكرة شهر العسل أو " الهاني مون " مع كل حكومة أو حزب جديد يتولي الحكم لأنها فترة استكشاف..
ولكننا في مصر لم نر أي أثر لشهر العسل المزعوم ، ولم نر الا بصل في بصل.
- هناك توقعات كل يوم بوقفات احتجاجية ومطالب شتي ، الأمر الذي يخلق مناخا مربكا ، وانما في كل الأحوال علي الحكومة أن تقوم بدورها ، واذا وجدت أنها غير قادرة علي الوفاء بالتزاماتها ، فكما قال الدكتور عصام شرف سيغادر كرسي الوزارة وسيعود الي ميدان التحرير ..
إنجازات الحكومة
هل نعتبر أن الحكومة لا تزال في مرحلة الاكتشاف و الامتصاص لمطالب الناس ..
- اجمالا هناك انتقال فعلي من هذه المرحلة الي اجراءات ملموسة .. وعلي سبيل المثال فان الحالة الأمنية الآن أفضل مما كانت عليه منذ شهر وفيما يتعلق بالاقتصاد فان موازنة الدولة الجديدة فيها مخصصات للأجور وقطاعي التعليم والصحة علي نحو غير مسبوق .. وهناك اتفاقات وقعت مع السودان من أجل الاكتفاء الذاتي من القمح واللحوم الحيوانية .. وهناك مفاوضات شراكة مع الاتحاد الأوربي وهناك دراسة لتفعيل دور النقابات المهنية والعمالية كجزء من آلية التفاوض الجماعي مع المواطنين .. وهناك أيضا توجه نحو الاستفادة من الاستثمارات العربية والأجنبية في مشروعات كثيفة العمالة لاستيعاب البطالة المرتفعة سواء لأسباب داخلية أو بسبب عودة العمالة المصرية من ليبيا وغير ذلك كثير .. وان كان طبعا طموح الناس وآمالهم أكبر من ذلك كثيرا وأكثر حركة وديناميكية من أي أداء حكومي مهما كان سريعا وكفؤا وتحت رئاسة أي رئيس وزراء حتي لو لم يكن الدكتور شرف ..
الأيدي المرتعشة
هناك اتهام موجه لبعض الوزراء من أعضاء الحكومة الحالية و هو أنهم أصحاب أيدي مرتعشة .. ويخافون من اتخاذ أي قرار أو التوقيع علي أي ورقة..
- هذه اتهامات مبالغ فيها ولا أعتقد أن هناك وزيرا بالفعل في الحكومة بهذه المواصفات .. ولكن عموما فان الأيدي المرتعشة لابد من محاسبتها وأصحابها عليهم أن يستقيلوا ويتركوا أماكنهم لغيرهم طالما أنهم غير قادرين علي اتخاذ القرار فغير القادر عليه ان يترك مكانه للقادر ..
في مؤتمر الحوار الوطني الذي عقد مؤخرا ، احتج عدد كبير من الشباب الحاضرين عندما رأوا وجوها من الحزب الوطني المنحل ، وطلبوا منهم الانسحاب واشتبكوا معهم علي أساس أنهم " الأعداء" .. فهل هم أعداء بالفعل .. أم أننا نستطيع أن نمنحهم فرصة أخري ..
- الشباب كان ثائرا وغاضبا بالمعني الايجابي للكلمة .. هو يريد أن يري مصر الحديثة تبني بأيد وعقول أشخاص غير محسوبين علي النظام السابق ، وحين رأوا أمامهم مجموعة من الوجوه التي تنتمي لهذا النظام ، ثاروا وخرجوا بانطباع بأن الثورة تحولت في أذهان البعض الي امر شكلي ، طبعا أنا لا أوافق علي أن تدار حواراتنا بمنطق الاقصاء ولكنها عملية تعلم فالمصريون لم يعتادوا لعقود طويلة علي هذه النوعية من الحوارات .. هي أشبه بمن يتعلم المشي حديثا، فيقع ويقوم الي أن يتقن مهارات الحوار و المحاججة.
هل نحن أمام ثورة إصلاحية أم ثورة راديكالية ..
- شبابنا يريدونها ثورة راديكالية أي ثورة جذرية ، فيحدث في مصر مثلما حدث في العراق من حل الحزب الحاكم ومنع أعضائه من العمل السياسي ، لكن ليس هذا هو الخط الذي يتبناه آخرون والذين يتعاملون مع الثورة علي أنها ثورة تصحيحية أو اصلاحية تفرز من النظام السابق وتستبعد العناصر الأكثر تورطا في الفساد والاستبداد وتستفيد من آخرين والفجوة بين الرؤيتين هي جزء لا يتجزأ من حالة عدم وضوح الرؤية الموجودة الآن عند الكثيرين ..
التيار الرئيسي
بالمناسبة ما هو التيار الرئيسي و ما معني هذه التسمية ..
- التيار الرئيسي هو روح مصر الحقيقية ، الروح التي جعلتنا يوما نقول يحيا الهلال مع الصليبب. الروح التي جعلت قطاعا واسعا من المسيحيين المصريين يدينون من تظاهر مطالبا بتدخل الولايات المتحدة لحماية الأقباط. . الروح التي جعلت جيش مصر لا يطلق الرصاص علي الثوار مثل دول كثيرة حولنا وجعلت عقلاء السلفيين، وبالمناسبة هم الأغلبية، يحمون الكنائس أثناء الثورة وبعدها. الروح التي تجعل المصري يعلي الولاء لأخوة الوطن مثلما يعلي الولاء لأخوة الدين.. ولهذا نحن بحاجة لتيار رئيسي مصري.
- ويكمل الدكتور معتز عبد الفتاح : من شروط استمرار الاستبداد أن يتشيع الناس؛ .فيفكر كل منا في نفسه وأسرته الصغيرة ولا يكترث بأحوال الوطن، ولا يعبأ ببقية المجتمع.
وهذه مقدمة للفشل الاقتصادي والاجتماعي، وربما تتطور الأمور إلي انهيار سياسي ومجتمعي يأخذ في قمته شكل الحرب الأهلية. لو كان في الصومال تيار رئيسي قوي، لعاش المجتمع قويا واستمر صحيحا حتي بعد رحيل سياد بري. ولكن مصر قوية بعد رحيل مبارك، ولا شك أن جهود تدمير الشخصية المصرية نالت من الكثير منا. لذلك نحن بحاجة لأن تلتحق القوي السياسية المختلفة وأحاد الناس بالتيار الرئيسي المصري.
كيف نلتحق بالتيار الرئيسي المصري؟
- ولا تُقبل علي التطرف ولا تقبل به. لا تعش مُستبِدا ولا تقبل أن تعيش مُستبَدا بك. من سمعت منه قولا اقصائيا بشأن أي مجموعة من البشر، فذكر المحيطين بأن اختلافاتنا السياسية أو الدينية لا ينبغي أن تتحول إلي حرب أهلية سياسية أو دينية.
لا تسمح لشخص بأن يطلق أحكاما عامة علي فئة من البشر بسبب خطأ ارتكبه أحدهم. هل لو أخطأ شخص ينتمي لنادي كرة قدم معين، فيمكن أن نصف كل مشجعي هذا النادي بنفس الصفة.
قل رأيك في أي قضية، ولكن لا تتعامل مع رأيك وكأنه عنوان الحقيقة ومحورها. اترك للآخرين الحق في أن تكون لهم رؤيتهم الخاصة. وكن مستعدا أن تغير وجهة نظرك إن استبان لك موضع الخطأ. ولا تكن موقنا بشيء من شئون الدنيا بأكثر من تسعة وتسعين بالمائة من اليقين لأننا بشر تعرض لنا العلل ويفرط منا الزلل.
ثقافة الفساد
هل تري أن هناك خطرا علي الثورة ..
- الخطر علي الثورة يأتي من ثقافة قبلت الفساد والاستبداد في مرحلة سابقة ، نتيجة مناخ ساد ثلاثين عاما وتعتبر جزءا من ميراث طويل تربي عليه جيلان علي الأقل .. وهذه قيمة أن تتجدد روح الثورة مرة أخري وأن تتحول من ثورة سياسية الي ثورة في الأخلاق والفكر والسلوك .. كذلك لابد من أن نثق في أنفسنا وقيادتنا وحكومتنا وجيشنا الذي حمي الثورة والثوار .. وحتي القوي التي بدت في مرحلة ما وكأنها تريد أن تفرض ارادتها علي المجتمع هي تسعي الآن لأن تلتحق بالتيار الرئيسي للمجتمع برسائل تطمينية واضحة ..
مثلا ..
- مثلا السلفيون أصبحوا يتحدثون عن الديمقراطية بكثير من الايجابية ، والأخوان قرروا ألا يرفعوا شعار الاسلام هو الحل في الانتخابات القادمة ، والعلمانيون تفهموا أن مباديء الشريعة الاسلامية في الدستور هي مادة هوية وليست مادة لاهوت أو حكم ديني أو حكم رجال الدين ..
ولكن هناك من الأخوان من قاطعوا جلسات الحوار الوطني الذي عقد مؤخرا.
- تقديري الشخصي أن هذه الحوارات مهمة رغم خروج بعضها عن آداب الحوار ، لكنها في مجملها مهمة لأنها قدمت الي واضعي الدستور مجموعة من المقترحات والتوجهات التي يمكن أن يبنوا عليها الدستور في صيغته النهائية
الغالبية العظمي من الذين شاركوا في الحوار الوطني طالبوا بتأجيل الانتخابات البرلمانية لما بعد الانتخابات الرئاسية وذلك لضيق الوقت المتاح أمام الأحزاب لخوض الانتخابات .. فما رأيك.
- ملف الانتخابات مع المجلس العسكري لأنه يقوم بمقام رئيس الجمهورية ومهام التشريع عنده .. انما في نفس الوقت لو قررت لجنة وضع الدستور التي سيختارها المنتخبون في مجلسي الشعب والشوري ، أن تتبني مصر نظاما برلمانيا مثل تركيا أو الهند فلن يكون انتخاب رئيس الجمهورية بشكل مباشر من الشعب ولكن من قبل البرلمان لأنه سيكون رئيسا رمزيا وبصلاحيات رمزية ..
ولكن هذا يمكن أن يطيل علينا الفترة الانتقالية ..
- في مصر يجب أن تكون الفترة الانتقالية في أقصر مدي زمني ممكن ، لأن الفترة الانتقالية تغيب فيها المؤسسات التمثيلية أي البرلمان ويزيد فيها الاحتياج للمؤسسات الأمنية والتي نعلم جميعا في مصر أنها كانت غائبة ولكن بعثت من جديد ..
برغم أن عملية البعث لم تكن كاملة ، فلا زلنا نعاني فراغا أمنيا ..
- ونستطيع أن نقول أن الأمن قد عاد بنسبة تتجاوز الستين في المائة .. وبقية النسبة جزء منها اجرائي وجزء منها شعور الناس بالأمن .. فنحن قبل الثورة لم نكن نري ضباط شرطة في الشارع بعد الثانية عشرة مساء ، ومع ذلك كان شعور الناس بالأمن عاليا .. كذلك فان معدل الجريمة قبل وبعد الثورة يكاد يكون متقاربا .. انما احساس المواطن بانعدام الأمن جعله يربط بين كل خروج عن الأمن و كأنه جزء من نمط عام.
مبارك ليس فوق القانون
هل كنت ممن يؤيدون محاكمة الرئيس السابق أو ممن يرون العفو عنه مقابل رد الأموال التي استولي عليها هو وأسرته ..
- مبارك ليس فوق القانون و بالتالي لابد من محاكمته اعلاء لحكم القانون واحتراما لارادة الأغلبية الكاسحة من المصريين الذين يريدون محاسبة كل المسئولين عن الفترة الماضية .. وقد كنت أعلم أن مبارك سيحول للجنايات ان عاجلا أو آجلا ولكن المسألة كانت ترتبط باستكمال الأدلة والقرائن التي ستقدمها النيابة العاما للمحكمة الجنائية ، ولا أعتقد أن هذه المدة كانت محاولة للعفو عنه أو التصالح معه ..
هناك من يعتبر أن مبارك قد رحل ولكن نظامه باق للآن.
- ليس النظام هو الذي لا يزال باقيا و لكن - كما أوضحت من قبل - فان الثقافة التي كانت تحكم مصر لم تزل تقاوم .. سنحتاج بعضا من الوقت للتغلب علي هذه الثقافة .. لأن ما تراكم في ثلاثين عاما لا يمكن محوه في بضعة أشهر
في النهاية هل أنت متفائل ..
- أنا متفائل اجمالا .. وأعتقد أن المركب تسير في الطريق الصحيح ببطء نسبي ولكن بثبات أكيد ..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.