كل التوقعات تؤكد فوز ميركل (63 عاما) بفترة ولاية رابعة في الانتخابات العامة التي تجري اليوم الأحد. فالحملة الانتخابية التي قادتها ميركل اكدت انها مازالت استاذة في اللعبة السياسية المحلية وخبيرة في السياسات ومع ذلك فإن جزءا كبيرا من نجاح ميركل علي مدي ال12 عاما الماضية التي تولت فيها منصب المستشارة هو قدرتها علي ان تشعر الناس انها ام للشعب الالماني وانك لايجب ان تكون خائفا طالما هي تتولي الامر. فقد كان الكل ينتظر من المستشارة المحافظة التي تتصدر استطلاعات الرأي بفارق كبير منذ أسابيع أن ترتكب خطأ سياسيا كبيرا قبل موعد الانتخابات حتي لا تفوز بولاية رابعة غير أن ارتكاب الأخطاء ليس من عاداتها. وصفتها مجلة فوربس الأمريكية بأقوي امرأة في العالم نظرا لبقائها في الحكم مدة طويلة ولنجاحها الاقتصادي الباهر وصمود ألمانيا أمام الأزمة الاقتصادية العالمية التي أصابت أغلب دول أوروبا بالركود، وكادت أن تؤدي بدول أخري إلي الإفلاس وأطلقت عليها الصحف والمجلات العديد من الألقاب منها السيدة الحديدية، لمواقفها الصارمة ومنهجها العلمي الجاف مقارنة بالعمل السياسي التقليدي. ورغم وجود بعض الخلافات الداخلية حول سياساتها الاخيرة فهم يثقون انها الوحيدة القادرة علي التعامل بحزم مع السياسات المفاجئة للرئيس الامريكي ترامب والمشاكل الداخلية للاتحاد الأوروبي والمحادثات حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، واي سياسات تشكل تحديا غير مسبوق لاهداف السياسة الخارجية والاقتصادية التقليدية الألمانية مثل السياسات الروسية. فرغم الزلزال السياسي الذي احدثه قرارها بدخول مليون لاجئ المانيا في صيف 2015 داخل حزبها إلا أنها لم تتخلي عن سياستها. ولهذا ستكون انتخابات اليوم ايضا اختبارا لموقف الرأي العام من مسألة المهاجرين ومسائل داخلية اخري تقلق الناخب الالماني. البعض يري سعي ميركل إلي ولاية الحكم الرابعة نتيجة التقلبات السياسية التي وقعت خارج ألمانيا. ومن هذه التقلبات فوز ترامب وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والأزمة داخل الاتحاد والشعبوية اليمينية (التي تتصاعد في ألمانيا ايضا) وسياسات كل من بوتين واردوغان حيث تمثل المانيا بقيادة ميركل دائما قطبا هادئا في أوقات غير آمنة. وتنتقد ميركل سياسة امريكا لتركيزها علي الحمائية بدلا من التعاون. كما انتقدت أيضا قرار ترامب بالانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ. ميركل وبوتين في منافسة شديدة بسبب خلافات حادة في وجهات النظر حول أوروبا والازمة الاوكرانية، وزادت الخلافات بسبب حالة عدم اليقين حول سياسة ترامب حول روسيا، وهي قائدة قلقة لكنها مصرة علي الدفاع عن الاتحاد الأوروبي والليبرالية الغربية وتعرف ان بوتين يريد تمزيق أوروبا والنظام الليبرالي الغربي. في الوقت نفسه تشهد العلاقات بين ميركل والرئيس التركي أردوغان أزمة حادة حول عدد من المسائل جعل ميركل تتخذ قرارًا بفرض قيود علي بيع السلاح لتركيا.. وتعليق مفاوضات عضوية الاتحاد الأوروبي. صورة ميركل مختلفة في دول مثل اليونان وإسبانيا وإيطاليا إذ تصفها وسائل الإعلام هناك بالشدة والتجبر لأنها فرضت من خلال الاتحاد الأوروبي علي هذه الدول إجراءات تقشف صارمة مالية عانت منها طبقات اجتماعية واسعة. ولهذا تخوض ميركل انتخابات اليوم بحظوظ وافرة جدا لنيل ولاية رابعة رغم ان استطلاعات الرأي تتوقع تراجع حزبها مقارنة بانتخابات 2013.