وزير الأوقاف: مبادرة «صحح مفاهيمك» مشروع وطني شامل    أحمد الحمامصي: يوجد تنوع فكري في القائمة الوطنية    الغرف التجارية: انخفاضات ملحوظة في أسعار الدواجن وبيض المائدة    وزير الخارجية يستعرض مع ويتكوف جهود مصر لاستئناف المفاوضات حول البرنامج النووى الإيراني    سموتريتش يطالب بممر إنساني فوري للدروز المحاصرين في السويداء السورية    مصر ترفع رصيدها إلى 57 ميدالية متنوعة في دورة الألعاب الأفريقية للمدارس بالجزائر    رونالدو يقود النصر للفوز على تولوز الفرنسي وديا    تعرض شاب لإصابة بطلقات نارية في حادث غامض بمحافظة قنا    كمين الفجر.. "أنت مش عارف أنا مين؟!".. ضابط يواجه "ابن المستشار" ويكشف جريمة كبرى!.. "سكودا" غامضة تقود إلى شبكة مخدرات وكارنيهات قضاة مزيفة!    الكينج محمد منير: "أنا الذي" هدية لأهلى وناسي وكل شهر أطرح أغنية    شادي سرور: المسرح يفرز النجوم ويصنع الخريطة الفنية الحقيقية في مصر    زيد الأيوبى ل"ستوديو إكسترا": حماس أداة لقوى إقليمية وحكمها فى غزة انتهى    ترامب: سأسمح للاجئين الأوكرانيين بالبقاء في الولايات المتحدة حتى انتهاء الحرب    إدارة ترامب تطالب حكومات محلية بإعادة مساعدات مالية لمكافحة كورونا    ضبط 333 كيلو أسماك مملحة غير صالحة للاستهلاك ب كفر الشيخ (صور)    بتكلفة تتجاوز 90 مليون جنيه.. متابعة أعمال تطوير وصيانة المدارس ضمن برنامج «المدارس الآمنة»    رسميًا.. صرف معاشات شهر أغسطس 2025 بالزيادة الجديدة خلال ساعات    استعدادا للموسم الجديد.. الأهلي يواجه بتروجت والحدود وديًا الأحد المقبل    مثالي لكنه ينتقد نفسه.. صفات القوة والضعف لدى برج العذراء    طريقة عمل المهلبية بالشيكولاتة، حلوى باردة تسعد صغارك فى الصيف    نتنياهو: أسقطنا المساعدات على غزة وحماس تسرقها من المدنيين    مدبولي يشهد إطلاق وزارة الأوقاف مبادرة "صحح مفاهيمك"    بالصور.. أشرف زكي وأحمد فتحي في عزاء شقيق المخرج خالد جلال    ما المقصود ببيع المال بالمال؟.. أمين الفتوى يُجيب    ما حكم الخمر إذا تحولت إلى خل؟.. أمين الفتوى يوضح    الورداني: الشائعة اختراع شيطاني وتعد من أمهات الكبائر التي تهدد استقرار الأوطان    أمين الفتوى يوضح آيات التحصين من السحر: المهم التحصن لا معرفة من قام به    الشيخ خالد الجندي: الرسول الكريم ضرب أعظم الأمثلة في تبسيط الدين على الناس    وزير العمل: بدء اختبارات المرشحين للعمل في الأردن    بواقع 59 رحلة يوميًا.. سكك حديد مصر تُعلن تفاصيل تشغيل قطارات "القاهرة – الإسماعيلية – بورسعيد"    محمد إسماعيل: هدفي كان الانتقال إلى الزمالك من أجل جماهيره    تأجيل دعوى عفاف شعيب ضد المخرج محمد سامي بتهمة السب والقذف    البيت الفني للمسرح ينعى الفنان لطفي لبيب    تايلاند وكمبوديا تؤكدان مجددا التزامهما بوقف إطلاق النار بعد اجتماع بوساطة الصين    فيديو.. ساموزين يطرح أغنية باب وخبط ويعود للإخراج بعد 15 عاما من الغياب    مصر تواجه تونس في ختام الاستعدادات لبطولة العالم لكرة اليد تحت 19 عامًا    ناجلسمان: تير شتيجن سيظل الحارس الأول للمنتخب الألماني    رئيس جامعة المنيا يحفّز الأطقم الطبية قبيل زيارة لجان اعتماد مستشفيي الكبد والرمد الجامعيين    أهمية دور الشباب بالعمل التطوعي في ندوة بالعريش    ترامب: الهند ستدفع تعريفة جمركية بنسبة 25% اعتبارًا من أول أغسطس    أحمد درويش: الفوز بجائزة النيل هو تتويج لجهود 60 عاما من العمل والعطاء    سباحة - الجوادي يحقق ذهبية سباق 800 متر حرة ببطولة العالم    هبوط أرضي مفاجئ في المنوفية يكشف كسرًا بخط الصرف الصحي -صور    الليلة.. دنيا سمير غانم تحتفل بالعرض الخاص ل «روكي الغلابة»    لماذا ينصح الأطباء بشرب ماء بذور اليقطين صباحًا؟    جامعة بنها الأهلية تختتم المدرسة الصيفية لجامعة نانجينج للطب الصيني    ختام موسم توريد القمح في محافظة البحيرة بزيادة 29.5% عن العام الماضي    النيابة العامة: الإتجار بالبشر جريمة تتعارض مع المبادئ الإنسانية والقيم الدينية    "زراعة الشيوخ": تعديل قانون التعاونيات الزراعية يساعد المزارعين على مواجهة التحديات    لترشيد الكهرباء.. تحرير 145 مخالفة للمحلات التي لم تلتزم بقرار الغلق    محافظ أسوان يوجه بالانتهاء من تجهيز مبني الغسيل الكلوي الجديد بمستشفى كوم أمبو    أبو مسلم: جراديشار "مش نافع" ولن يعوض رحيل وسام ابو علي.. وديانج يمتلك عرضين    انكسار الموجة الحارة.. الأرصاد تكشف حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة    استراتيجية الفوضى المعلوماتية.. مخطط إخواني لضرب استقرار مصر واستهداف مؤسسات الدولة    البورصة المصرية تطلق مؤشر جديد للأسهم منخفضة التقلبات السعرية "EGX35-LV"    إعلام كندي: الحكومة تدرس الاعتراف بدولة فلسطين    مصرع عامل اختل توازنه وسقط من أعلى سطح المنزل في شبين القناطر    سعر الفول والسكر والسلع الأساسية بالأسواق اليوم الأربعاء 30 يوليو 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



»الشريفة« التي تتحدث عنها قطر ! : إيران الدولة الإرهابية الأولي في العالم.. وعلي الوزير القطري أن يخجل من وصفها بالشريفة

دهشة كبيرة.. وتناقض واضح.. هذا هو الانطباع الذي تركته لديّ كلمة وزير الدولة للشئون الخارجية القطري السيد سلطان بن سعد المريخي أمام اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة يوم الثاني عشر من سبتمبر الجاري. التناقض جاء بين القول والفعل... أما القول الذي أدهشني فجاء علي لسان الوزير القطري عندما وصف إيران »بالدولة الشريفة»‬... وأما الفعل الذي يثبت التناقض فكان عندما صوت رئيس الوفد القطري لصالح قرار إدانة إيران لتدخلاتها في شئون الدول العربية!!
والحقيقة أن التاريخ يؤكد أنه منذ قيام الثورة الإيرانية عام 1971م، وسجل إيران يحفل بأفعال تثبت تبنيها سياسات نشر الفتن والقلاقل والاضطرابات في دول المنطقة بهدف زعزعة أمنها واستقرارها، والضرب بعرض الحائط بكافة القوانين والاتفاقات والمعاهدات الدولية، والمبادئ الأخلاقية. وقد التزمت المملكة العربية السعودية بسياسات ضبط النفس، والحفاظ علي حسن الجوار طوال الفترة الماضية، رغم معاناتها المستمرة ودول المنطقة، والعالم بأسره من جراء السياسات العدوانية الإيرانية..
والحقيقة الأخري أن هذه السياسات الإيرانية تستند في الأساس علي ما نص عليه الدستور الإيراني في مقدمته، وعلي وصية الخميني، فيما عُرف بمبدأ »‬تصدير الثورة». وهو مبدأ تقوم عليه السياسة الإيرانية الخارجية، رغم ما يستدعيه ذلك من انتهاك سافر لسيادة الدول، والتدخل في شئونها الداخلية تحت مسمي نصرة الشعوب المستضعفة والمغلوبة علي أمرها. وفي سبيل ذلك تقوم إيران بتجنيد الميليشيات في العراق، ولبنان، وسوريا، واليمن.
كما تدعم إيران الإرهاب بشكل مستمر بتوفير ملاذات آمنة لقياداته علي أراضيه، وزرع الخلايا الإرهابية في عدد من الدول العربية، وتجاوزت هذه السياسات إلي الأفعال بالضلوع في التفجيرات الإرهابية التي ذهب ضحيتها الكثير من الأبرياء، واغتيال المعارضين في الخارج، وانتهاكاتها المستمرة للبعثات الدبلوماسية، ومطاردة الدبلوماسيين الأجانب حول العالم بالاغتيال أو محاولته. وكل ذلك تدعمه التواريخ والأرقام والأحداث التي توضح في مجملها حقيقة سياسات إيران العدوانية طوال 35 عاما. وكلها حقائق تدحض بالدليل القاطع تلك الأكاذيب التي يروجها النظام في طهران، بما في ذلك مقال وزير الخارجية الإيراني في صحيفة نيويورك تايمز، ورسالته إلي الأمين العام للأمم المتحدة. والحق أن استعراض سجل النظام الإيراني في دعم الإرهاب والتطرف في منطقتنا، وفي العالم لدليل كافٍ علي الحقيقة التي يحاول الفكاك منها. فإيران هي الدولة الأولي في العالم لرعاية الإرهاب ودعمه، فقد أسست العديد من المنظمات الإرهابية الشيعية في الداخل (فيلق القدس وأشباهه)، وفي الخارج عمدت إلي تأسيس »‬حزب الله» في لبنان، و»‬حزب الله الحجاز»، وعصائب »‬أهل الحق» في العراق، وغيرهم. كما أسست ودعمت العديد من الميليشيات الطائفية في عدد من الدول أمثال »‬الحوثيين» في اليمن.
والمتتبع لأهم الأحداث الإرهابية في العالم يصعب عليه أن يجد حدثا أو عاما برأت فيه يد النظام الإيراني من حادث أو أكثر في بقاع الأرض. ففي العام 1982م تفجرت أزمة »‬الرهائن»، والتي استمرت 10 سنوات، وتم اختطاف 96 أجنبيا في لبنان، وكان بينهم 25 أمريكيا وكانت معظم عمليات الخطف من تنفيذ حزب الله، والجماعات المدعومة من إيران. ويحمل عام 1983م خاتما خاصا في العمليات الإرهابية بدءاً من تفجير السفارة الأمريكية في بيروت بمعرفة عملاء »‬حزب الله» في عملية دبرها النظام الإيراني وراح ضحيتها 63 شخصا في السفارة وفي العام نفسه 1983م نفذ أحد عناصر الحرس الثوري الإيراني، واسمه إسماعيل العسكري، عملية انتحارية في بيروت بتدبير إيراني استهدفت مقر مشاة البحرية الأمريكية. وأسفرت العملية عن مقتل 241، وإصابة أكثر من 100، من العسكريين والمدنيين الأمريكيين. وهي العملية التي قالت عنها الصحافة الأمريكية بأنها أوقعت أكبر عدد من القتلي خارج ميادين القتال.
وبالتزامن مع هذه العملية تم تفجير مقر القوات الفرنسية في بيروت بمعرفة »‬حزب الله». وخلف التفجير 64 قتيلا من العسكريين والمدنيين الفرنسيين وفي نفس العام نفذ عناصر من »‬حزب الله» وحزب الدعوة الشيعي، المدعومَين من إيران، مجموعة هجمات إرهابية استهدفت السفارة الأمريكية والسفارة الفرنسية في الكويت، ومصفاة للنفط، وحيا سكنيا. وأسفرت الهجمات عن 5 قتلي و8 جرحي. ولم ينتهِ العام 1983م إلا بهجوم تم خلاله قصف ناقلات النفط الكويتية مما اضطرها إلي رفع العلم الأمريكي. وشهد العام 1984م شن حزب الله هجوما علي ملحق للسفارة الأمريكية في بيروت الشرقية مخلفا 24 قتيلا بينهم أمريكيون.
وفي العام 1985م وقع حادثان. الأول محاولة تفجير موكب سمو الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير دولة الكويت آنذاك، رحمه الله، والتي نتج عنها4 قتلي. أما الثانية فكانت خطف طائرة ركاب وعلي متنها 39 أمريكيا بتدبير إيراني. وهي العملية التي استمرت أسابيع وراح ضحيتها أحد مشاة البحرية الأمريكية. ولم تسلم الشعائر الدينية والأرض المقدسة من إرهاب النظام في طهران العام 1986م فقد شهد حادثًا هو الأغرب من نوعه حين حرضت إيران حجاجها علي القيام بأعمال شغب أثناء تأدية المناسك مما أدي لحدوث تدافع بين الحجيج راح ضحيته 300 من ضيوف الرحمن. وشهد العام 1987م إحراق ورشة بالمجمع النفطي برأس تنورة شرق السعودية نفذه عناصر من »‬حزب الله» الحجاز المدعوم من النظام الإيراني، ولم يكن هذا هو الحادث الوحيد لعناصر هذا التنظيم، فقد هاجموا مقر شركة »‬صدف» بمدينة الجبيل الصناعية شرق السعودية.
ولم يكتفِ النظام الإيراني خلال هذا العام بالهجمات الإرهابية داخل المملكة، فقد تورط في اغتيال الدبلوماسي السعودي مساعد الغامدي في طهران، وهو نفسه العام الذي أفشلت فيه سلطات المملكة العربية السعودية محاولة تهريب إيران متفجرات في حقائب حجاجها.كما اعتدت السلطات الإيراني، وفي نفس العام، علي القنصل السعودي في طهران رضا عبد المحسن، واقتاده عناصر من الحرس الثوري إلي المعتقل، ولم يتم الإفراج عنه إلا بعد مفاوضات بين المملكة العربية السعودية وإيران.
وخلال الفترة من 1989م إلي 1990م تورط النظام الإيراني في اغتيال الدبلوماسيين السعوديين عبد الله المالكي، وعبد الله البصري، وفهد الباهلي، وأحمد السيف في تايلاند.
وشهدت مدينة الخبر السعودية عام 1996م حادثا مأساويا بتفجير أبراج سكنية بمعرفة عناصر »‬حزب الله الحجاز» المدعوم من إيران، وقد خلف الهجوم الإرهابي 120 قتيلا، بينهم 19 أمريكيا. وتولت إيران توفير الحماية والأمن لمرتكبي الحادث وضمنهم المواطن السعودي أحمد المغسل، والذي تم القبض عليه عام 2015م وهو يحمل جواز سفر إيرانيا. ومنذ العام 2001 وبعد هجمات 11 سبتمبر، وفرت إيران ملاذاً آمنا علي أراضيها لزعامات من تنظيم القاعدة بينهم سعد بن لادن، وسيف العدل وغيرهما. ورفض النظام الإيراني تسليمهم لبلدانهم رغم تعدد المطالبات في هذا الشأن. ولم تتوقف إيران لحظة عن دعم العلميات الإرهابية، ففي العام 2003م تورط النظام الإيراني في هجمات الرياض الإرهابية والتي تم تنفيذها بأوامر من أحد زعماء تنظيم »‬القاعدة» في إيران ونتج عنها مقتل العديد من السعوديين والأجانب وبينهم أمريكيون.
ولم تكن كل العمليات الإيرانية ناجحة، ففي العام 2003م أحبطت السلطات البحرينية مخططاً إرهابياً دعمته إيران لتنفيذ مجموعة عمليات إرهابية وتفجيرات في مملكة البحرين. وألقت السلطات القبض علي عناصر الخلية الإرهابية، وأثبتت التحقيقات أن أعضاء الخلية تلقوا دعما من الحرس الثوري الإيراني، ومن حزب الله اللبناني. كما تم ضبط خلايا مماثلة في الكويت، والإمارات في أوقات متفرقة.
وفي عام 2003م دعمت إيران عناصر شيعية عراقية لتشكيل أحزاب وجماعات موالية لنظام طهران، وقد تورطت هذه التنظيمات في مقتل 4400 جندي أمريكي، وعشرات الآلاف من العرب السنة، وقد ألقي السفير الأمريكي السابق في العراق جيمس جيفري بالمسئولية في مقتل العسكريين الأمريكيين علي »‬جماعات تدعمها إيران مباشرة». وفي عام 2006م أكدت واشنطن أن إيران دعمت »‬طالبان» ضد القوات الأمريكية في أفغانستان، وتولت تسليح جماعات تختلف معها عرقيا وطائفيا بهدف ضرب الوجود الأمريكي علي حدودها. وقالت واشنطن إن النظام الإيراني خصص مكافأة 1000 دولار عن قتل كل جندي أمريكي في أفغانستان. وكان ضروريا أن تتخذ أمريكا موقفاً من نظام طهران، فأصدر مجلس الشيوخ الأمريكي قرارا بإدراج الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية. وهو نفسه ما فعله الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن، والكونجرس الأمريكي عام 2007م عقب هجمات 11 سبتمبر. ولم تقف الممارسات الإرهابية الإيرانية ضد المملكة العربية السعودية، فتورطت عام 2011 في اغتيال الدبلوماسي السعودي حسن القحطاني في كراتشي. وفي نفس العام نجحت سلطات الأمن الأمريكية في إحباط محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن، وأثبتت التحقيقات الأمريكية تورط النظام الإيراني في الحادث الإرهابي، وكشفت الشكوي الجنائية في المحكمة الاتحادية في نيويورك عن تورط كل من منصور أربابسيار الذي تم القبض عليه وصدر ضده حكم بالسجن 25 عاما، وغلام شكوري الضابط بالحرس الثوري الإيراني والمتواجد في طهران والمطلوب للقضاء الأمريكي.
ولم تقف العمليات الإرهابية المدعومة من إيران عند حدود التفجيرات والاغتيال وتعدتها إلي الهجمات الإلكترونية. وفي العام 2012م شن قراصنة تابعون للحرس الثوري الإيراني هجوماً إلكترونياً علي شركات النفط والغاز في السعودية والخليج. وهي الهجمات التي وصفها ليون بانيتا وزير الدفاع الأمريكي وقتها بأنها الأكثر تدميراً، كما قالت عنها إدارة الرئيس الأمريكي السابق أوباما »‬ ندرك أن هذا عمل الحكومة الإيرانية. ولعلنا جميعا نتذكر قضية خلية العبدلي الشهيرة في دولة الكويت، والتي أصدرت محكمة الجنايات الكويتية فيها حكما بالإعدام علي إثنين من المدانين فيها أحدهما إيراني. بعد ثبوت اتهامهم بالتخابر مع إيران وحزب الله للقيام بأعمال عدائية، وارتكاب أفعال من شأنها المساس بوحدة وسلامة أراضي دولة الكويت.
وليس أدل علي تورط إيران في دعم الإرهاب من اعتراف محمد علي جعفري بوجود 200 ألف مقاتل إيراني في سوريا، والعراق، وأفغانستان، وباكستان، واليمن. فهل يمكن أن يكون هؤلاء المقاتلون رسل سلام، وعوامل أمن واستقرار في أي بلد يحلون به؟
هذا بعض من كثير من الحوادث الإرهابية والهجمات التي تبنتها إيران ودعمتها بالمال، والسلاح، والتدريب، والتخطيط، والإشراف تارة، ومشاركة عناصر من رجالها مباشرة تارة أخري. إلا أن ضيق المساحات لم يدع مجالاً لذكر ما تبقي منها. لكن »‬إيران الشريفة»، بحسب وصف الوزير القطري، تورطت فيما هو أكثر من ذلك. فأينما حلت البعثات الدبلوماسية الإيرانية تعمل علي تشكيل شبكات تجسس وتنظيمات مدعومة لتنفيذ عملياتها الإرهابية. وقد توالي الكشف عن شبكات التجسس الإيرانية في السعودية عام 2013م، والكويت عامي 2010م، و2015م. وفي البحرين عامي2010م، و2011م. وفي كينيا عام 2015م. وفي مصر أعوام 2005م، و2008م، و2011م. وفي الأردن عام 2015م. وفي اليمن 2012م، والإمارات 2013م. وتركيا2012م. ونيجيريا 2015م.
ويحفل السجل الإيراني بانتهاكات متعددة ومتكررة لحرمة وحصانة البعثات الدبلوماسية علي أراضيها. ذلك السجل الذي يضم بين صفحاته وقائع عديدة. والحقيقة أن المملكة العربية السعودية لم تكن الدولة الأولي التي اضطرت لقطع علاقتها مع النظام الإيراني بعد محاولات عديدة لإثنائه عن التدخل في شؤون المملكة، وعن العمل علي زعزعة الاستقرار في دول المنطقة، وإجباره علي احترام حصانة البعثات الدبلوماسية، وتوفير الأمن اللازم لأعضائها، فقد سبقت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا دول العالم في اتخاذ هذه الخطوة. كما اتخذت كندا، والجزائر، وتونس، ومصر، والمغرب، واليمن، قرارات مماثلة في وقت سابق. وأخيراً انضمت البحرين، والسودان، والصومال، وجيبوتي، وجزر القمر المتحدة، إلي قطار قطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران، كما اتخذت دول أخري خطوات أقل درجة بسحب سفرائها من طهران احتجاجا علي التدخل في شؤونها والعمل علي زعزعة استقرارها. والغريب أنه في الوقت الذي تتعرض فيه المملكة العربية السعودية ودول المنطقة لهجمات إرهابية متفاوتة من تنظيمي »‬داعش» و»‬القاعدة»، لم تتعرض إيران لأية هجمات من التنظيمين الإرهابيين وكأنما تعيش بمعزل عن المنطقة، أو كأنها من منطقة أخري. ثم إن المنطقة العربية عاشت مئات السنين لا تعرف الطائفية، ولا التنظيمات الإرهابية، ولا النزعات العرقية حتي قامت الثورة الإيرانية عام 1979م. فعمد النظام الجديد فيها إلي التدخل في لبنان، واليمن، وسوريا، والعراق، حتي إن وزير الاستخبارات الإيرانية يتشدق بأن إيران نجحت في احتلال 4 عواصم عربية. وبالتدخل في سوريا، ودعم نظام بشار الأسد بقوات من الحرس الثوري، و»فيلق القدس»، وميلشيات »‬حزب الله» اللبنانية رغم تورط هذا النظام في قتل أكثر من ربع مليون سوري، وتشريد 12 مليونا آخرين..
ولا يتوقف النظام الحاكم في إيران عن توزيع الاتهامات الكاذبة والمضللة علي دول المنطقة، ويختص المملكة العربية السعودية بالجزء الأكبر منها. فيرميها بالأكذوبة تلو الأخري، لكن تظل عناية الله مع المملكة تؤكد براءتها من التهم الباطلة والأكاذيب الملفقة. فمرة تدعي إيران أن قوات التحالف العربي قصفت السفارة الإيرانية في اليمن وتأتي الصور لتفضح الكذابين، وتارة تختلق أقاويل مضادة للشيعة وتنسبها لواحد من أئمة الحرم، وتدحض الخطب الموثقة صوتا وصورة تلك الادعاءات. ومرة تصف نمر النمر بأنه ناشط سياسي رغم إدانته قضائيا مع 46 آخرين بالإرهاب، وبتكوين خلية إرهابية خططت ونفذت أعمالاً إرهابية أدت إلي مقتل العديد من الأبرياء، كما أثبتت التحقيقات القضائية تورطه ورفاقه في شن هجمات علي رجال الأمن والتستر علي مطلوبين للعدالة.
ليست السعودية هي التي تتهم إيران بالإرهاب، وليست دول المنطقة هي التي تتجني علي »‬الدولة الشريفة» التي يدعيها الوزير القطري، فإدانات المنظمات الدولية سبقت الجميع في إدانة النظام الإيراني. فجميع قرارات الجامعة العربية أدانت إيران بقوة ودعتها للكف عن التدخل في شئون دول المنطقة، وآخرها قرار المجلس الوزاري غير الاعتيادي في اجتماعه الأخير في يناير الماضي. وتقرير الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 70/411 الصادر في 6 أكتوبر 2015 أدان النظام الإيراني بدعم الإرهاب، وانتهاك حقوق الإنسان. وتنتهك إيران قرار مجلس الأمن رقم 2216 الخاص بالأزمة اليمنية والذي يحظر تزويد الحوثيين بالسلاح في اليمن. ثم إن إصرار إيران علي الاستمرار في احتلال الجزر الإماراتية الثلاث (طنب الكبري، وطنب الصغري، وأبو موسي) رغم توالي الإدانات الدولية لهذا الاحتلال دليل آخر علي أن إيران لا تدخر لهذه المنطقة أي خير.
لقد مدت المملكة العربية السعودية يد السلام إلي النظام في طهران منذ قيام الثورة الإيرانية. ودعت حكام إيران إلي تبني سياسات حسن الجوار، واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شئونها، إلا أنها لم تجد من طهران إلا أكاذيب وممارسات عدائية، واتجهت إيران إلي إشاعة الفتن الطائفية والمذهبية، والتحريض والقتل والتدمير.
وبعد، فتلك أيها السيد سلطان المريخي مجموعة من الحقائق حول دولة »‬إيران الشريفة» كما وصفتها. ولا أظنك تجهل تلك الحقائق ولا حتي تستطيع أن تنفي أياً منها. وأعتقد أنك يجب أن تخجل من نفسك علي هذا الوصف الذي يجافي الحقيقة والواقع. والذي أثار استهجان كل من سمعه. وعليك أن تدعو بلادك إلي تغيير موقفها حيال القرارات المتعلقة بإيران والتي تصدرها الجامعة العربية وتدين ما تقوم به طهران ضد الدول العربية لتصبح مؤيدة لافعال إيران بدلا من شجب أفعالها العدوانية واعلم أن المجتمع العربي والدولي يلاحظ جيدا تناقض الموقف القطري بوضوح بين تأييد قرارات الجامعة... ثم وصف إيران بالشريفة!!!
إن الحقائق لا يمكن تجاهلها أو إنكارها يا معالي الوزير، والمواقف العادلة تحظي باحترام الجميع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.