لم يكن عزيزي جورج الوحيد الذي عاتبني علي مقالي الاخير " خوارج الاقباط وأقباط الخوارج " حول الممارسات التي يضيع بسببها البسطاء.. الجار وزميل العمل والصاحب والصديق الذين هم مني وانا منهم.. واسمحوا لي ان أرد علي العتاب واقول إن هناك اشياء كثيرة تغيرت من حولنا فقد زاد الجهل والفقر والمرض الذي جعل من بعضنا مسوخا مشوهة ولعلهم يتفقون معي في انه لا يوجد من يحب هذه البلد ويتجاهل خطر ذلك التطرف سواء من هنا او هناك علي مستقبل ابني وابنك وكل البلد ! ولا ادري ماذا حدث حتي بين افراد الاسرة الواحدة فقد كنا حتي وقت قريب نحيي بعضنا بكل لطف: السلام عليكم.. سعيدة ..سعيدة مبارك وكنا نقول لغيرنا بكل ود :نهاركم سعيد وكنا نرد التحية باحسن منها وفجأة وجدنا ان البعض حتي من اقرب الناس الينا لم يعد في قلبه سلام ولا رحمة ولانعمة ! ولا أنسي هنا واقعة قرأتها منذ ايام " وفيها ان إخوة جاءوا إلي القديس أنطونيوس وقالوا له: اقل لنا كيف نخلص؟ فقال: هل سمِعتم ما يقوله الرب..من لطمك علي خدِك الأيمن حوِّل له الأيسر.. فقالوا له: ما نطيق ذلك. قال: إن لم تطيقوا ذلك فاصبروا علي اللطمةِ الواحدة.. فقالوا له: ولا هذه نستطيع. فقال: إن لم تستطيعوا فلا تجازوا من يظلمكم. فقالوا: ولا هذا نستطيع. فما كان من القديسِ إلا أن دعا تلميذه وقال له: »أصلح مائدة واِصرِفهم لأنهم مرضي. إن هذا لا يطيقون، وذلك لا يستطيعون، ووصايا الرب لا يريدون، فماذا أصنع لهم«؟! ولا يوجد اجمل من ذلك يمكن ان تقرأ لانها تعبر عن القوة وليس الضعف وهو ما كان عليه اهل بلدي فماذا حدث ؟ واذا كنت اعلم الاسباب تاريخيا واجتماعيا التي جعلت المسلم - اسما - في هذا البلد يتطرف وينتهك تعاليم دينه وتمتد يده بسوء لاي كنيسة .. فأنا لا أفهم حتي الآن كيف فقد المسيحي المصري اجمل مافيه من محبة وتسامح ومن اجل ماذا وخاصة في مثل هذه الظروف التي تمر بها البلد وكم كنت اتمني ان يكون تحركنا جميعا من اجل مواجهة الحريق الذي يأكلنا من الداخل ونحن احياء ..ولكن لم يترك لنا البعض هذه الفرصة الذهبية واشعلوها سواء بالنار او الكلمات؟! اعلم رد المعاتبين واعرف ردود كل الاطراف سواء اصحاب الحكمة أواهل التطرف من كل جانب ولكن هل تتفقون معي في أن الوقت حان لصناعة بلد جديد وان نلتف حول قواتنا المسلحة وكل الانقياء من اصحاب حلم مصر التي تضم كل اولادها في حضنها وأسأل الذين لا يوجد في قلوبهم مرض :هل كثير علينا ان نصبر شهورا قليلة - مهما حدث وسيحدث - ونفتح في الوقت المناسب كل الملفات من اول وجديد وساعتها سيكون كل المصريين ايد واحدة ودين واحد نتعامل به في حياتنا معا وهو مصر ! ارجو ان لانترك مصير البلد في ايدي شيوخ قد تطرفوا او رجال دين يرتدون زي الكهنوت يحرقون البلد تحت شعار" ساندوا عمل الرب"فكل هؤلاء ليست في قلوبهم رحمة ولا نعمة ولا ايمان كما ارجو ان يكون الكل مثل أهلنا في النوبة وسلام علي كل نوبي فرغم الآلام والظلم علي مدار الايام كانت مصر تعيش فيهم فصمتوا حتي تنزاح توابع ازاحة النظام السابق! آخر سطر : كما ان السمك اذا خرج من الماء يموت.. كذلك الراهب اذا خرج من قلايته.. يموت خوف الله من قلبه " .. بستان الرهبان ". [email protected]