»كورنيش ماسبيرو بدون اعتصامات« حين قرأت هذه الكلمات التي تعنون موضوعا نُشر أمس في عدد الأحد، تفاءلت، وقلت لنفسي: أخيرا.. انصت المصريون لصوت العقل، انحازوا للمستقبل، فطنوا إلي أن الوطن الآن يحتاج- وأكثر من أي وقت مضي- للانتاج. وقبل أن اطلق العنان لتفاؤلي، تساءلت: هل تري كلماتي النور.. والقاهرة بدون مظاهرات؟ اعترف أن مساحة التفاؤل انحسرت قليلا، وتذكرت مشاهد غاب عنها العقل، حين اطلق كثيرون العنان لمطالب ورغبات يصعب تحقيق معظمها في ظل الظروف الراهنة، وتساءلت مرة أخري: - هل استيقظت الضمائر، وعاد للمنطق السليم دوره؟ اتمني، لكن التمنيات الطيبة وحدها لاتكفي، فوضوح الرؤية، وضبط الأمن، والشفافية في التعامل مع كل القضايا مهما كانت حساسيتها، ضمانات للتواصل الحقيقي بين من يمثل السلطة الثورية وأصحاب المصلحة في كل ما شهدته مصر منذ 52 يناير، ومع توافر هذه الضمانات، فإن الحسم والحزم والحساب الصارم آليات لا يحمل اللجوء إليها شبهة ظلم أو تجاوز. توقف الاحتجاجات يجب ألا يكون مجرد هدنة مؤقتة، لكنه بداية مرحلة نتفرغ فيها جميعا للمساهمة في إدارة التروس التي عانت، ليس من التوقف القصري فحسب، ولكن من التعطيل العمدي، لدفعنا نحو البكاء علي ما كان برغم كل بؤسه، وما ألحقه بالوطن من خراب!