التضحية بالروح والدم من أجل حماية الوطن هي الهدف والغاية والثمرة الحلوة التي تهفو اليها قلوب المنتسبين للقوات المسلحة والشرطة وهي السند القوي للمصريين في حربهم ضد الإرهاب هؤلاء يقاتلون بشجاعة وصدق من أجل تطهير كل شبر من تراب الوطن من دنس المجرمين والحاقدين وكارهي النور والاستقرار، فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر من بين هؤلاء الذين استشهدوا وارتوت الارض الطيبة بدمائهم، أمين الشرطة محمد علي حسن 42 عاما بمديرية أمن شمال سيناء، ابن قرية الدوامة مركز فاقوس بالشرقية والذي استشهد برصاصات الإرهاب الأسود أثناء توجهه لعمله. تقول والدته حليمة السيد أمين »65 عاما» ربة منزل إن الشهيد هو ثاني ابنائي وكان شجاعا وعاش ومات رجلا حيث رفض كل محاولات نقله من العريش ودائما كان يقول لي أنا مش اقل من زملائي الذين يدافعون عن وطنهم ضد الإرهاب الأسود وضحوا بأرواحهم والاعمار بيد الله وتنخرط في البكاء وتقول منهم لله القتلة قصموا ظهري واغتالوا فلذة كبدي ربنا يحرق قلوبهم علي اعز ما لديهم وانهارت قائلة هؤلاء الجناة ليس لهم دين ولا ملة والله لو كفرة ما يعملوا كده في خير أجناد الأرض. وقالت وجسدها يرتعد أن ابني كان يردد دائما اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وادخلنا في جنتك مع الشهداء والابرار حيث حرص في اخر زيارة لقريته علي وداع جميع أفراد أسرته وطلب مني الدعاء له ولزملائه وقلت له ربي وقلبي راضين عنك ثم تلتقط أنفاسها وتقول قد كان يتمني الشهادة وقد منحها له الله واشارت إلي ان ابنها الشهيد ليس خسارة في مصر ولكن سامحوني الفراق صعب لقد احتسبته عند الله شهيدا ويكفيني فخرا بأنني أم الشهيد. أما سحر السيد عبدالعال زوجة الشهيد »35 عاما» وتعمل في مستشفي العريش العام فقد انخرطت في البكاء الهستيري حزنا علي فراق زوجها ووالد أطفالها هاجر بالصف السادس الابتدائي وأمين بالصف الرابع الابتدائي وأحمد 4 سنوات وساندي 3 سنوات وقالت ما الذنب الذي ارتكبه لكي يغتالوه بتلك الطريقة البربرية وماذا اقول لأولاده الذين يبادرون بالسؤال عنه لكي يشتري ملابس المدارس لهم كما وعدهم ولم أجد أمامي سوي الرد عليهم بأنه في مأمورية بعيدة وسوف يتأخر فيها. وطالبت أسرة الشهيد بضرورة القصاص من الجناة لكي تهدأ النيران المشتعلة في صدرها، وقالت: زوجي عاش بطلا ومات شهيدا فداء لوطنه وأنا فخورة به وسأحكي لأولادي في الكبر قصة استشهاده في سبيل الله وسأربيهم علي حب مصر وترابها وكنت أتمني أن يكون لدي ابن كبير حتي اقدمه لخدمة بلده وللثأر لوالده من هؤلاء الخونة والقتلة الذين لا يخافون عذاب الآخرة. ويقول عمار السيد محمد علي »35 عاما» شقيق الشهيد الأصغر ويعمل أمين شرطة بمديرية أمن الاسماعيلية إن شقيقي الشهيد كان شجاعا قويا ولم يخش شيئا غير الله وبعد تخرجه في معهد أمناء الشرطة تم توزيعه علي مديرية أمن شمال سيناء وكان سعيدا بذلك ولم يبد أي تخوف بل اصر استكمال سنوات حياته في مدينة العريش وعندما قرر اتمام نصف دينه اختار عروسه من قريتنا واصطحبها معه للاقامة بمدينة العريش منذ 13 عاما حيث رزقهم الله بأطفالهم الأربعة، ويتوقف عن الكلام لحظة والدموع ملأت عيناه قائلا: إنا لله وإنا إليه راجعون لقد احتسبت شقيقي الأكبر شهيدا عند الله.. وناشد المحافظ اللواء خالد سعيد باطلاق اسم الشهيد علي احدي المنشآت الحكومية بقريته تخليدا لذكراه. أما أمين الشقيق الأكبر للشهيد »45 عاما» محاسب في احد البنوك بمدينة طابا بجنوب سيناء فيقول إن شقيقي الشهيدكان طيب القلب بارا بأسرته حريصا علي صلة الرحم وكان وجهه بشوشا والابتسامة لم تفارقه ورغم اقامته في مدينة العريش إلا انه كان حريصا علي نزوله بمسقط رأسه مرتين شهريا للاطمئنان علينا وانهارت دموعه ويقول: لقد أوصاني بأسرته في آخر زيارة له لنا وكأنه كان يشعر أن مكروها سوف يلحق به وان هذا اللقاء هو الوداع الأخير بيننا وطالب بتكثيف الجهود للقضاء علي الإرهاب الأسود الذي يمثل خطرا داهما علي أمن مصر وجنودها الذين هم خير أجناد الأرض.