تمثل مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في قمة تجمع دول »البريكس» في الصين بداية قوية لتنمية الاقتصاد والاستثمار وتفتح آفاقا جديدة للاقتصاد المصري. وأن التتويج الحقيقي لتلك الزيارة بدخول مصر عضوا فاعلا في تلك المنظمة يضاعف حجم التبادل التجاري مع الدول الأعضاء والذي يبلغ حاليا 20 مليار دولار . واكد الخبراء والمستثمرون أن أعضاء تلك المنظمة التي تضم الصينوروسيا والبرازيل والهند وجنوب افريقيا ساهمت بأكثر من نصف النمو الاقتصادي العالمي خلال عام 2016 وتنتج 30٪ من احتياجات العالم من السلع مما يعطي فرصة قوية للاستفادة من خبراتها. وأكد د.سمير رضوان وزير المالية الأسبق والخبير الاقتصادي أن انضمام مصر لمجموعة الدول صاحبة الاقتصاديات الأسرع نموا في العالم »بريكس» كان حلما مصريا منذ تكوين هذا الحلف الاقتصادي خلال اجتماع منظمة التجارة العالمية في المكسيك.. واضاف أن دخول مصر هذا التجمع سيعود عليها بمكاسب كبيرة وأضاف أنه يكفي أن أكبر الأسواق الواعدة في العالم سوف تفتح أبوابها أمام مصر للتصدير، كما أن استثمارات هذه الدول التي تمتلك فوائض مالية سوف تزيد في مصر في حال الانضمام. وأشار إلي أن انضمام مصر لهذا التحالف سيتطلب منها الدخول في مفاوضات مع دول المجموعة، ومناقشة وبحث الالتزامات التي تفرض علي الدول المنضمة للحلف. وقال إن فرصة مصر للانضمام ليست ضئيلة، ولكن هناك بعض المعوقات في المناخ الاستثماري في مصر والتي تدركها الحكومة جيدا، وتعمل علي حلها ومواجهة كل العقبات التي تواجه الاستثمار بدليل صدور قانون الاستثمار الجديد. ومن جانبه أوضح الدكتور فخري الفقي، المستشار السابق لصندوق النقد الدولي، إن مصر عرض عليها الانضمام لدول البريكس في مرحلة التأسيس، قبل انضمام جنوب أفريقيا.وأكد أن من أهم مزايا هذه المجموعة، أنه يمكن تسوية المدفوعات الناتجة عن المعاملات التجارية بين الدول الأعضاء باستخدام عملاتها المحلية دون الحاجة لاستخدام الدولار أو اليورو أو الين، أو الإسترليني وهي عملات الاحتياط الدولي. وأشار الي أن الناتج المحلي لمصر يبلغ حوالي 336.3 مليار دولار وأن انضمامها إلي هذه المجموعة يتطلب ألا يقل ناتجها عن تريليون دولار وهذا يمكن تحقيقه علي مدار 3 سنوات، مع المضي بمعدلات نمو سريعة في حدود 5%. وأكد الدكتور ماهر هاشم، الخبير الاقتصادي، أن العالم يشهد صراعًا علي محورين، الأول بين روسياوأمريكا وهي بمثابة حرب باردة جديدة، والثاني صراع اقتصادي بين أمريكاوالصين، بعد أن أصبحت الأخيرة تمثل قوة كبري في المجالات التكنولوجية والصناعات العسكرية، وتتحكم في السوق العالمي، باستحواذها علي 40% من إجمالي الصادرات، وهو ما يسبب إزعاجا شديدا لأمريكا والدول الغربية بوجه عام.وأوضح أن التقارب بين الصين ومصر، يسد فجوة استيراد مصر للقمح، باعتبارها أكبر مستورد له، كما يفتح الباب أمام الصين لتعزيز وجودها في القارة السمراء، خاصة أن مصر عضو في الكوميسا. و أكد د.هشام إبراهيم الخبير الاقتصادي أن انضمام مصر لتجمع دول »البريكس» من شأنه تعزيز العلاقات الاقتصادية مع الصينوروسيا وزيادة استثماراتهم في مصر خاصة أن هذا التحالف يستحوذ علي أكثر من نصف النمو الاقتصادي العالمي خلال عام 2016. وأوضح الدكتور سمير عارف رئيس جمعية مستثمري العاشر من رمضان إن مشاركة الرئيس السيسي في قمة دول بريكس، تأتي لتعزيز العلاقات مع دول البريكس ولمعرفة تلك الدول الدور البالغ الذي تلعبه مصر في العالم العربي والدول النامية كما انها ستفتح العديد من مجالات التعاون المشترك سواء في الناحية الاقتصادية او السياسية بينهم.واشار الي ان الزيارة تعد خطوة هامة لضخ عملات اجنبية من الخارج بالاضافة الي ان المشاركة ستضع مصر في مصاف الدول الكبري التي تسعي الي اتخاذ القرار خاصة أنها تتمتع بقدرات اقتصادية واعدة، إلي جانب موقعها الاستراتيجي المميز الذي يمكنها من المساهمة بفاعلية في دعم مجموعة بريكس وأولوياتها. وأوضح ان قمة بريكس ستكون فرصة لتوضيح التدابير التي قامت مصر بها لتشجيع الاستثمار والتي تشمل صدور قانون الاستثمار الجديد وما يوفره من حوافز غير مسبوقة وتسهيل للإجراءات التي تحفز وتشجع الاستثمار الأجنبي المباشر في مصر وتوفر المناخ الجاذب له. واكد الدكتور وليد هلال رئيس جمعية الصناع أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلي الصين ومشاركته في قمة » بريكس » هامة للغاية ولها مكاسب كبيرة في مقدمتها الأهمية الاقتصادية نظراً لأن هذه المجموعة تُعد من أهم التكتلات الاقتصادية الدولية التي تسهم بنحو 50% من إجمالي النمو العالمي.واضاف ان حجم التجارة مع دول البريكس تخطي ال 20 مليار دولار 90% منها واردات ولذلك يجب التركيز في تلك الزيارة علي جذب المستثمرين الي مصر لجذب العملات الخارجية خاصة ان الدعوة الموجهة لمصر جاءت لأهمية ودور مصر وبعدها الاستراتيجي المهم علي الصعيدين الإقليمي والدولي، لاسيما في ضوء ما تمتلكه مصر من إمكانات سياسية واقتصادية وثقافية هائلة بالاضافة الي موقعها الجغرافي.واشار الي ضرورة ان يسعي الوفد المرافق للرئيس السيسي الترويج بأهمية الإصلاحات التي يشهدها الاقتصاد المصري، وبالخطوات الإيجابية التي تحققت في مختلف محاوره سواء في الثورة التشريعية التي تشهدها مصر والتي عملت علي ازالة العديد من المشاكل كقانون الاستثمار ولائحته الداخلية وقانون التراخيص ولائحته الداخلية او في تطوير البنية الاساسية. واكد الدكتور علاء السقطي رئيس اتحاد مستثمري المشروعات الصغيرة والمتوسطة أن مشاركة الرئيس السيسي في قمة بريكس يمثل فرصة حقيقية لتحسين العلاقات الاقتصادية مع الدول المشاركة في القمة وفي مقدمتها الصين والهند وروسيا. خاصة ان التبادل التجاري مع تلك الدول منخفض جدا.