يبدو ان شباب ثورة الخامس والعشرين من يناير، قد انشغلوا عنها، ربما لأنهم تصوروا ان دورهم انتهي عند اشعال جذوتها، وربما لان المتطرفين، والبلطجية، والمخربين، والانتهازيين، الذين فرضوا أنفسهم عليها، بعد ان تسللوا إلي صفوفها، كانوا أكثر تنظيما وحنكة.. انني انظر أحيانا إلي بعض المتحدثين باسم الثورة، فأري شيوخا تخطوا الستين، من أصحاب التاريخ الطويل في أسواق التبعية والعمالة.. منهم من كان يتغني بعدالة الشيوعية، عندما كان المركز الثقافي السوفييتي ينفق بسخاء علي الذين يدقون أبوابه.. ومنهم من اعتنق الناصرية عندما كان الاتحاد الاشتراكي يبعثر المنح والمناصب.. ومنهم من زعم انه من دعاة العروبة وبايع صدام حسين، ليجد اسمه في كشوف المخصصات التي كانت تجود بها السفارة العراقية.. ومنهم من ادعي انه مؤمن بزعامة معمر القذافي ليحصل علي الهدايا والعطايا.. ومنهم من استشيخ وأصبح من المتأسلمين ليحصل علي شيكات حسن الترابي.. ومنهم من تحول إلي خدمة حمد بن جاسم، حارس بيت مال قطر »العظمي«، الذي يسعي إلي زعامة العرب والعروبة!! هؤلاء - للأسف الشديد- أصبحوا أكثرية في الساحة.. وهم، دون لف أو دوران، ينفذون »أجندات« قوي لا تريد لهذا البلد أن ينهض.. ولايعنيهم الانخفاض الحاد في تدفق الاستثمارات الأجنبية.. ولا الانخفاض في الاحتياطي المركزي للنقد الأجنبي.. ولا يتورعون عن اشعال نيران الفتنة الطائفية كلما خمدت.. ويحرضون علي الاعتصامات والمطالب الفئوية، التي تتسبب في وقف عجلة الانتاج، وتقود هذا البلد إلي الخراب والإفلاس!! هؤلاء هم أعداء مصر، الذين يتدثرون بعباءات الثوار.. وإذا لم تبادر حكومتنا »الرشيدة« بالتصدي لهم بمنتهي الصلابة والعنف، فعلي بلدنا وعلينا جميعا السلام!!