من أعظم خطب الشيخ عبدالقادر الكيلاني (رحمه الله): »لقمة في بطن جائع خير من بناء ألف جامع.. وخير ممن كسا الكعبة وألبسها البراقع.. وخير ممن قام لله راكع.. وخير ممن جاهد للكفر بسيف مهند قاطع.. وخير ممن صام الدهر والحر واقع، وإذا نزل الدقيق في بطن جائع له نور كنور الشمس ساطع، فيابشري لمن أطعم جائع». وصدق الشيخ الجليل، وياليت درر كلامه هذا تصل إلي أصحاب التدين الشكلي، والفشخرة »الكدابة» في عصرنا الحالي، تأمل بعض فئات وطبقات الحجاج المسافرين لأداء الركن الخامس في الإسلام، منهم أساتذة طب اعتادوا علي »مص» دماء مرضاهم يبالغون في أسعار الكشف والعمليات، ومنهم من يجري جراحات بمستشفيات حكومية والتي لايمكن للمريض الغلبان من الوصول إليها إلا عن طريق عيادة الجراح ودفع المعلوم (وأقسم بالله أنا لا أبالغ)، ومن هؤلاء الأطباء من يكتب أدوية محددة غالية الثمن في »الروشتات» لصالح شركات أدوية خاصة تدفع لهم مرتبات وتقوم بتسفيرهم في رحلات ترفيهية وتسويقية هم وعائلاتهم إلي تركيا ولبنان ودبي! ومن هؤلاء الحجاج »مدرسون» أصحاب ضمائر ميتة يهملون الشرح في الفصول الحكومية لإجبار تلاميذهم علي تعاطي الدروس الخصوصية التي تأتي ب »السحت والمال الحرام»، خاصة من هؤلاء التلاميذ الفقراء وعائلاتهم تشقي من أجل توفير رغيف الخبز! ومن هؤلاء الحجاج أيضا تجار العملة، ومحتكرو السلع التموينية، وأصحاب المضاربات، الذين كل مايشغلهم تحقيق الثروات الطائلة علي حساب هذا الشعب الكادح! والغريب أن معظم هذه الطبقات يكررون الحج كل عام مهما ارتفعت تكاليفه، والأفضل أن يطهروا أنفسهم وأموالهم بتوجيه تكاليف الحج إلي تلك البطون الجائعة، وإلا سأطرح سؤالا علي أمثالهم: هل حجكم »مقبول»؟!!