داهمت الرقابة الإدارية فجر أمس مخازن التموين الطبي التابعة لوزارة الصحة لضبط تشكيل عصابي من موظفي الوزارة وخارجها خلال اختلاسهم أحراز أدوية مخدرة قيمتها 4 ملايين جنيه.. تم ضبط المتهمين خلال تسليمهم رشوة مليون جنيه لتسهيل خروج الأحراز لمشرف الأمن. انتقلت »الأخبار» إلي مكان الواقعة حيث سادت حالة من الارتباك بين العاملين بالهيئة مما دفع إلي عقد اجتماعات متتالية وطارئة بالهيئة لاختيار مسئولين جدد للمخازن غير المتهمين المقبوض عليهم. خلال الجولة لاحظنا قلة في أعداد أفراد الأمن الداخلي التابع لاحدي شركات التأمين الخاصة، وعدم وجود أي من أفراد الشرطة لحماية المنشأة أو تأمينها. بمجرد دخول البوابة الحديدية الكبيرة للهيئة يتواجد فردا أمن علي مكتب متهالك يعقبهم تواجد العديد من كراتين الأدوية والمستلزمات الطبية موضوعة علي ألواح خشبية في مدخل الهيئة متداخلة مع مستلزمات البناء المستخدمة في تطوير المبني بالاضافة الي وجود عدد من عمال البناء جاءوا للعمل داخل الهيئة لوجود أعمال تجديدات انشائية لها لكن حدوث الواقعة لم تسمح لهم بذلك. حاولت »الأخبار» لقاء اللواء سيد الشاهد مساعد الوزير للشئون المالية والإدارية والمسئول عن الهيئة إلا ان فرد الأمن ابلغنا انه رفض لعقد عدة اجتماعات خاصة بالواقعة. وعقب الواقعة قامت إدارة الهيئة بوضع الكراتين المضبوطة بحوزة المتهمين في مكانها بغرفة الأحراز وغلق الغرفة بأقفال جديدة وتشميعها بالشمع الاحمر وتسليم المفاتيح لمسئول جديد، وتحرير محضر داخلي روت فيه الواقعة. وكشفت مصادر التقتهم » الأخبار» بمكان الواقعة أن 6 موظفين من بينهم 5 من عمال المخازن وسائق هربوا أحراز أدوية مخدرة خاصة بالنيابة العامة من داخل المخازن العاملين بها تقدر ب 4 ملايين جنيه وربما تتجاوز ذلك وهي عبارة عن 4 كراتين كبيرة الحجم وكيس كبير أحمر مملوء بمخدر التامول بأنواعه باجمالي 300 ألف قرص مخدر. أضافت المصادر ان الموظفين ال6 اتفقوا مع مسئول الأمن الداخلي للمخازن ليقوم بتسهيل خروج الاحراز المهربة في سيارة تابعة لوزارة الصحة مقابل ان يتقاضي مليون جنيه رشوة فجر أمس ولكنه تواصل مع هيئة الرقابة الادارية لاستكمال الواقعة والقبض علي المتهمين متلبسين أثناء تسليم الرشوة لمسئول الأمن فجر أمس. وأوضحت المصادر أن المتهمين حرصوا علي أن تكون الأدوية المخدرة المهربة من أحراز النيابة العامة لسهولة فتح الكراتين من الأسفل، لكون أعلاها مشمعة بالشمع الأحمر، كما ان الأحراز ستعدم بعد انقضاء القضية واصدار حكم فيها بعكس الأدوية الخاصة بوزارة الصحة فلها كشف وارد وصادر بأعداد محددة ويتم الرقابة عليها. وعن عدم استغلال هذه الاحراز وتدويرها مرة ثانية بوزارة الصحة قالوا ان الأحراز تخزن لفترة طويلة لحين انقضاء القضية مع سوء تخزينها مما يؤثر علي صلاحيتها وكذلك عدم وجود ثلاجات لحفظها. اضافت المصادر ان هيئة التموين الطبي تخزن فيها الأدوية والمستلزمات الطبية التابعة لوزارة الصحة تمهيدا لتوزيعها علي المستشفيات الحكومية.. كما تخزن فيها جميع احراز الأدوية المخدرة التابعة للنيابة العامة وطالبت المصادر بتشديد الرقابة علي هذه المنشأة الحيوية حتي لا تتكرر الواقعة. من ناحية أخري أعلنت وزارة الصحة ضبط عدد من الأدوية والمستلزمات الطبية المغشوشة بمكتب ومخزنين للأدوية غير مرخصين بمحافظة أسيوط، وذلك في إطار حملة شنتها إدارة التفتيش الصيدلي بمشاركة الجهات الرقابية ومباحث التموين للتفتيش علي الصيدليات والمخازن. وأكدت د. رشا زيادة، رئيس الإدارة المركزية للشئون الصيدلية أن الحملة أسفرت عن ضبط 340 أنبوبة رايل للتغذية، و630 عبوة ألبيومين مغشوشة، وعلبتين بهما 300 كانيولا، 125 مشبك صرة، و3 أحذية طبية للكسر، و50 قطعة غيار جروح، وجيركن بيتادين، وجهاز ضغط، ومساج، وعلبة بها 1000 جوانتي معقم، وعلبة بها 80 سرنجة أنسولين، و140 رباط ضاغط، و95 إبرة فراشة. وأوضحت أنه تم تحرير محضر بالواقعة برقم 14170جنح قسم أول أسيوط لسنة 2017، وعرض الواقعة علي النيابة المختصة التي تباشر التحقيقات.