ماذا لو أن لديك حصالة تدخر بها مبلغا من المال، وظللت تأخذ منها دون أن تضيف إليها؟ والإجابة علي السؤال لا تحتاج لأي تفكير، فالمال أيا كان قدره سينفد، وهذا هو الحال في مصر اليوم، فنحن نسحب من الحصالة التي هي الإحتياطي النقدي، دون أن نضيف إليه، والنتيجة تراجع الإحتياطي من 63 مليار دولار قبل ثورة 52 يناير إلي 82 مليارا الآن، وإستمرار السحب سيصل بالإحتياطي إلي رصيد صفر خلال الستة شهور القادمة. سيحدث ذلك إذا إستمر التوقف عن الإنتاج والإعتماد علي السحب. نحن في اشد الإحتياج الآن إلي مليونيات للعمل، ليس في ميدان التحرير ولا في الشوارع، ولكن في مواقع الإنتاج، البلد الآن يحتاج إلي كل يد لتعمل بكل جدية وبدون أي تراخ أو استهتار، فالوقت لم يعد يتحمل المزيد من التوقف لعجلة الإنتاج ويتطلب ضرورة وحتمية الإسراع بدورانها، قبل ان نسقط في هوة سحيقة لا يعلم إلا الله عز وجل ماذا سيحل بنا إذا سقطنا فيها. إنهيار اقتصادنا يعني دخولنا في أزمات لا حصر لها، للحصول علي السلع والاحتياجات الاساسية وتدهور في الخدمات، وغيرها من المآسي الأليمة التي ربما لا تخطر علي بال أحد. احذروا قبل أن تصبح الحصالة فاضية!