لم نعد نري مجالا حكرا علي الرجال فحتي أصعب وأدق المهن اقتحمتها المرأة وأثبتت ذاتها فيها بجدارة ومنها مجال المؤثرات الخاصة والخدع والتي تبرع فيها بنات حواء بالفطرة، تقي منصور وإيناس الصعيدي اقتحمتا فن المؤثرات الخاصة رغم صعوبة ما به من حيل وخدع تجعلك تنجح في خلق شخصية جديدة غير واقعية بالمرة وبالنظر للسنوات الماضية نجد أن المؤثرات الخاصة لعبت دورا كبيرا في صناعة العديد من الأعمال الفنية بل في الواقع أصبحت أفلام بكاملها تقوم عليها. وتقول تقي منصور أنا مهندسة ديكور وتخرجت في المعهد العالي للفنون المسرحية قسم ديكور وبدأ مشواري مع فن المؤثرات الخاصة والخدع منذ عامين عندما لفتت نظري مجموعة من الماسكات فقررت أن أصنع مثلها بأدوات بسيطة من داخل منزلي مثل الدقيق والألوان العادية وبإمكانيات محدودة للغاية وعندما نجحت في صنعها وابتكار أشكال جديدة فيها بدأت رحلة البحث عن خامات ذات جودة عالية تمكني من إظهار موهبتي أفضل. وتضيف: اكملت طريقي خطوة خطوة فاشتريت بعض الخامات من الخارج لعدم توافرها في مصر ووجدت بعضا منها باهظ الثمن فقررت صناعته بنفسي مستخدمة مواد لا تؤذي البشرة أو تضرها، وما جذبني للعمل في هذا المجال أنه يعد مجالا جديدا في مصر و عدد الذين يعملون به لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة ورغم إنه ممتع وجذاب إلا أنه يحتاج لتركيز وتدريب كثير واتقنته عن طريق أنني كنت أدرس أي صور خاصة به بدقة ولوقت طويل جدا لأتمكن من رؤية تفاصيلها وطريقة صنعها. وتؤكد أن البداية فقط تكون في التقليد وإنما النجاح يحتاج للابتكار وأن يكون لدي الشخص ستايل خاص به وأفكار وتصميمات جديدة غير منقولة من الصور والأفلام، وأنا شاركت في فيلمين سينمائيين قصيرين حصلا علي عدد جوائز وتكريمات وهما »أبوا» و »السيرة الذاتية للأربعة أمتار الفاصلة بين أنياب الذئب» و مسرحية »مهمة في فرن لبيب» لحمادة بركات وسليمان عيد، إضافة إلي عرض مسرحي علي خشبة المعهد العالي للفنون المسرحية خلال مهرجان المسرح اسمه »الحضيض» وأتمني أن أستطيع أنا وزملائي في هذا المجال الجديد أن نصنع أفلاما كاملة تقوم علي المؤثرات الخاصة مثل أفاتار avatar و سيد الخواتم the lord of the rings. وتكمل تقي: لا يقتصر عملي علي مجال المؤثرات الخاصة والخدع فأنا مازلت أعمل في مجال الديكور وأصمم عرائس وأحركها، إضافة لحبي لمجال إعادة التدوير وصنع بعض الأعمال اليدوية المنزلية البسيطة. وتشير إلي أن أهلها وخطيبها يدعمونها ويساندونها لتستمر في عملها وتنجح وتحقق شهرة فيه، وتنصح كل فتاة أن تسعي لتحقيق حلمها وتعمل بكل جهدها لتري ثمار تعبها وتشعر بقيمتها في المجتمع. وتقول إيناس الصعيدي أنا تخرجت في كلية الزراعة جامعة الإسكندرية وأعشق المكياج منذ نعومة أظافري ولكن لم تسمح لي والدتي باستعمال أي من أدواته إلا عندما أصبح عمري 16 عاما ومن هنا بدأت استخدم أولا أدوات المكياج كمجرد لعب بها وتسلية، ومنذ ثلاثة أعوام وتحديدا في عيد الهالويين استخدمت أدوات المكياج لأتنكر في شخصية مخيفة وبالفعل انبهر بي أصدقائي مما شجعني علي الإبداع وخلق المزيد من الأشكال والتفاصيل ومن هنا بدأ مشواري مع فن المؤثرات الخاصة. وتكمل علمت نفسي بنفسي واهتمامي بهذا الفن اعتبره امتدادا لهواياتي الفنية كالرسم بالرصاص و بالألوان، وتعلمت من الإنترنت كل ما أردت معرفته عن هذا الفن وشاهدت العديد من الڤيديوهات التعليمية وبدأت أطبق ما تعلمته علي نفسي حتي برعت فيه. وتؤكد أنها مازالت تخطو خطواتها الأولي في مجال المؤثرات الخاصة والخدع وقامت بتنفيذ ماكياج المؤثرات الخاصة لعدة مسرحيات في مكتبة الإسكندرية وفي جامعتها، كذلك عملت في بعض الأفلام القصيرة، مضيفة إلي أنها تحلم أن تشارك في الأعمال السينمائية وأن تمتلك ستوديو خاصاً بها. وتصف إيناس مجال المؤثرات الخاصة بأنه السهل الممتنع فرغم أنه قد يراه البعض سهلا إلا أن صعوبته تكمن في أنك لابد أن تنقل لمن يشاهد الصور أو الفيلم أو المسرحية الإحساس بأن ما يراه طبيعي وليس مكياجاً أو خدعاً وتقنعه مثلا بأن هذا جرح ودم طبيعي وهذا ما قد يأخذ منك ساعات طويلة لتستطيع فعله ونقله في ثوانٍ أو دقائق قليلة. • دينا درويش