احمد الله ان منصب الامين العام لجامعة الدول العربية لم يهرب من مصر هذه المرة.. وهو كان علي وشك ذلك. منذ اسست الجامعة عام 5491 وكل امنائها مصريون: عبدالرحمن عزام، عبدالخالق حسونة، محمود رياض، عصمت عبدالمجيد، عمرو موسي باستثناء عشر سنوات انتقلت فيها الجامعة الي تونس واختير الشاذلي القليبي التونسي امينا لها. لم يكن هناك ادني اعتراضات من أي دولة عربية علي الرجل الذي ترشحه مصر للمنصب.. باستثناء الترشيح الاخير الذي لاقي بعض الاعتراضات وجعل دولة أخري تقدم مرشحا آخر. ثم تصر هذه الدولة علي ان يتم تغيير المرشح المصري حتي تسحب مرشحها. موقف لم نكن نتمني ان تضع مصر نفسها فيه.. لولا هذا الاختيار الذي جانبه الصواب.. فالمرشح المصري لم يستطع ان يقنع المواطن المصري فما بالك بالعربي. اما الاسباب فهي كثيرة.. ليس فقط انه كان من افراد وجنود الحرس القديم.. او انه لم يكن مشجعا للثورة او كان محبا للرقص الشرقي.. ولكنه لم يكن دبلوماسيا بالقدر الكافي. الدبلوماسية ليست أن تحمل لقب سفير.. ولكنها طريقة عمل وسلوك .. الدبلوماسية ألا تأخذ مقعدا ليس من حقك وأن تصر علي التشبث به.. وتتصور ان الناس تنسي. الدبلوماسية هي ألا تفرح بنصر ليس من حقك.. وان تعترف بهزيمة تستحقها. شكرا لصاحب القرار المصري.. الذي اصلح الخطأ المصري!