محاكمة عسكرية للإهمال إلي الرئيس السيسي: بعض قضايا ارهاب »الإهمال» التي تضرب ارواح المصريين في مقتل (السكة الحضيض) مثلا لا ينفع معها.. القضاء العادي و (حباله الطويلة). لا حل سوي القضاء العسكري أنه حاسم باتر، وعبر معايشة طويلة لأهلنا، فالعين الحمرة هي الحاكمة وإلا صار التسيب سرطانا ينخر في جسد أمة. يكفي أن احدي دول الاتحاد الأوروبي تنصح مواطنيها السياح في مصر بعدم ركوب قطاراتنا لأنها (غير آمنة). الطبطبة علي المصريين قد تولد الرعونة. ربما قاطعني أحدهم وقال إن الشعب المصري لم يعش حنان حاكم من قبل وسأرد وأقول إن الطبطبة المطلقة مفسدة مطلقة. لابد من عقاب من يتسببون في إسقاط القطارات. لابد من عقاب من يسممون وجبات الاطفال في المدارس. غالباً - يا سيادة الريس - نعاقب (اصغر) وحدات الإ همال. المحولجي، عامل السنافور، عامل المزلقان ونترك الرئاسات وكأنها بلا مسئوليات. نعاقب سائقا نقل السموم للمدارس ولا نعاقب (المتعهد الكبير) صاحب الليلة. يجب ان تتسع دائرة العقاب لتشمل المسئول الكبير قبل المسئول الصغير. لقد مد الله في عمري لأري مسلسل القطارات البذئ من زمان الوزير سليمان متولي وما قبله ومن جاء بعده. ولا اظن أن هذا المسلسل قد انتهي. إنها فضيحة الفضائح حين تصل الحالة بمرفق السكة الحديد إلي هذه الحال. لحظة وقوع الحادث نتأثر ونصدر تصريحات عنترية وكلها تهدف لاحتواء الكارثة، وتذهب العدسات الي الموقع وتحاور القنوات الناس الذين شاهدوا (اللي جري). ويأتي اساتذة حول مائدة مستديرة يحللون الحادث. ويفوت يوم واتنان ويدخل الحادث خندق النسيان. ذلك هو (سلو بلدي) في الحوادث ونعود مثلما كنا نتابع (آخر مستجدات عمرو دياب وشر ين) وأي اشارة في صحيفة أو مجلة لحادث القطار من يعتبره رؤساء التحرير (خبر قديم). ولا تلتفت الشاشات مرة أخري لحوادث القطارات الا إذا حصل حادث جديد. إن اعلامنا مؤقت يغطي الخبر ويعطيه بعض الاهتمام ساعة حدوثه، ثم يتجاهله. أتذكر أنني كنت في باريس - زمن ميتران - حين سقط سقف صالة استاد الكرة علي الحاضرين وكانت كارثة بكل المقاييس. أتذكر أن اجهزة الإعلام الفرنسية ظلت تتابع الحادث أكثر من ثلاثة اشهر بين رواة للحادث ومتخصصين في بناء الاسقف وخبراء في مواد البناء التي ادت للانهيار إنهم يحيطون في العالم الأول بكل تفاصيل الملف، حتي لا يتكرر واتخذت فرنسا إجراءات جديدة بعد دراسة متعمقة. أما نحن فنمر علي رءوس الموضوعات بزهق وكأنها مهمة مطلوب الانتهاء منها عفواً إذا قلت إننا نتعامل مع الكوارث بمنطق أن (أرواح المصريين رخيصة) لهذا أطالب بالمحاكمة العسكرية للإهمال الجسيم وتعديل القوانين.. نتذكر جنون اسرائيل علي جندي واحد كان اسيراً. أرواحنا ليست بهذا الثمن البخس. كامل الوزير في الورَّاق أولاً: لست ضد ذهاب رجل من جيش مصر إلي منطقة منكوبة أو طال الأذي النفسي سكانها. ثانيا: هل فشل (المحافظ الصاحي) كمال الدالي في المهمة التي تقع في كردون الجيزة؟ وما العوامل التي عرقلت مهمة المحافظ مع اهاليالوراق وإذا كانت هناك اسباب، فما هي ولماذا لا يعلنها المحافظ المحترم؟ ثالثا: لست أقلل من مهمة كامل الوزير. بالعكس، أنا أريد تضافر الأجهزة لإنجاح مهمة. رابعاً: هل مازال المنطق السائد في حياتنا هو (مداهمة) الناس دون (التمهيد) وهو حق إنساني فيما اظن. خامساً: هل يراعي بعد الإزالات ظروف المسنين وكبار السن في الانتقال إلي البيوت الجديدة، لقد سمعت رجلاً مسناً يقول لي: أروح الاسمرات أزاي. هنا اتولدت وهنا أموت؟ هل (علم الاجتماع)الذي يدرس احوال الناس الاجتماعية له وجود في هذه الحالات أم هي نشرة جافة بالأسماء لا تراعي مسنا أو مريضاً؟ سادسا: ان الجلوس مع الناس قبل عمليات الإزالة هو نصف الحل وهو بمثابة (اقتراب نفسي) من السكان قبل المفاجأت الثقيلة بالبلدوزر. لقد اتيح وأنا في فيينا - العاصمة النمساوية - ان اعرف أنه مطلوب شق شارع لمرور خط مترو. وعلمت ان(عمدة فيينا) يقيم جلسات يومية مع أهالي الشارع قبل الإزالة التي اعطتهم مهلة مفتوحة وهدفها (توفيق أوضاعهم) فهؤلاء بشر وليسوا حجرة وقال لي مصري يعيش منذ اربعين عاماً في النمسا (هنا لا يعاملون الناس كقطع الشطرنج) لهذا اطالب بتشكيل لجان استنارة (تتنور بحقائق الوضع) ان نصف مشاكل الناس في مصر الاقتراب الحنون وفي الحس الشعبي(لاقيني ولا تغديني). سابعاً: فهمت من بعض سكان جزيرة الوراق أنهم (مرتاحين) لتكليف كامل الوزير بالمهمة. وهذا رائع، لأن رجل القوات المسلحة له (أذنان تسمع بلا ملل أو كلل) وهذا أخطر ما في الأمر ويجعلني أتسأل في قلق، ألم تصادق المحليات ناس المحافظات؟ بمعني ادق هل نجح الحكم المحلي في محافظات مصر. ويجعلني أبحر اكثر هل المحافظ المنتخب أكثر قربا للناس من المحافظ الذي تفرضه الدولة ربما لأسباب امنية بحتة؟ ونقطة اخري، هل المحافظ المولود في نفس ذات المحافظة افضل من المحافظ الغريب عن المحافظة. هذه نقاط جديرة بالدراسة وتحتاج لدراسة ميدانية وقراءة أكثر لواقع الناس وظروفهم. ثامنا: وأنا اتكلم عن الحكم المحلي والمحافظات هل من الصعب ان يشهد الناس لمجموعة علي اصابع اليد الواحدة مفترض فيهم الوطنية والعطاء والعمل مع المجموع والثقافة وربما ابداع ما. يمكن ان يختار منهم من يدير (قصر الثقافة) في المحافظة، فلا يقال ماهو شائع إن المناصب القيادية في وزارة الثقافة لا تعمل الا بموافقة امنية!! يجب ان تتحرر ثقافة البلد من مثل هذا اللغو. ومرة اخري قصور الثقافة وزارات ثقافة مصغرة في المحافظات. وحلم العمر ان تفرخ مواهب للبلد تعيد الرونق للفن والادب بدلاً من هذا الموات؟! هل دمعتي عصَّية؟ لم تكن دمعتي عصية ابداً، فهي تسكن علي اهداب جفوني وقريبة جداً. فالمعوق لسبب أو آخر يثير دمعتي. والطفل الكفيف المحروم من نعمة إبصار الدنيا يثير دمعتي. ولحظة الفراق في مطار أو علي رصيف قطار تثير دمعتي. وكلمة الود من عمق القلب تثير دمعتي. ووداع صديق الي مثواه الأخير يثير دموعي. وأحضان دافئة بعد سنين بعد وبعاد يثير دمعتي، وطبطبة أمي الحانية كانت تثير دموعي. وأغنية أم كلثوم (هجرتك) تثير شجني ودموعي. وأغنية فيروز (من عز النوم) يثير دمعتي. ودموع أم شهيد الصامتة علي رحيل وحيدها تثير دمعتي. وعزف الناي يثير دمعتي. وفوز الزمالك في مباراة شرسة يثير دمعتي. ولحظة لقاء واحدمن زملاء مقاعد الدراسة الثانوية تثير دمعتي. وصفارات البواخر التي تغادر الميناء للابحار، تثير الشجن والدموع. ودموع صبي لم يفز في مسابقة للغناء امام جمهور مشاهدين تثير دمعتي. وصوت آمال العمدة عندما تذيع الإذاعة أحد برامجها يثير دمعتي. واصابة اعز صديقاتي بالزهايمر تثير دمعتي حزنا. وخروج احمد الزند من العمل العام اثار دمعتي. الحضن البارد بين البدري وحسام حسن بعد هزيمة المصري امام الاهلي اثار دمعتي، تخونوه لعبد الحليم حافظ تثير دمعتي، إن كنت ناسي افكرك لهدي سلطان تثير دمعتي. انا قلبي اليك ميال لفايزة أحمد تثير دمعتي. اطلال ام كلثوم تثير دمعتي. ولم تعد اغنية واحدة أسمعها الآن الا فيما ندر تثير دمعتي. أهي الكلمة فقدت شذاها وعطرها؟ أم الالحان صارت اقرب الي شغل الترزية؟ أم ان العصر صار جافا؟ أم ان (الدموع) لا تليق بالرجال؟ كلمات تأسر القلب أنا مفتون بالكلمة،حروفاً وايقاعاً وموسيقي ومعاني تهيم بي وتحملني بعيداً عن جفاف الواقع وخشونة البشر. ويبقي في ذهني كلمات: النزوات وقود الفنان! (الشاعر الأردني حيدر محمود) دمعتي ذاب جفنها! (كامل الشناوي) الرجل الشرقي يأكل الثمرة ثم ينام! (د. سعاد الصباح) »أيا نهدها الملكي الأصول.. إليك أقدم أسمي ولائي فعنك أخذت الكثير من الكبرياء! (نزار قباني) أيها الحرف المعذب، أينما تذهب أذهب ! (محمود درويش) اصغ أكثر مما تتكلم.! (حكمة صينية) المصري متكيف مع الواقع سلاحه النكتة والسخرية! (د. محمد المهدي) لا يستهان بسيطرة الموتي عليالأحياء من المصريين (د. سيد عويس) لكني شقيت بحسن ظني! (قصيدة الشك لأم كلثوم) وفي مصر، نجر الناجح إلي حفرة الفشل! (د. أحمد زويل) نحن شعوب، لم تنضج بعد. (د. أحمد نظيف). مأساة النساء، أن المرأة تري الدنيا بأذنيها (غادة السمان) فيحضرة الرؤساء، الصمت افضل (د. اسامة الباز) فازت القاهرة بأجمل مدن العالم سنة 1925 (من أخبار الوقائع المصرية) الإعلام يسرق وقتنا أثمن ما لدينا (البابا تاوضروس) وزارة المتابعة والصيانة لم أكن أعلم أن في الهند (وزارة للنسيج) هكذا أدركوا أن القطن محصول مهم للغاية والتصدير عندهم نشيط للغاية ويدخل خزانة الهند من المنسوجات القطنية الهندية ملايين الدولارات. عندنا حدثت (انتفاضة) للاهتمام بالقطن، فقد كان وزيرالزراعة د. البنا يعرض علي الرئيس تقريراً ما، وذكر تاريخ القطن المصري ومجده الذي كان وملكة جمال القطن التي كان لها موكب، وأهمية سمعة القطن المصري في العالم، ورأي الرئيس بحسه السياسي أهمية زراعة القطن الذي كان في زمن عبد الناصر بالأمر. ولما تكلم الرئيس السيسي عن القطن المصري وضرورة الاهتمام بزراعته. تحركت كل الاجهزة ونشطت كواليس وزارة الزراعة واجهزة ابحاثها العديدة، ولكنها كانت انتفاضة ولا أعلم هل نبرة الحماس لزراعة مساحات قطن في ارضنا الطيبة مازالت قائمة ام أن الفتور ابتلع الحماس وعاد الفلاح الي عاداته المعتادة في الزراعة. ان الهند تعلم الفلاح كيف يخلص ويواظب علي زراعة القطن وتجزل له العطاء حتي يستمر في حماسه إنني اشعر ان الفلاح المصري لا أحد يخاطبه وأعلم أنه يتعذب في الجمعيات التعاونية والبحث عن السماد. وعندما أهملناه، رد الإهمال.. بالإهمال. ومن المعايشة النفسية لحادث القطارين المتصادمين أطرح ضرورة وجود (وزارة للمتابعة والصيانة) وليست مهمتها وزارة النقل فقط انما اجهزة الدولة التي تحتاج لتقييم المراحل مثلما يحدث في القوات المسلحة علي سبيل المثال. اما الصيانة فهي مطلب ضروري لكل الاجهزة حيث تبين ان الاهمال في الصيانة ربما جر الكوارث علي مصر. ان بلداً كمصر، (اتكالي) الإدارة والهوي، والصيانة ولا المتابعة من اولوياتها ولهذا ندفع ثمنا باهظاً لهذه الاتكالية المقيتة. في المانيا إدارات خاصة للصيانة ينفق عليها الكثير لتعالج أي قصور في الاداء. وما لم نهتم بالمتابعة وتقييم الاداء في توقيتات محددة، ستترهل إداراتنا وتصدأ أجهزتنا. حقاً إننا »دولة غنية بإدارة غبية» علي حد قول د. صبري الشبراوي استاذ الإدارة ومازلت اتذكر مناقشة كانت علي الهواء جمعت الرئيس مع رجال الامن عقب حادث إرهاب. مازلت اتذكر ان الرئيس طرح سوالاً وانتظر الإجابات ولكنه لم يستملح الاجابات وقال(ده علاج قديم، والعالم اتغير). معني هذا ان رئيس مصر منفتح العقل مفتوح المسام لاستقبال الافكار الجديدة في كل المجالات. وربما كان حرص الرئيس علي لقاء الشباب في مؤتمرات دورية هو حرص علي الاستماع للدم الجديد رغم قلة التجربة والخبرات، ولكنه يفكر وهذا في حد ذاته مهم، من هنا لست اطالب بهذه الوزارة غدا او بعد غد، انما اطرحها كفكرة تشير إلي مواطن الخلل مبكراً. هكذا اتصور اللحاق بقطار التقدم وهكذا أقف في وجه التخلف الذي يعشش في عقول الإدارة المصرية التي لا تزال في بعض الاجهزة تتعامل بالقلم الكوبيا والكربون. إنني استعجل الايام لأري الشباب المسلح بالعلم يحدث الإدارة، فنصف مشاكلنا إدارة حتي إننا لم ننجح حتي الآن فيخلق (إدارة للأزمات) تضم خبرات وخبراء وتصب هذه العقول في عمق الازمة وتشير أين العيب. نعم مصر تستحق إدارة فيها (الفهم والحسم) تطرد الاتكالية من ملعبها وتصبو نحو النجاح بالأهداف. أين؟ 1 - أين العيادة النفسية في المدارس المزودة بأطباء متخصصين وفحوص دورية علي الطلبة والطالبات. 2 - أين الضبط والربط والأمان في منطقة اسمها (المريوطية) تبع الجيزة؟ 3 - أين راحت دعوة محمد صبحي للقضاء علي العشوائيات بجهد احتشد له؟ 4 - أين الذوق والجمال والنظافة -التي كانت- في أيقونة الإسكندرية وهي العجمي؟ 5 - أين النهضة المسرحية والمسارح المضيئة في ليل القاهرة؟ 6 - اين إيرادات القناة (قناة السويس) وهل هي مجدية وهل كانت تكاليف إنشاء قناة جديدة ضرورة اقتصادية؟ 7 - أين الصناعات الجلدية المحترمة؟ لقداشتريت جلدة لساعة أعتز بها فإذا بها أشبه »بالكلبش» حول معصمي؟ 8 - أين (التأمين الصحي) الذي نسمع عنه ولانراه كمجلة الهوا؟ 9 - أين شارع المعز (فاروق حسني) وقد تغيرت ملامحه وتاه؟ رياضة كثرت أعداد المصريين فوق كباري مصر بطول الوادي وهم يلقون بشباكهم في النيل لصيد السمك يمارسون رياضة »الصبر».