ثم اضمحلت مكانتها بحلول المسيحية والإسلام وطوتها صفحات النسيان ومرت السنون لتسلط عليها الاضواء من جديد منذ اكثر من مائتي سنة عندما طبعت مجلدات وصف مصر التي شارك في تجميع معلوماتها التفصيلية نخبة من العلماء الفرنسيين المتخصصين في جميع المجالات اثناء حملة نابليون علي مصر تلي ذلك فك رموز اللغة الهيروغليفية التي توصل لها الفرنسي شامبليون فاشتعل اهتمام العلماء والمؤرخين والاثريين حول العالم بالحضارة المصرية وبدأت عمليات التنقيب العلمية المنظمة بواسطة البعثات الاثرية الدولية وفي نفس الوقت عمليات النهب والسرقة الهائلة التي دامت عشرات السنين وهي التي أدت إلي اجتظاظ متاحف العالم اجمع بكنوز الحضارات المصرية لتحتل دون مبالغة ثلث المساحة بجميع هذه المتاحف هذا دون ذكر المجموعات الخاصة التي هي في حوزه اثرياء العالم ولا تعرض علي العامة. هي طيبة ذات المائة باب وحيث تبرق اكوام الذهب. ورغم تعرضها لكل هذا النهب والتخريب الا انها صمدت وكان حظها افضل بكثير من منافستيها مدينة بابل ومدينة نينوي حيث تمكن المؤرخون من معرفة تفاصيل تاريخها بدقة متناهية بينما طمرت الرمال معظم تفاصيل تاريخ باب ونينوي. وهي المذكورة في إلياذة هومير. كانت طيبة مقسومة لنصفين بواسطة النيل النصف الشرقي حيث تشرق الشمس كانت تشتعل بها مظاهر الحياة اليومية والاحتفالات والمراسم والعظمة بكل مظاهرها امام عيون العالم القديم وعليه تم تشييد أكبر دار عبادة علي وجه الكرة الارضية في ذلك الوقت واقصد معبد الكرنك الذي كان يلقب بأفضل الاماكن حيث كان مقرا للاله آمون وديانته وتبلغ مساحة المعبد مائتي فدان واستغرق بناؤه حوالي الفي عام ليضم مجموعة معابد اقيمت في أزمنة مختلفة. ثم دخلته المسيحية ثم الاسلام. كما كان الجانب الشرقي من طيبة يضم معبد الأقصر ومقار الحكام والمساكن والتي تم بناؤها بالطوب اللبن لتضم الفنانين والعمل والمزارعين والصيادين وجميع التخصصات المعروفة في ذلك الوقت مع اشارتي الي ان أعضاء اللجنة سيشاهدون الانجازات الرائعة الحادثة بين معبد الكرنك والاقصر واهمها استكمال طريق الكباش الذي كان مدفونا تحت المزارع والمباني العشوائية وهو انجاز حضاري حققه السيد اللواء سمير فرج محافظ الأقصر بجهد وطني مخلص. بينما النصف الغربي من طيبة كان مدينة الاموات حيث تغرب الشمس وكانت لاتقل عظمة عن النصف الشرقي فكانت عظمة ظاهرة علي سطح الارض من معابد عملاقة اسطورية الفن الهندسي وعظمة مذهلة تحت سطح الارض حيث المقابر الاسطورية الثراء والجمال والالغاز الهندسية من دهاليز وممرات وشراك قاتلة لكل من تخول له نفسه دخولها وازعاج اصحابها. مقابر سجل الفنانون علي جدرانها مظاهر الحياة اليومية بدقة وروعة خلابة وطلاسم العبادات وتسجيل الاعمال الحميدة التي تخول لصاحبها دخول الحياة الثانية اي الجنة بالمفهوم الفرعوني. مقابر مخفية بذكاء ودهاء وسط الوديان والصخور وبترتيب ونظام متقن، فهناك مقابر للملوك مجمعة بواد منفصل ثم مقابر للملكات ثم للاشراف ثم للعمال. وبهذا الجانب من طيبة تم اكتشاف مقبرة ملك مصر توت عنخ امون في نوفمبر من عام الف تسعمائة اثنين وعشرين ليحدث دويا هائلا عالميا يؤدي إلي احياء عظمة ومكانة الاقصر وسط كل المدن التراثية بالعالم اجمع لتحتل الصدارة مرة أخري ولتبقي في هذه المكانة الي الابد فهي مازالت تبهر العالم كل حين واخر باكتشافات مدوية مثل ما حدث خلال العشرين سنة الماضية عند اعادة اكتشاف مقبرة ابناء رمسيس الثاني التي كان يعتقد انها عبارة عن غرفتين خاليتين فقط فاكتشف انها تضم اكثرمن مائة وعشرين غرفة تحت سطح الارض عند مدخل وادي الملوك واكتشاف خبيئة معبد الاقصر من تماثيل مبهرة الجمال التي تم بناء جناح اضافي جديد بمتحف الاقصر خصص لعرضها. اخيرا يشرفني انني عضو بهذه اللجنة بالانتخاب علي المستوي الدولي.