هي شاعرة اختارت ان تكون جسرا للمحبة والوئام بين أتباع أعظم الأديان.. تلك السماوية المنزلة، لم تشغلها أغراض الشعر التقليدية من تجسيد للغرام والمديح والهجر والصد، بل اتجهت بوصلتها الإبداعية إلي هذه المنطقة التي تجمع ولا تفرق، تبني ولا تدمر، تعتاد زرع الأشجار دون أن تقطع يوما زهرة مهما كانت واهنة، ويعود تاريخ معرفة الشاعرة المصرية المبدعة مريم توفيق، وهي مسيحية الديانة بالشيخ الإمام د.أحمد الطيب شيخ الأزهر إلي عدة سنوات، حيث كتبت قصيدة رثاء لقداسة البابا شنودة بعد وفاته، وتحكي لنا مريم قصة لقائها الأول بالإمام الأكبر قائلة: وبعد أن كتبت قصيدة الرثاء بأيام قابلت د. أحمد الطيب، وقدمت إليه القصيدة فقرأها بصوت مرتفع أمام ضيوفه في مكتبه وبعد ان أنهي قراءتها طلب من سكرتيره أن يعلقها بجانب باب مكتبه، بعد ذلك توالت اللقاءات بيننا، ونشأت صداقة مبنية علي المحبة والاحترام المتبادل، واتسمت علاقتنا بدرجة كبيرة من الروحية، وقلت لفضيلة الإمام: أريد أن أكتب عن قصة حياتك، وأود أن أجري العديد من الحوارات معك، ووعدني باللقاء القريب. وفي أحد الأيام زرت مدينة الأقصر، وكنت قريبة من بيت عائلة الطيب، فذهبت إلي منزلهم وكنت شديدة الفضول كي أتعرف علي البيت الذي تربي فيه العالم الجليل، وتعرفت علي أهله، وكانوا في قمة الأخلاق والروحانية والمحبة، وبالصدفة قالوا لي أن مولانا نائم الآن لأنه جاء من السفر متعبا، وسوف يقابل ضيوفه هذا المساء، فحاورته وقمت بجمع معلومات عن حياته، وعلاقته ببابا الفاتيكان في كتاب بعنوان »كلمات في جزيرة السلام»، ووصفته بأنه إمام السلام للمصريين جميعا مسلمين ومسيحين. وواصلت الشاعرة حديثها ل »الأخبار» قائلة: وأخبرت الشيخ الطيب أني أعد كتابا عن بابا الفاتيكان، وطلب مني فضيلته أن أسلط الضوء علي علاقة الأزهر بالفاتيكان، وفعلا انتهيت من إعداد الكتاب، وهو الآن تحت الطبع، وسوف يترجم إلي اللغة الإيطالية، وقد تحدثت في كتابي »عشق مختلف جدا» عن العديد من الحكايات حول علاقاتي بأصدقائي من المسلمين مثل قصة »زينب العشق الأسطوري»، حيث كان علي فرح ابنتي أن أجري عملية جراحية خطيرة، وكتمت الخبر، ولم أخبر أحدا بذلك حتي لا أفسد فرحة ابنتي، وبالمصادفة قابلت جارتي زينب وعرفت أنني سوف أخضع لعملية غدا، وقررت أن تلازمني أثناء الجراحة في المستشفي، وبعدما أفقت عرفت أن زينب وقفت أمام الغرفة لا تأكل ولا تشرب لمدة عشر ساعات كاملة فقط تقرأ آيات من القرآن الكريم وتدعو لي بالشفاء حتي خروجي من غرفة العمليات في سلام، مما جعل الأطباء والممرضات يظنون أنها شقيقتي، واندهشوا عندما علموا بأنها جارتي المسلمة »زينب».