» الساحل الشمالي يسعي للعالمية .. والعلمين الجديدة بوابة إنطلاقه » هكذا وبكل بساطة كان حديث الأوساط السياسية والسياحية .. بعد ما أعلنه الرئيس عبد الفتاح السيسي بمؤتمر الشباب بالأسكندرية مؤخرا عن منطقة العلمين الجديدة .. وكيف أنها ستصبح »أو هكذا يأمل الرئيس» نقطة مضيئة جديدة في الخريطة السياحية بمصر بل والمنطقة والعالم .. وبدأت تنتشر بوسائل الإعلام وايضا وسائل التواصل الإجتماعي صور خرافية للمخطط المبدئي والماكيت الرئيسي للمنطقة. الحلم يكاد يلامس عنان السماء .. هو حلم ليس بعيد المنال أو مستحيل التنفيذ .. إنما أقرب مما نتخيل وأسهل مما نتصور .. » لكن » في نفس الوقت أصعب مما نراه وأبعد مما نتوقعه .. و» لكن » الفاصلة هنا بين المعنيين المتناقضين موضع حديثنا .. فعلي المستوي الشخصي أشعر بحماسة كبيرة للمشروع .. لكنها لا تخلو من خوف .. ويتملكني أمل وثقة في مستقبله وعوائده .. وأقاوم بكل قوة أن يقترب اي يأس ليهدد هذا الأمل .. وهنا لا بد أن نتحدث بصراحة ووضوح الوطني الغيور علي بلده وحلم شبابها ومستقبلهم .. ونطرح بعض الرؤي لخبراء مشهود لهم عسي أن يكون في كلامنا وكلامهم ما يضع لبنة ولو بسيطة تدعم الحلم .. مبعث القلق وإن كان بسيطا نقطتين جوهريتين .. اولهما تجربة الساحل الشمالي الحالية كلها من مصايف الإسكندرية العريقة الي تحف منتجعات سيدي عبد الرحمن .. فجميعها تعمل شهرين أو ثلاث فقط سنويا .. وتغلق أبوابها بالضبة والمفتاح باقي العام .. كما أن عائدها الإقتصادي فيما يخص دولارات السياحة صفر كبير .. لأنها تعمل فقط علي المصريين والسياحة الداخلية .. والنقطة الثانية ما نراه ببعض مدننا السياحية حتي المشهور منها خاصة شرم والغردقة وتراجع مستواها السياحي ودخلها الإقتصادي بسبب سوء المنافسة والإدارة وعيوب بالفكر التنموي بهما. بداية ولمن يردد ان البحر الأحمر قدراته السياحية أعلي وأفضل من المتوسط .. والرد ببساطة نراه في المدن السياحية الأشهر عالميا ومعظمها يقع علي البجر المتوسط من نيس وكان وبرشلونة وأنطاليا وتونس ومايوركا .. مع فارق بسيط أن ساحلنا الشمالي أروع وأجمل والجو فيه أفضل طوال العام .. إذن وكما قلت الحلم سهل التحقق لكن كيف ؟ وبحثا عن إجابة قد تفيد القائمين علي المشروع الحلم توجهنا لأثنين لهما فكر متميز في التنمية والتسويق السياحي . عندما سألت كامل أبو علي رئيس جمعية مستثمري البحر الأحمر اجاب :- المنطقة بالفعل تصلح لأن تكون منطقة جذب عالمية .. وتدر مليارات علي مصر .. وهذا يتوقف علي أمرين مهمين .. اولهما تحديد هدف للمنطقة ..وثانيها خطة علمية لتحقيق هذا الهدف .. النقطة الأولي كما يقول أبو علي مسئولية الحكومة وهي أن تحدد هدفها من المنطقة وكم مليون سائح تسعي لجذبها .. ومهما كان عدد الملايين من السائحين يسهل تحقيقها .. بشرط تحقيق النقطة الثانية وهي الخطة العلمية .. وهذه الخطة لن أضعها انا أو غيري .. إنما تحتاج الي أكبر بيوت خبرة عالمية في هذا المجال فهذا تخصصها .. أستقطب أكثر من بيت خبرة لوضع الخطة التي يجب أن تلتزم بها الدولة .. وعندما سألناه عن فكرة الممشي السياحي وطريقة إنشاء القري وغيرها من المشروعات السياحية .. كان أبو علي واضحا » كل هذا ليس مسئوليتي ولا حتي مسئولية الدولة إنما مسئولية بيت الخبرة الذي ستنستعين به .. وللعلم والكلام لكامل أبو علي نستطيع في تلك المنطقة تحقيق أي رقم من السائحين فأنطاليا التركية تجذب 13 مليون سائح .. ومايوركا 18 مليون واليونان 30 مليون وساحلنا ليس أقل منها. نفس السؤال سألناه لعماد عزيز صاحب الميدان الأشهر بشرم الشيخ » سوهو سكوير » ومالك سافوي .. وهي تجربة تعد الأفضل عالميا .. كانت إجابته قريبة من كامل أبو علي .. الإستعانة بذوي الخبرة وأصحاب التجارب الناجحة .. وأضاف عماد عزيز : لابد من تحديد كافة السلبيات بالمنتجعات الحالية بالبحر الأحمر لتلافيها جميعا بالساحل الشمالي .. ويتحقق هذا كما يقول بوضع قوانين مدروسة للإستثمار بتلك المنطقة البكر الواعدة .. تناسب الفكر الأجنبي في الإستثمار والسياحة .. وإختيار مستثمرين سياحيين حقيقيين وليس سماسرة او أثرياء فقط .. وألا تنظر الدولة لمتر الأرض علس أساس » ابيعه بكام » إنما علي أساس » هيدخل للدولة كام » .. وتدريب وتأهيل كل من سيعمل بتلك المنطقة علي أعلس مستوي .. وتحديث كافة الطرق المحيطة بها والمؤدية اليها وهذا يتم بالفعل .. وبناء مطارات علي اعلس مستوي عالمي ووسائل نقل داخلي راقية .. ووسائل ترفيهية ذات مستوي عالمي. وعندما سألنا عماد عزيز انه لا يوجد شعب مرجانية ولا سفاري أو غير ذلك .. اجاب هذا ليس عيبا علي الإطلاق .. فكل البحر الأبيض ليس به هذه المزايا .. وللعلم وكما يقول عماد عزيز ان هذه المنطقة لو تم تنميتها بأسلوب علمي صحيح ستغلق جنوب أوربا وتتفوق عليه بمراحل .. فجوها رائع .. وبها العملين وتاريخها العسكري .. حتي البحر يحتوي علي مراكب غارقة من الحرب العالمية وأثار .. وهذه علي نفس مستوي الشعب المرجانية لعشاق الغوص . هذا غيض من فيض أفكار عديدة لتحقيق الحلم .. وأعتقد ان الأمر يستحق أن نستعين بكل فكر وخبرة وأن نضع خطة حقيقية حتي يتجول الحلم الي واقع.