توشكي حملت إلينا من المشاكل أكثر مما حملت من الخيرات.. فالمشروع الذي كان مصدر أمل للمواطن باعتباره مشروعا قوميا أحاطت به الأكاذيب طوال فترة تنفيذه سواء بالدراسات التي تمت للمشروع خلال مراحل تنفيذه أو موعد انتهاء التنفيذ الذي لم يأت رغم مرور كل تلك السنوات. ولو عدنا للوراء وفي الاجتماع الثاني لوزارة د. كمال الجنزوري فقد أكد المجتمعون انه سيتم دراسة إنشاء ترعة من نجع حمادي تصل إلي الوادي الجديد لتضيف نصف مليون فدان من الأراضي المستصلحة إلي الرقعة الزراعية ونشر ذلك في كل وسائل الاعلام في اليوم التالي مباشرة ولكن بعدها بقليل اختفي الحديث عن الترعة وظهر فجأة الحديث عن مشروع توشكي علي انه المشروع الأمل الذي يحل مشاكل الغذاء والبطالة للمصريين.. وأنه سيتم زراعة العديد من المحاصيل أبرزها القمح.. وأنه سوف نتمكن من نقل أكثر من مليوني مواطن للإقامة الدائمة في المشروع.. ولكن مرت السنوات تلو السنوات ولم تظهر في الأفق سوي مشكلة أرض الوليد بن طلال الذي حصل علي 001 ألف فدان بسعر الفدان 05 جنيها بشرط إقامة أحد أفرع الري إلا أن شركة الوليد قامت باستصلاح مساحة لا تتجاوز ألف فدان في أبوسمبل وجعلت منها مزرعة ارشادية وحتي يقنع السادة المسئولين بجدوي الزراعة في توشكي كان ينقل الثمار هدايا إلي هؤلاء المسئولين.. وامتدت الأكاذيب إلي الشركات المصرية التي تشارك في الزراعة والاستصلاح وأدعت شركة جنوبالوادي انها زرعت 04 ألف فدان ثم اتضح ان ما زرعته لا يتجاوز 7 آلاف فدان كل هذا في مشروع انفقت عليه الدولة ما يقرب من 01 مليارات جنيه لإقامة البنية الأساسية له وإذا كان الأمر كذلك وفي ظل أزمة البطالة لماذا لا يتم توزيع جانب من الأراضي علي شباب الخريجين من أبناء الصعيد لاستصلاحها وزراعتها بدعم من الدولة . اعتقد ان العمران سوف يمتد بسرعة إلي توشكي وترفع قيمة الأرض وتضيف قيمة إنتاجها إلي الناتج الوطني لتصبح توشكي نقطة أمل ونبراس خير لأبنائنا وبلادنا .