خلال المقالات السابقة ذكرنا أنه بات واضحا لدي كل المتابعين والمهتمين بواقع الحال في المنطقة العربية والتطورات الإقليمية والدولية، بأن ما جري ويجري علي الساحة العربية من اضطرابات وقلاقل وفوضي وأحداث عنف وصدامات دموية، هي نتاج مخطط متكامل، وضع من جانب قوي الشر الدولية للمنطقة، وبدئ في تنفيذه بالفعل علي أرض الواقع في عام 2003 مع عملية الغزو والاحتلال الأمريكي للعراق. وأشرنا إلي ما تؤكده جميع التقارير الأمريكية والغربية المتداولة عبر وسائل الإعلام والصحافة، بأن كل ما تعرضت له المنطقة العربية من أحداث عنف وفوضي خلال السنوات الماضية التي تلت 2003، قد حدثت في إطار المخطط المرسوم والمعد سلفا لإسقاط الدول في المنطقة العربية بهدف تغيير خريطة المنطقة، وإقامة الشرق الأوسط الجديد،..، وأن البداية كانت بإسقاط العراق وتدمير هياكلها والقضاء علي جيشها وتحويلها إلي ثلاثة كيانات متصارعة »شيعة وسنة وأكراد». ونوهنا إلي أن المرحلة التالية لذلك طبقا للمخطط المرسوم، كانت ولاتزال زرع وإثارة الفتن في الدول العربية علي أساس طائفي وعرقي وديني، ونشر الفوضي والعنف بها، وهو ما تم بالفعل وبلغ ذروته في الأحداث التي سميت بالربيع العربي، والتي أدت إلي تفكيك وهدم وإسقاط سوريا وليبيا واليمن وتحويلها إلي دول فاشلة وغارقة في الاقتتال الداخلي،..، وذكرنا أن الهدف والمسعي الرئيسي لهذا المخطط كان ولايزال إسقاط الدولة المصرية،..، وهو ما لم يتحقق ولن يتحقق بإذن الله ويقظة الشعب وقوة وبسالة وشجاعة جيش مصر ورجال شرطتها وحراس أمنها الأبطال. أما لماذا يريدون إسقاط مصر؟! فذلك يعود في أساسه وجوهره إلي ادراكهم اليقيني لقراءة الواقع وبناء علي ما تؤكده كل حقائق التاريخ في المنطقة العربية وهذا الجزء من العالم بأن مصر هي قلب هذه المنطقة ومركز حركتها وثقلها، وهي مفتاح الاستقرار وقاطرة التغيير بها،..، وإذا سقطت لا قدر الله كان ذلك إعلانا رسميا بسقوط المنطقة كلها،..، لذلك كان الهدف ولايزال هو مصر التي أطلقوا علي سقوطها »الجائزة الكبري»،..، وهو ما لن يحدث علي الإطلاق طالما بقينا علي قلب رجل واحد دفاعا عن أرضنا ووطننا ودولتنا المصرية.