مقدمة أصدر المركز الكوني لأبحاث الشرق الأوسط في 28/6/2014 الماضي وثيقة عن الإدارة الأمريكية تحت عنوان ""Color Revolutions": US state Department Document Confirms Regime Change Agenda in the Middle East. " وهي تكشف الاصرار الأمريكي على تنفيذ مخططات أمريكية حقيقية سبق الكشف عنها منذ عام 2003، عندما أعلن الرئيس الأسبق جورج بوش مخطط الشرق الأوسط الجديد القائم على فكرة اعادة تقسيم دول منطقة الشرق الأوسط على اسس عرقية وطائفية ومذهبية وسياسية، وذلك بأسلوب الفوضى الخلاقة الذي كشفت عنه وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس، على أن تكون تنظيمات الإسلام السياسي هي وسائل تنفيذ هذا المخطط، وهو ما أكدته واثبتته الاحداث التي وقعت بعد ذلك طوال الاربع سنوات الماضية وحتى اليوم، وادت إلى احداث ليس تغييرا فقط في خريطة الشرق الأوسط ولكن – وهو الاخطر – ادت إلى أعمال فوضى وتخريب وعنف.. بل وحروب أهلية انتهكت فيها حرمات الشعوب العربية والإسلامية من ارواح ودماء وممتلكات عامة وخاصة. ومن ثم فإن إدارة أوباما تثبت من خلال هذه الوثيقة انها سائرة في تنفيذ هذا المخطط بكامل أهدافه وأبعاده، لاسيما وأنه صادف نجاحا في عدة دول عربية.. مثل العراق وليبيا وسوريا واليمن والصومال ولبنان والسودان.. ولم يبق اما استكمال تنفيذ هذا المخطط سوى مصر التي قاومت هذا المخطط ورفضت تنفيذه على ارضها، وهو ما ادى إلى احداث نكسة في مسيرة تنفيذه، وتوقفه عند ابواب مصر الذي اعتبر المخطط أن نجاحه فيها بمثابة (الجائزة الكبرى) حيث لن تستطيع أي دولة بعد سقوط مصر – لا قدر الله –أن تقاوم تنفيذ المخطط على ارضها، بل ستسقط وبسرعة في براثنه وبكلفة باهظة. - وليس بخافيا على أحد أن نجاح أمريكا في تنفيذ وثيقة الثورات الملونة، وبما يؤدي إلى تغيير الانظمة الحاكمة في دول الشرق الأوسط، سيصب في مجرى تقوية وتعزيز المصالح والأهداف الأمريكية على حساب مصالح وأمن واستقرار واستقلال ووحدة اراضي دول المنطقة.