حالة من الانقسام الشديد تشهدها فنزويلا غداة انتخاب جمعية تأسيسية جديدة، يؤيدها الرئيس نيكولاس مادورو، ومن المفترض أن تبدأ عملها غدا. فقد أعلن رئيس البرلمان المعارض استمرار العمل رغم انتخاب الجمعية، وقال »خوليو بوخوريس» في مؤتمر صحفي امس» نحن هنا لأننا نمثل عددا من الاصوات لم يسبق لأي برلمان في البلاد الحصول عليها ويجب احترام ذلك». بينما نددت المدعية العامة في البلاد اويزا اورتيجا احد ابرز الوجوه المعارضة بالطموح الديكتاتوري للرئيس نيكولاس مادورو رافضة الاعتراف بالجمعية الجديدة. وترفض المعارضة الاعتراف بالجمعية التأسيسية التي تم انتخابها امس الأول، ودعت الي مظاهرات حاشدة لرفض هذه الجمعية التي من المفترض ان تدير شئون البلاد لفترة غير محددة من مقر البرلمان. كما انها ستعد دستورا جديدا للبلاد بديلا عن ذلك الذي اصدره الرئيس الراحل هوجو تشافيز عام 1999. وجاء ذلك بعد أن أعلن مادورو فوز معسكره في بالانتخابات التي ندد بها المجتمع الدولي ووصفها بأنها »إهانة للديمقراطية»، بعد وقوع اشتباكات عنيفة ليلة التصويت أسفرت عن 10 قتلي. وفي خطاب أمام المئات من أنصاره وسط العاصمة كراكاس، قال مادورو إنها الانتخابات الأكبر التي تحققها الثورة في تاريخها منذ 18 عاما، في إشارة إلي العام الذي وصل فيه سلفه هوجو تشافيز إلي الحكم. وقادت الولاياتالمتحدة الإدانات الدولية للانتخابات متعهدة بإجراءات رادعة وسريعة ضد أركان »النظام السلطوي» في فنزويلا. وتدرس إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض بعض العقوبات علي قطاع النفط في فنزويلا مما قد يؤدي إلي تفاقم الأزمة الاقتصادية في البلاد. لكن مادورو رد علي ذلك قائلا: »لماذا نأبه بما يقوله ترامب؟»، ودعا الجمعية إلي إسقاط الحصانة عن النواب المعارضين لمحاكمتهم. كما ندد الاتحاد الأوروبي وكندا واسبانيا ودول أمريكا اللاتينية بما فيها الأرجنتين والبرازيل وكولومبيا والمكسيك. ونظمت مظاهرات ضد الانتخابات في ميامي في الولاياتالمتحدة وفي العاصمة الإسبانية مدريد وعدد من مدن أمريكا اللاتينية. وفاز حلفاء الحزب الاشتراكي بجميع مقاعد الجمعية (545) مقعدا وستملك سلطات واسعة منها حل مؤسسات الدولة مثل البرلمان الذي تسيطر عليه المعارضة وعزل المسئولين المنشقين. وستضم الجمعية الجديدة »سيليا فلوريس» زوجة مادورو إلي جانب »ديوسدادو كابيلو» نائب رئيس الحزب الاشتراكي الحاكم الذي يعد بمثابة اليد اليمني لمادورو إضافة إلي عدد آخر من حلفائه.