بدا واضحا ان هناك مخططا لضرب الوحدة الوطنية في مصر وإلا فما معني الفتنة بين المسلمين والمسيحيين نسيج الامة الواحد. لكل منا حرية العبادة والعقيدة، فالدين لله والوطن لنا جميعا هذا ما تربينا عليه أنا وكل أهلي وناسي مسلمين ومسيحيين لا فرق بين احد منا والاخر، فأعز أصدقائي وقلتها من قبل من المسيحيين فرحت وبكيت علي أوفياء منهم رافقوني وزاملتهم علي مدي سنوات عمري دون ان يعاير احد منا الآخر بدينه أو يعيبه. ما نراه هذه الايام غريب علي مصريتنا فهذا التعصب من الجانبين والذي تغذيه وتشعله الفضائيات الموتورة هو الخطر بعينه علي مصر. وجوه تخرج علينا لا هم لها الا اذكاء روح الفرقة بقضايا فرعية بمسيحية اسلمت أو بمسلمة تنصرت ولا مانع من التطاول علي رموز الدين هنا وهناك وخروج المظاهرات التي كان اقصاها ما شهدته امبابة وراح ضحيتها العشرات من المصابين والضحايا مسلمين ومسيحيين. لا ليست هذه روح مصر ولكنها روح شيطانية تضرب نسيج الامة في مقتل انها روح اجرامية توحي للناس ان المسيحيين مضطهدون وان المسلمين يريدون اجبارهم علي ترك مصر بالتفكير في الهجرة أو ان يصل بهم الحد الي البحث عن مكان آمن يفرون اليه داخل مصر في مكان ينفصلون به عنها. هذا ما يخطط له من يريدون لمصر عدم الاستقرار هو ضرب نسيج امتها الواحد وفصل كل منهما بالتقسيم الي امارة اسلامية واخري مسيحية وكلتاهما متشددة. شيء غريب لم نعرفه من قبل حتي في احلك الأوقات، لقد قاتل المسلم بجوار المسيحي في حرب اكتوبر واختلطت دماؤهم الزكية في تحقيق اغلي الانتصارات في تاريخ العسكرية المصرية علي الاطلاق. تحررت القنطرة شرق بجنود مصريين وقائد مسيحي رفع علم مصر الذي كتبت عليه كلمة الله اكبر بدمائهم المختلطة. ما يحدث غريب عنا تلعبه اياد خفية ويكفي ان نقول ان ديننا الاسلامي يحضنا علي حماية اخوتنا المسيحيين وتأمين كنائسهم وعدم الاعتداء عليها او حرقها وليس في الدين المسيحي اي نبذ للاسلام والمسلمين او لاساءة معاملتهم والنفور منهم. لن يقدم أو يؤخر اسلام سيدة أو تنصرها او تتنقص من قدر الاسلام أو المسيحية كدين ولكنه الخطر بعينه علي الامة طالما اننا ندرك تماما ان هناك من يحاول ان يجعل من هذه القضية أو تلك اداة لزعزعة استقرار الوطن في هذا الوقت الخطير خاصة بعد ثورة كشفت الفساد. لست مع الذين يتقولون بأن ما يحدث هو من فلول الحزب الوطني فقد تم حل هذا الحزب وانفكت أواصره وأركانه ولا اعتقد ان له وجودا واذا كان وجوده بهذه القوة التي تضرب الوطن في مقتل وتحاول تدميره.. فلنهب لمقاومته.. ما نتعرض له هو مؤامرة يذكي نارها برنامج خارجي عن مصر لا تعرفه ارضها يستهدف تقسيم الوطن وهدم كيانه الذي لم يعرف الانقسام والشرذمة منذ ان وحد مينا القطرين في عصور ما قبل التاريخ. اخوتنا المسيحيون هم في نسيج القلب منا ومن يحاول الوقيعة بيننا وبينهم لا يفهم ولا يدرك طبيعة هذا الشعب الكبير الذي احتوي علي مر العصور كل الغزوات والمستعمرين لقد دافع المصريون عن وطنهم برمز الهلال مع الصليب فيا كل مصري هيا بنا نحمي هذا الوطن بهذه الوحدة في خطر قادم الينا من بعيد وهدفه تقسيمنا فلا تدعوا مجالا لمن يعبث ان تنجح مساعيه في ان تصبح مصر دولتين. اما هذه الفضائيات التي يعلو صوت الصبية المتعصبين فيها فكفاها اشعالا لنار الفتنة فمصر باقية بأبنائها ونسيجهم الواحد. وليذهب المأجورون للجحيم.