كجوك: طرح 3 استراتيجيات متوسطة المدى للدين والسياسات الضريبية والمالية العامة نهاية الشهر الجاري    مسؤول سوداني: الحرب في البلاد صراع على الموارد ورغبة في تغيير ديمغرافيتها    ضياء رشوان: ترامب وضع في خطته عدم تهجير الفلسطينيين بعد اتصالات مع مصر والوسطاء    زيلينسكي: الأقمار الاصطناعية الصينية ربما تساعد روسيا في شن الهجمات ضدنا    الشناوي يحدد مفاتيح الفوز أمام جنوب إفريقيا    دهس طفل تحت عجلات ميكروباص فوق كوبري الفيوم.. والسائق في قبضة الأمن    الأمن يضبط طليق رحمة محسن للتحقيق في نشر فيديوهات خادشة    إصابة 7 أشخاص إثر انقلاب سيارة جامبو بالطريق الصحراوي في البحيرة    بعد واقعة موقع المتحف المصري الكبير المزور.. أسامة كمال: ما الذي يمنع تكرارها وما هي العقوبة؟    رئيس شعبة المصورين الصحفيين: صاحب واقعة ريهام عبدالغفور لا يعمل بصحيفة أو موقع    تراجع جماعي لمؤشرات البورصة بختام تعاملات اليوم الخميس    تعيين محمد حلمي البنا عضوًا بمجلس أمناء الشيخ زايد    ضياء رشوان: نتنياهو يريد تجنب الانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق غزة    ستة منتخبات تصنع المفاجأة وتُحافظ على شباكها نظيفة في افتتاح أمم إفريقيا 2025    أخبار كفر الشيخ اليوم.. إعلان نتائج انتخابات مجلس النواب رسميًا    نجاح عالمي للمعارض السياحية الخارجية وقرارات جديدة لتعزيز تجربة الزائر    هي تلبس غوايش وأنا ألبس الكلبش| انفعال محامي بسبب كتابة الذهب في قائمة المنقولات    «مؤسسة محمد جلال الخيرية» تكرم أكثر من 200 حافظة وحافظ للقرآن الكريم    شبكة أطباء السودان: الدعم السريع تحتجز 73 امرأة و29 طفلة بولاية غرب كردفان    بعد قرار البنك المركزي بخفض الفائدة.. خبراء: ينعش أسواق المال ويعيد توجيه بوصلة المستثمرين    جراحة دقيقة بمستشفى الفيوم العام تنقذ حياة رضيع عمره 9 أيام    أخصائي يُحذر: نمط الحياة الكارثي وراء إصابة الشباب بشيخوخة العظام المبكرة    ختام مبهج ل «الأقصر للتحطيب»    خبير تشريعات: جولة الإعادة أكدت صعود المستقلين وبروز ملامح البرلمان الجديد    بعد عام من الانفصال.. طلاق شريف سلامة وداليا مصطفى    جمارك السلوم تحبط محاولة لتهريب كمية من البذور الزراعية الموقوف تصديرها    العائلة المصرية في برلين: مشاركة إيجابية للجالية المصرية في انتخابات «النواب»    كيف نُصلِح الخلافات الزوجية بين الصم والبكم؟.. أمين الفتوى يجيب    خبير: صناعة التعهيد خلقت فرص عمل كبيرة للشباب وجذبت استثمارات أجنبية لمصر    "إسماعيل" يستقبل فريق الدعم الفني لمشروع تطوير نظم الاختبارات العملية والشفهية بالجامعة    برلمانية: الاستحقاق البرلماني الأخير يعكس تطورًا في إدارة العملية الانتخابية    نائب محافظ الجيزة يتفقد المراحل النهائية لتشغيل محطة رفع الصرف الصحى بدهشور    اتحاد الكرة يحذر من انتهاك حقوقه التجارية ويهدد باتخاذ إجراءات قانونية    وزير الخارجية: التزام مصر الراسخ بحماية حقوقها والحفاظ على استقرار الدول المجاورة    هل للصيام في رجب فضل عن غيره؟.. الأزهر يُجيب    صندوق التنمية الحضرية يعد قائمة ب 170 فرصة استثمارية في المحافظات    الجزائرى محمد بن خماسة آخر عقبات الإسماعيلى لفتح القيد في يناير    الوطنية للانتخابات: إبطال اللجنة 71 في بلبيس و26 و36 بالمنصورة و68 بميت غمر    التفاصيل الكاملة لافتتاح المركز النموذجي بالغرفة التجارية بالقليوبية    جامعة بدر تستضيف النسخة 52 من المؤتمر الدولي لرابطة العلماء المصريين بأمريكا وكندا    بشير التابعي يشيد بدور إمام عاشور: عنصر حاسم في تشكيلة المنتخب    ادِّعاء خصومات وهمية على السلع بغرض سرعة بيعها.. الأزهر للفتوي يوضح    البابا تواضروس يهنئ بطريرك الكاثوليك بمناسبة عيد الميلاد    تعرف على أبرز الشخصيات فى مقابر تحيا مصر للخالدين    محافظ الجيزة يفتتح قسم رعاية المخ والأعصاب بمستشفى الوراق المركزي    كرة طائرة - بمشاركة 4 فرق.. الكشف عن جدول نهائي دوري المرتبط للسيدات    مصادرة 1000 لتر سولار مجهول المصدر و18 محضرا بحملة تموينية بالشرقية    سيول وثلوج بدءاً من الغد.. منخفض جوى فى طريقه إلى لبنان    شوبير يكشف موقف "الشحات وعبد القادر" من التجديد مع الأهلي    الصحة تعلن اختتام البرنامج التدريبي لترصد العدوى المكتسبة    من هو الفلسطيني الذي تولي رئاسة هندوراس؟    فحص نحو مليون من ملفات جيفرى إبستين يثير أزمة بالعدل الأمريكية.. تفاصيل    عبد الحميد معالي ينضم لاتحاد طنجة بعد الرحيل عن الزمالك    نائب وزير الصحة تتفقد منشآت صحية بمحافظة الدقهلية    لليوم الثاني.. سفارة مصر بإيران تواصل فتح لجان التصويت بجولة الإعادة للدوائر ال19 الملغاة    أمن القليوبية يكشف تفاصيل تداول فيديو لسيدة باعتداء 3 شباب على نجلها ببنها    وزيرا «التضامن» و«العمل» يقرران مضاعفة المساعدات لأسر حادثتي الفيوم ووادي النطرون    أحمد سامي يقترب من قيادة «مودرن سبورت» خلفًا لمجدي عبد العاطي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د.عمرو الشوبكي الخبير في الحركات الاسلامية يقرأ طالع المشهد السياسي :
مبارك احتقر المصريين واستخف بهم فگرهوه وخلعوه
نشر في الأخبار يوم 08 - 05 - 2011

هل ينجح الظواهري في اعادة احياء تنظيم القاعدة بعد اغتيال رمزه وقائده اسامة بن لادن علي يد الامريكان ام ان فكر القاعدة قد لفظ انفاسه الاخيرة برحيل مؤسسه والاب الروحي له؟
هل تنجح الثورات الاحتجاجية العربية في الانتصار وفرض ارادة الشعوب علي الحكام في سوريا وليبيا واليمن ام تنجح القبضة الحديدية للحكام العرب في فرض كلمتها وقمع شعوبها؟
هل يأتي الرئيس القادم بمباركة اخوانية ام ان التيارات السياسية الاخري ستنجح في اعادة الاتزان للخريطة السياسية المصرية؟
هل بامكان السلفيين ان يشكلوا جزءا في المعادلة السياسية ام ستصادف تجربتهم الفشل بسبب تصرفاتهم الاخيرة؟
هل ينتهي الاحتقان الطائفي بين المسلمين والاقباط وكيف نصل الي دولة مدنية تعلو فيها قيم المواطنة؟
..هل.. وهل طرحناها للنقاش علي الخبير السياسي الدكتور عمرو الشوبكي رئيس منتدي البدائل للدراسات السياسية ليرسم لنا مستقبل القاعدة بعد مقتل بن لادن والاخوان بين الحزب والجماعة والسلفيين "سنة أولي سياسة " والاقباط من الكنيسة الي المواطنة وغيرها من الملفات الساخنة التي فرضت نفسها علي المشهد السياسي المصري واصبحت احد اركانه الاساسية التي ستلعب دورا مهما وبارزا في فهم وقراءة الاحداث من حولنا وبناء مصر التي نحلم بها جميعا..
مقتل بن لادن ماهو تأثيره علي تنظيم القاعدة في ظل ثورة احتجاجية تجتاح العالم العربي ماذا بعد بن لادن؟
- اكثر شئ اضعف مشروع القاعدة هي الثورات الاحتجاجية التي اجتاحت عددا كبيرا من الدول العربية فظاهرة بن لادن هي نموذج لاحتجاج المحبطين اما الثورات العربية فهي نموذج لاحتجاجات المتفائلين ممن لديهم امل في الاصلاح والتقدم والنهضة مثلا في مصر تم اغتيال السادات علي يد التنظيمات الجهادية عام 81 وعلي الرغم من نجاح عملية الاغتيال الا انه لم تنجح في اسقاط النظام في الوقت الذي نجحت فيه ثورة شعبية استمرت 18 يوما بمظاهرة سلمية لم تطلق طلقة واحدة ونجحت في اسقاط النظام كله.. اي ان تنظيم القاعدة يعد صوت المحبطين ورسالة انتقام عشوائية تجاه المظالم التي تحدث في العالم العربي والاسلامي من قبل الامريكان والنظم الاستبدادية ولم يكن يوما ما مشروع عمل بل كانت مرحلة بدأت تتلاشي مع انطلاق الثورات العربية وتراجع دوره وتأثيره تماما مع تصاعد دور الثورات العربية والتي خلقت رسالة مفادها اننا يمكن ان نكون رقما في المعادلة الامريكية وان نختفي مع سياستها ومن الممكن ان نواجه اسرائيل وتسلطها واحتلالها بوسائل سلمية وضغوط سياسية وانجاز سياسي واقتصادي وليس بتفجيرات نقتل بها مدنيين سواء امريكيين او عربا..
لذا فانني اري ان اغتيال بن لادن قد يؤثر من الناحية الرمزية او المعنوية ولكن من الناحية العملية تنظيم القاعدة التاريخي الذي كان يدار بشكل مركزي علي يد بن لادن والظواهري لم يعد موجودا بعد 11 سبتمبر بل تحول الي امثولة وخاصة في السنوات الست الاخيرة حيث تحول الي نهج خلية في بلد لا تأتمر بكلام بن لادن او الظواهري علي عكس الحال قبل 11 سبتمبر حيث قام بعدد من العمليات التفجيرية ولكن في السنوات الاخيرة تحول الي خلية تدار بشكل منفصل وليس مركزيا لذا فان تأثير موت بن لادن في المقام الاول معنوي ولن يكون له تأثير علي قوة تنظيم القاعدة الذي تهاوي مع اندلاع الثورات العربية التي منحت العرب افقا جديدة للتغيير.
ثارت الشكوك حول عملية الاغتيال خاصة مع عدم ظهور صور جثة بن لادن؟
- الاغتيال تم وليس هناك شك في ذلك ولكن علامات الاستفهام ثارت في اختيار التوقيت والطريقة في التعامل مع الموضوع وهل حدثت هناك خيانة ام لا.
هل تتوقع رد فعل انتقامي من قبل خاصة خلاياها النائمة في العديد من الدول العربية؟
- وارد لان تأثير اغتياله المعنوي ضخم باعتباره احدي القيادات التاريخية لذا من المحتمل حدوث عمليات انتقامية ولكنها لن تكون بمستوي العمليات الكبري التي شاهدناها قبل وبعد 11 سبتمبر لان عمليات القاعدة الاخيرة لم تكن بالقوي الكافية بل كانت محاولة فردية لخطف طيارة او تفجير انتحاري فقدرة القاعدة علي تشكيل خلية تتكون من عدد من الاشخاص اصبحت ضعيفة.. حتي العمليات التي تبنتها كانت عشوائية ذات طابع فردي وكانت تتم من خلال التجنيد علي طريقة الانترنت.
البعض يراهن علي الظواهري باعتباره العقل المدبر للتنظيم ابان وجود بن لادن بانه سيسعي جاهدا الي احيائه من جديد فهل ينجح في مهمته؟
صعب ولو رغب في احياء التنظيم فان الحصار الامني وانحسار خلايا القاعدة وتفكك خلاياه الحرب علي القاعدة في العديد من دول العالم وكذلك الخلايا النائمة ستضعف من محاولاته التي ستقتصر علي عدد من المحاولات الفردية الانتقامية ذات الطابع العشوائي وسوف يروج لها الظواهري ولن يكون القائد الميداني والتنظيمي لها لان القاعدة اصبحت بلا اظافر حقيقية ولن تكون هناك عودة للعمليات الارهابية الكبري.
العديد من القادة العرب استخدموا القاعدة شماعة لتبرير الاحتجاجات الشعبية التي تجتاح بلدانهم؟
- انها شماعة بلا شك.. ففي سوريا وليبيا استخدموا القاعدة كحجة مثلما استخدم النظام السابق في مصر الاجندات الخارجية ولكن الحقيقة انك امام واقع مختلف توجد ازمة سياسية حيث تعاني الشعوب العربية من القهر والاستبداد ولديها رغبة جامحة في مواجهة هذا الاستبداد والثورة علي تلك النظم التي تستخدم القاعدة لتخويف الغرب وامريكا من التحركات الشعبية كما كان يحدث في مصر حيث استخدم نظام مبارك فزاعة الاسلاميين كبديل له رغم ان بديل الاستبداد هي الديمقراطية ويجب ان نعلم ذلك والدليل علي ذلك ان القاعدة حققت اختراقات في اليمن في ظل نظام علي عبد الله صالح وليس لها علاقة بالحراك الشعبي الذي يجتاح مدن اليمن كلها حاليا من اجل الاصلاح والديمقراطية صحيح توجد مشكلة للقاعدة في بعض المناطق نتيجة ضعف الدولة ووجود صالح لمدة 33 سنة في الحكم ولكنه ليس لها علاقة بالحراك السياسي الذي يحدث ولا يستطيع احد ان يقول ان مصدر الحراك الشعبي تنظيم القاعدة.. كذلك الوضع في سوريا وهي من اكثر النظم العربية القمعية ولا يمكن دخول القاعدة او الاسلاميين الي هناك الا ان نظام بشار الاسد استخدمها لقمع الثورة وفي النهاية هي حجة وشماعة يستخدمها النظم السياسية المفلسة السياسية صحيح ان القاعدة تمثل خطرا ولكنها لا تدفع بتلك الاحتجاجات بالعكس الثورات الشعبية اكبر ضامن لحصار القاعدة والقضاء عليها.
كيف تري مستقبل الاحتجاجات والثورات الشعبية العربية؟
- ستفتح الافق لتأسيس نظم سياسية جديدة يصبح فيها المواطن العربي لاول مرة رقم في المعادلة السياسية فقد كانت النظم العربية في الماضي تتم فيها حركة التغيير من قمة رأس النظام السياسي لاجراء اصلاحات الي الاسفل مثلما فعل محمد علي وعبد الناصر ولكن في 25 يناير حدث لاول مرة التغيير من الاسفل للاطاحة بالقمة من خلال ثورة شعبية قام بها الملايين لاسقاط النظام وهو ماحدث في تونس وليبيا حاليا واعتقد انها في الاخيرة ستستمر وسيكون الانتصار في النهاية حليف الشعب الليبي وكنت اتمني ان تكون مصر متعافية حتي يمكن ان تتدخل في هذا الموضوع.. وفي النهاية ارادة الشعوب ستنتصر مهما كان قمع النظام.
اما بالنسبة للحالة السورية فان النظام السوري اكثر قمعية رغم قربه من الحالة المصرية الا ان الجيش كان موقفه مختلفا فاطلق الرصاص علي المدنيين والفارق بين مصر وسوريا ان في الاخيرة فرق الجيش منقسمة والولاء فيها للنظام فالفرقة الرابعة يقودها ماهر الاسد وارتكب عدد من قيادتها جرائم بحق المدنيين اما الجيش المصري كمؤسسة فقد رفض اطلاق النار علي المتظاهرين مثلما حدث في تونس بعكس ليبيا واليمن وسوريا.
اعتقد في الفترة المقبلة ستنتصر الثورات وستقوم النظم الملكية باجراء اصلاحات ستتحول الي ملكيات دستورية مثلما يحدث في الاردن والمغرب.. الثورات وسيلة وليست هدفا من اجل تحقيق حياة كريمة للمواطن العربي ونظام سياسي ديمقراطي واقتصادي وبناء نظام فيه محاسبة وشفافية وقدرة علي الانجاز.
تنبأت منذ عام في احد مقالاتك بانهيار النظام بسبب رفض مشروع التوريث؟
- لم اكن اتوقع ان تندلع ثورة بهذا الزخم المليوني وان يخرج 12 مليونا في الشارع..كنت اتوقع انتفاضات اوتطور لاحتجاجات اجتماعية وتثير حالة من الفوضي والعجز مما يؤدي الي فشل النظام وسقوطه وتدخل المؤسسة العسكرية وكانت لدي قناعة بعدم استمرار النظام وان مبارك لن يترشح وان جمال لن يصبح الرئيس المقبل لمصر رغم ان ملف التوريث كان يتم تجهيزه وقد اعترف بذلك في تصريحاته الاخيرة اثناء التحقيق معه..مبارك كان يتعامل بالشعب المصري باستهانة وليس رقما وليس من حقهم معرفة هل سيترشح في الانتخابات ام لا ولم يكن يعتبرنا شعبا له قيمة يستحق ان يقول من يحكم البلاد.. لذا كان من الحكام القلائل الذين كرههم الشعب تماما ففي اليمن مثلا هناك من يؤيد الرئيس ومن يعارضه.. مبارك اكثر المؤيدين له كانوا عدة الاف تظاهروا في ميدان مصطفي محمود في ظل وجود ملايين في الشوارع ضده..مبارك تعامل باستعلاء ومهانة وفوقية مع الشعب المصري وتلك هي المشكلة بخلاف عبد الناصر والسادات فقد كان ناصر تربطه علاقة حميمية بينه وبين الناس اما مبارك فقد احتقر شعبه وعندما يمر موكبه في الشارع لو طال اختفاء المصرين لفعل كان موكبه هم علي كل مصري كانوا يجبرون الناس علي الاختفاء وراء الشبابيك او النوافذ ومن يضبط في الشوارع يتم اعتقاله.. استهان بشعبه فكرهه.. وهذه مسالة نادرة المصريون يتحدثون عن ناصر والسادات بمزايا وعيوب وحتي علي الخديو اسماعيل..
البعض يري ان اهداف الثورة تتحقق ببطء؟
- يوجد جزء تحقق بشكل جيدا سواء بمحاكمة رموز النظام السابق من الفاسدين رغم ان المحاكمة تتعلق بجرائم اقتصادية ولكن توجد اشياء لا يمكن التساهل معها خاصة تلك التي تتعلق بالفساد او قتل الابرياء ولكن محاكمة كل ماله علاقة بالحزب الوطني لا اوافق عليه بالمرة وسيخلق اعداء للثورة وسيضر بها لانهم كانوا جزءا من ثقافة حزب الحكومة ورغبة الكثيرين من الانتفاع بالحزب الحاكم لذا لا نرغب في اعادة تجربة اجتثاث حزب البعث العراقي ويجب لاعضاء الوطني المشاركة في الحياة السياسية طالما لم يكونوا فاسدين ولم يقتلوا او يعذبوا احدا. الا ان ابرز الملاحظات التي اراها البطء في عدد من الاجراءات الاخري بالاضافة الي استمرار حالة الفلتان الامني واستغرابي في التعامل معها بهذا التسيب مثلما حدث مع وقائع الاعتداء علي البرادعي وعمرو موسي مؤخرا كذلك الاستخفاف في التعامل مع الملف الطائفي فلا يصح علي الاطلاق الذهاب الي دور العبادة والاحتجاج بهذه الطريقة نعم يوجد بطء ولكن ليس هناك تواطؤ او سوء نية لذا نحتاج الي تكثيف اجراءات المحاكمة الصارمة وخاصة في قضايا الفساد الكبري والتعذيب وقتل المتظاهرين وعدم التسامح فيها ودعم الجهاز القضائي في متابعة تلك الملفات الساخنة كذلك توجد قضايا اخري يجب التعامل معها وان يكون هدفنا بناء نظام سياسي جديد وحركات سياسية.. الثورة لا تعني هدم النظام القديم ولكن بناء نظام جديد لابد من تقديم حاجة جديدة وتقديم بناء اقتصادي وسياسي جديد تحاصر رموز العهد السابق بمشاريع سياسية جديدة ليس فقط بالمحاكمة او المحاسبة ولكن ببناء مشروع سياسي جديد.
الدبلوماسية الشعبية الثورية حققت نجاحات كبيرة اتضح ذلك في ملف دول حوض النيل والمصالحة الفلسطينية؟
- هي ثورة ملهمة صفق لها العالم.. ثورة علمت البشرية الاحترام.. اول مرة تسقط نظاما وفي اليوم التالي يأتي الثوار لتنظيف المكان الذين ثاروا فيه حتي مبارك تتم محاكمته حاليا من خلال القضاء المدني لا عبر محاكم استثنائية او عسكرية مثلما كان يفعل مع معارضيه ماحدث شئ مذهل وعظيم والمفروض ان يكون النظام السياسي المقبل علي قدر الانجاز الذي تحقق والمرحلة الحالية هي الاصعب.. نحن لسنا اول مجتمع يمر بتلك المرحلة الانتقالية ماحدث في التجربة المصرية كان استثناءا في التجربة المصرية.. نحن شعب ليس خانعا واغلب التجارب حدث فيها التغيير عبر الاحتجاجات او بتدخلات خارجية اما ثورتنا فقد كانت صناعة مصرية 100 ٪.. ولكن يجب الاخد في الاعتبار ان اي دولة تتحول من الاستبداد الي الديمقراطية لابد وان تمر بمرحلة انتقالية مرحلة تعاني فيها من الفوضي والفراغ في السلطة فلن نجد 5 احزاب بل 50 حزبا تعاني من الانشقاقات وهذه مشاكل الانتقال الديمقراطي الطبيعية ولابد من مواجهتها ويجب ان نعلم انها تحديات ليست قليلة لان مصر دولة يزيد عدد سكانها علي 80 مليون نسمة وتعاني مشاكل اقتصادية ضخمة وتعاني من الامية مما يفرض علينا تحديات ان يكون واعين حتي لا تحدث انتكاسات..صحيح توجد اخطار ولكننا قادرون علي عبورها باذن الله.
مع اقتراب الانتخابات الرئاسية كيف تري خريطة المرشحين الفترة المقبلة؟
- الفترة المقبلة قد تشهد ظهور مرشح قد يغير خريطة المرشحين تماما ولكن باستعراض الاسماء الحالية نجد ان الخمسة المؤثرين هم عمرو موسي والبرادعي يليهما ايمن نور وحمدين صباحي وهشام البسطويسي وهم يقدمون رسالة محترمة كما يوجد كمرشحين يترشحون من اجل النيل من مرشحين اخرين وهذه جزء من اعراض عملية الانتقال الديمقراطي.. يوجد 12 مليونا نزلوا يوم التنحي ولكن اكتشفنا ان القوة التصويتية للمجتمع المصري 44 مليونا ايدوا الثورة ولكن من بيوتهم.. وهو ما اطلق عليهم مصر العميقة.. هم في الارياف والصعيد وهم في رايي عمرو موسي يؤثر فيهم بشدة ولكن الملايين التي نزلت خلال ايام الثورة يظهر تأثير البرادعي عليهم..وشرائح الطبقة الوسطي الراغبة في التغيير ينتمون للبرادعي والرئيس القادم سواء من الخمسة الحاليين او الجدد او من يستطيعوا ان يؤثروا في نخب التغيير وقوي الثورة وان يؤثر في تيار الاستقرار والمواطن المصري العادي الذي يري ان الثورة يجب ان تساهم في الارتقاء بمعيشته وتوفير لقمة عيشه.. المرشح الذي يستطيع خلق توافق بين قوي الثورة والتغيير وقوي الاستقرار هو من يفوز ومن يعتمد علي كتلة واحدة ستكون فرصته صعبة يجب ان يحصد الرئيس المقبل علي ثقة الكتلتين سواء المواطن الذي ثار وشارك في الثورة والمواطن الذي في القرية الذي ينشد الاستقرار ويبحث عن حياة كريمة.
هل الرئيس القادم سيأتي بمباركة اخوانية؟
- ليس بالضرورة وهذا يتوقف علي موقف الكتل السياسية المدنية الاخري لو تحركت بشكل جيد سيخرج برلمان متوازن وسيحصل الاخوان علي 20 ٪ لا يشكلون الاغلبية ولو تحركت القوي السياسية بشكل خاطئ وانقسمت ويكون هدفها مواجهة الاخوان هنا تقع في خطأ سياسي بان تنشئ مشروعا سياسيا من اجل التصدي للاخر او مواجهة التيارات السياسية الاخري وتلك تعد احد امراض المرحلة الانتقالية لذا فانه في حال استطاعت القوي المدنية ان تخلق وسطا سياسيا جديدا يتضمن تيارات دينية مؤمنة بالدولة المدنية والديمقراطية وتيارات ليبرالية متصالحة مع المادة الثانية من الدستور التي يعتبرها الشعب جزءا من هويته وثقافته المهم ان تحل المشكلة الاقتصادية وان تسعي الي تطوير المرافق والخدمات ووضع حد ادني للاجور خاصة واننا ورثنا بلدا بعد مبارك خربانة فلم تكن هناك مؤسسة في عهد مبارك " عدلة " بل كانت خرابة ومنهارة انهيارا تاما.. مصر لا تحتمل ان تكون ليبيا ولا تحتمل ان تكون العراق.. نحن بلد قد تتعرض لمشاكل اقتصادية جسيمة بسبب غياب السياحة وضعف عجلة الانتاج ومن حظنا ان لدينا جيشا محترما.. الحمد لله ان المؤسسة العسكرية والقضائية خرجت من منظومة الفساد والخراب.. اتمني ان نحافظ علي عبقرية الشعار الشعب يريد اسقاط النظام لا الدولة..
ونبدأ مرحلة التصحيح وعندنا مثال العراق عندما تم حل مؤسسات الدولة لم تتعاف العراق بعد.. نريد ان نستعيد عافيتنا ومصداقيتنا في اسرع وقت.
بعد الثورة ظهر من جديد ملف الاسلام السياسي كيف نستطيع التعامل مع اجندة الاخوان والسلفيين؟
- الاخوان بصدد انشاء حزب سياسي نظريا منفصل عن الجماعة الدعوية رغم ان ذلك لم يتحقق علي ارض الواقع لان قيادات الحزب مرسي والكتاتني والعريان هم من العناصر المؤسسة للجماعة اعضاء مكتب الارشاد لذا مطلوب حزب متحرر مفتوح علي كل المصريين لان الجماعة الدعوية تتطلب شروطا دعوية للانضمام اليها وهو مفهوم في الجماعة الدينية ولكن في الحزب السياسي الامر مختلف.. علي الاخوان ان يكيفوا وضعهم كحزب سياسي وهذه خطوة ايجابية اما كجماعة فعليهم ان يقدموا اوراقهم لوزارة التضامن خاصة وانهم حتي الان لم يلتزموا بالقانون فقد عارضنا حظرها والان ننتقد ان تكون فوق القانون لابد ان يتحولوا الي جمعية رسمية فهم ليسوا افضل من غيرهم من باقي الجمعيات وهذه مسالة مهمة وهي تقنين وضع الجماعة مع مؤسسات الدولة المدنية في مصر وذلك بان تكون مسجلة في الشئون الاجتماعية وفق قوانين العمل الاهلي في مصر ومن حق اي حزب سياسي ان يؤسس حزبا باي مرجعية المهم ان يكون حزبا مدنيا لديه برنامج سياسي.
الاخوان في الاستفتاء علي الدستور لم يستخدموا شعارات دينية لتشجيع الناس علي الاستفتاء بنعم مثلما فعل السلفيون الذين اسموها غزو الصناديق ووظفوا الدين في المجال السياسي ورغم انني كنت من مؤيدي نعم الا انني صوت بلا كاحتجاج وكان الاولي بالاخوان ان ينددوا بما فعله السلفيون وان يصدروا بيانا بذلك ولكن ربما خشية خسارة اصوات السلفيين او حسابات تصويتية لم يفعلوا ذلك.
وماذا عن السلفيين؟
- جزء من المشكلة لم يكونوا مع السياسة قبل الثورة بل كانوا يؤيدون النظام وطاعة اولي الامر صحيح ان جزءا منهم رفض ان يتم توظيفه لصالح امن الدولة وحسابات النظام وجزءا كان يتم توظيفه من اجل النيل من الاخوان او المسيحيين اوالعلمانيين ولكن داخل المسجد وكان مسموحا بذلك لانهم كانوا يؤيدون النظام المدهش انهم لم يكن لهم دور في الثورة والان يتكلمون في السياسة لذا اعتبرهم جزءا من الازمة لانهم ليس لديهم الحد الادني من الفهم السياسي وحولوا عرس الصناديق الي غزوة الصناديق.. السلفيون ليس لديهم فهم او عمل سياسي وفجأة دخلوا في الموضوع بطريقة اندفاعية سوف تعيد المجتمع الي نقطة في غاية الخطورة ولا يجب التسامح معها.. من حق السلفيين ان يعبروا عن انفسهم ولكن ليس ان يمثلوا التحريض علي الديانات الاخري.
وهل التعامل بالعنف هو الحل في التعامل معهم؟
- زمن القمع انتهي التعامل بالحجة والفكر بالفكر في ظل الالتزام بالقانون اما في حالة الخروج عنه فيتم الاحتكام بالقانون..اي اعتداء علي صاحب دين اخر او يحرض عليه او يزدريه غير مقبول علي الاطلاق وفي النهاية القانون هو الحكم.
وكيف تري مستقبل العلاقة بين المسلمين والمسيحيين؟
- من خلال تطبيق دولة الميدان التي يجب استلهامها خلال الخمسين سنة المقبلة في العلاقة بين المسلمين والمسيحيين فقد دفعنا ثمنا باهظا من التهميش طيلة 30 عاما ولكننا انشأنا دولة علي مدار 18 يوما انكسرت فيها جمهورية الخوف سواء خوف المسيحيين من الاسلاميين او خوف الليبراليين من الاسلاميين فالجميع التف حول هدف واحد هو اسقاط النظام وما تم بناؤه في ميدان التحرير يجب ان نحافظ عليه في مصر الجديدة.
وكيف يتم اصلاح الملف الطائفي؟
- لابد من اصلاح علي مستويين اصلاح داخل الخطاب الاسلامي والتيارات الاسلامية المختلفة واجراء اصلاحات داخل المؤسسات المدنية والمسيحية يجب ان نتفهم اسباب الكنيسة للانعزال عن المجتمع بسبب الخطاب الاسلامي المتشدد كما ان الكنيسة كانت جزءا من النظام السابق وكانت حليفة له وقيادتها رفضوا الثورة والمشاركة فيها وكان هناك خوف من الاختلاط بعموم الناس ولكن اكتشفوا العكس اثناء الثورة لذا فاننا نحتاج اصلاحا في الخطاب الاسلامي وترشيد وعقلنة ونفس الوقت نحتاج اصلاحا في الخطاب المسيحي ودفع المسيحيين للمشاركة في الشأن العام خارج اسوار الكنائس حتي لو كان ذلك صعبا في البداية ولكن يجب ان يعلم الاقباط ان تلك بلادهم والمجتمع مجتمعهم ولابد ان يبنوه مع المسلمين وان نتجاوز تلك المحنة وتصبح المواطنة هي القيمة العليا التي يجب ان يتوافق عليها كل المصريين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.