كانت محط احترام وتقدير كل من عرفها..متفوقة منذ الصغر الأولي دائما.. تتمتع بخلق رفيع وثقافة موسوعية.. حفظت القرآن الكريم كاملا وجودته في طفولتها.. تساعد أمها في أعمال المنزل وأشقاءها في دراستهم رغم أنها الأصغر. قبل ظهور نتيجة الثانوية العامة دخلت في غيبوبة عميقة نتيجة مرض غامض.. ظهرت النتيجة اقترب مجموعها من 99 % وأصبح التحاقها بكلية الطب تحقيقا لرغبتها ورغبة أسرتها أمرا حتميا. حاولت أسرتها وكل المحيطين بها إخبارها بنتيجتها لعلها تفيق وكان دون جدوي حيث صعدت روحها الطاهرة لبارئها بالمستشفي. الطالبة نيرة نادر عبد الرازق سليمان الحاصلة علي 99% من مدرسة فاطمة عنان أم المعلمين الثانوية بنات بقرية دموه، التابعة لإدارة دكرنس التعليمية بالدقهلية.. تصدر خبر وفاتها حفل التكريم الذي أقامه المحافظ د. أحمد الشعراوي لأبناء المحافظة المتفوقين والذي طلب المحافظ من الحضور الوقوف دقيقة حدادا علي روح نيرة في بداية الاحتفال. انهمرت الدموع من عيني والدها الموظف وهو يحكي "للأخبار " مأساة ابنته وقال : نيرة كانت متفوقة منذ نعومة أظافرها حفظت القرآن في طفولتها وجودته بسرعة كبيرة أذهلتنا كانت الأولي دائما في كل مراحل الدراسة وتحصل علي الدرجات النهائية ورغم أن أشقاءها الثلاثة أكبر منها ولم يحصلوا علي حظها في التفوق إلا أنهم كانوا دائما يلجأون إليها طلبا لأي مشورة أو مساعدة ولم تكن تتأخر عنهم بالطبع. واسترجع الاب تلك اللحظات القاسية عندما توجهت إليه قبل النتيجة بأيام لتقول له : يا بابا أنا تعبانة قوي وعندي ألم لا يطاق في بطني فذهبنا بها الي طبيب خاص ولم تستجب لعلاجه وتنقلنا بها بين المستشفيات العامة والخاصة لمدة 10 أيام حتي توفيت. ودخل الأب في نوبة بكاء وقال : الله يرحمك يانيرة.. وكأنك كنت تعلمين أن حياتك قصيرة..لم ترتاحي لحظة واحدة حتي عندما كنت تتحدثين عن رغبتك في الالتحاق بكلية الطب لتداوي المرضي المحتاجين مجانا وعندما جاءت لحظة الحصاد كان القدر أقوي من الجميع وهذه إرادة الله وقضاؤه ولا راد لقضائه ونحن راضون ونطلب من الله لها الرحمة. أما زميلات نيرة فلا يصدقن الخبر ولا زلن في حالة ذهول من خبر وفاتها تقول نورهان الشناوي: كانت المرجع لنا في أي سؤال لا نعرف إجابته، وكنا دائما نراهن علي أنها ستقول لنا الإجابة النموذجية وهذا ماكان يحدث بالفعل. وتضيف زميلتها إسراء نصر: نيرة كانت الطالبة المثالية في كل شيء وفي جميع مراحل التعليم تتميز بالأدب والحياء والأخلاق والعلم وكانت الأقرب لقلوبنا جميعا والأقرب أيضا لجميع مدرسينا.