استقطبتني عبارة فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر لحظة أن قال:» إن الأزهر فوق الحكومات وفوق الثورات« هي كلمة حق يراد بها تجلي الحقيقة الغائبة، أو المغيبَّة بفعل فاعل منذ زمن بعيد، فتجلي الأزهر الشريف في هذه الآونة هو »الأمل« الذي به تستقيم الأمور وهو »الألم« إذا مسه سوء. كل المراجع فوق السطح الآن .. آسنة! كل الخطابات الراهنة .. مزيفة ! كل الصيحات الهادرة والنائمة.. جوفاء ! باطلة هي الدعوة الخبيثة إلي تحويل الأزهر الشريف إلي دولة مثل دولة «الفاتيكان» الفرق بين «الأزهر» و«الفاتيكان» هو فرق بين السماء والأرض، في المعني والمبني، الدين هناك مفصول عن الدولة نتيجة العذابات التي لاقاها الأوروبيون من جراء محاكم التفتيش والعصور الوسطي، ثمة حساسية مفرطة هناك تجاه كلمة الدين، أما عندنا فالدين في التكوين متجذر، في السلوك يسري بتلقائية وعفوية، استحالة ان ينفصل الدين عن الدولة في أرضيتنا المعرفية والعرفية والأخلاقية والجمالية، ولذلك تتكسر مقولة الدولة الدينية لأنها مستوردة من أوروبا والخطاب الغربي، لا أصل لها لدينا ولا مرجعية. الأزهر صرح ورمز.. وعلماء الأزهر هم حملة مشاعل التنوير ومصابيح الاستنارة، بلا كهنوت ولا صكوك، العمامة تحتها أدمغة علمية، والعباءة يدثرها اليقين، فلا منع ولا منح، إنها أشعة زاهرة تبث نورها في مسارات هنا وهناك .الأزهر هو السد العالي الثقافي بالمعني العظيم للثقافة ماديا وروحيا، وعمليا وعلميا ، يرفض أن يخضع للساسة والسياسة، تاريخه يشهد بذلك رغم المحاولات الساذجة، غضبة الأزهر كانت تزلزل من يثيرها، ثورة الأزهر هي التي كانت تخضع الحكومات والرئاسات والقيادات المحلية والأجنبية . بالمناسبة.. ماذا يضير الأزهر الشريف، إذا اقتبست قناة فضائية من نوره، وإزهاره وأزهرته الساطعة؟ هذا سؤال اتوجه به إلي الإمام الأكبر د . أحمد الطيب وهو شيخ الأزهر الموقر، وحاشاه أن يكون »وزير الأزهر«!. أعلم أن الأزهر ليس جهة منع ولا منح، وأنه أكبر وأعظم بكثير من أن يدخله البعض في هذه اللعبة، وقد نما إلي علمي أن الجهات المنافقة والتي كانت تستدر عطف أسيادهم من النظام البائد، هي التي أرغمت جهة الاختصاص التي لها حق المنع و المنح، أن تعرقل مسيرة »قناة أزهري الفضائية« التي تدعو إلي »الوسطية« هذا هو جرمها وذنبها في منظورهم، وهم لا يريدون ذلك في ظل الموافقات العديدة لقنوات الرقص والخلاعة والتطرف والدجل والشعوذة والضحك علي الناس، كل ذلك كان مرغوبا ومطلوبا ومحبوبا، أما العلماء والمفكرون فهم مبغضون ومبعدون ومنكرون، أذكر في هذا السياق ان إحدي الاعلاميات المحجبات أرادت ان تجري حوارا مع »الهانم إياها« فرفضت.. لأنها لا تجري أحاديث مع المحجبات، هل تذكرون أنه لم تظهر مذيعة بالحجاب فقط علي شاشة تليفزيون الدولة . قال لي مصدر موثوق ان الشيخ خالد الجندي كان محظوظا لأنه لم يجبر علي مغادرة مصر مثل غيره، وعليه ان يحمد الله حمدا كثيرا لأنه لايزال يتألق علي قناته التي تبث ارسالها من «الأردن» بدلا من إظلامها تماما. سألت أحد الذين عندهم علم من الإعلام الفضائي عن ضوابط إعطاء الترخيص للقنوات الفضائية، قال لي ثلاثة ضوابط الأول ان لا تثير العنف وتدعو إلي التطرف ، والثاني القنوات الحزبية لابد ان تكون لها شرعية في دولها ، والثالث: أن القنوات مسئولية أصحابها وأن »نايل سات« ليس جهة رقابية.. في ضوء ذلك هل قناة أزهري ينسحب عليها أي ضابط من هذه الضوابط؟ الشواهد تقول:لا.. والمشاهد تؤكد ايضا.. سؤال : أين قناة الأزهر الشريف؟.